الجهة 24- آسفي

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، عبر مراسلة رسمية موجهة إلى رئيس جماعة آسفي بتاريخ 31 أكتوبر 2025، إلياس البداوي عن قبول ترشيح المدينة وانضمامها إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية (UCCN) في فئة الصناعات الحرفية والفنون الشعبية،إلى جانب 350 مدينة عالمية من 133 دولة.

وجاء هذا القرار، بحسب الوثيقة التي وقعها إرنستو أوتونّي راميريز، مساعد المديرة العامة لليونسكو لقطاع الثقافة، بعد دراسة ملف الترشح الذي قدمته المدينة، والذي اعتُبر مستجيبا لمعايير الشبكة من حيث جودة مخطط العمل، والرؤية الثقافية، والالتزام بجعل الإبداع الثقافي رافعة للتنمية المحلية المستدامة.

ويُشكل هذا الاعتراف تصنيفا دوليا رسميا يضع آسفي ضمن شبكة تضم أكثر من 350 مدينة من مختلف دول العالم، ويمنحها صفة “مدينة إبداعية لليونسكو”.

لكن هذا التصنيف لا يقتصر على الجانب الرمزي، بل يرتب عددا من الالتزامات العملية على المدينة، من أهمها: إدماج الثقافة والصناعات الإبداعية في السياسات المحلية للتنمية وإعداد تقارير دورية حول تنفيذ برامج الشبكة، وإرسالها إلى اليونسكو. المشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية الخاصة بالشبكة. تبادل التجارب والممارسات الثقافية مع باقي المدن الأعضاء. احترام القواعد المتعلقة باستخدام اسم وشعار اليونسكو والشبكة.

وتأسست شبكة المدن الإبداعية سنة 2004 بهدف دعم المدن التي ترى في الثقافة عاملاً أساسياً للتنمية المستدامة. وتشمل الشبكة سبعة مجالات رئيسية هي:الأدب، الموسيقى، السينما، فنون الطهو، التصميم، الفنون الرقمية، والصناعات الحرفية والفنون الشعبية.

وتسعى الشبكة إلى تعزيز التعاون بين المدن حول العالم. دعم الحرف التقليدية والصناعات الثقافية. توفير فرص اقتصادية مرتبطة بالإبداع. حماية التراث المادي واللامادي.

خطوات مرتقبة بعد التصنيف

وفقاً للمراسلة، ستتم دعوة مدينة آسفي للمشاركة في اجتماع إدماج الأعضاء الجدد، الذي يخصص للتعريف ببرامج الشبكة وآليات العمل والتعاون الدولي.

كما دُعيت المدينة إلى حضور المؤتمر السنوي لشبكة المدن الإبداعية، المقرر تنظيمه سنة 2026 بمدينة الصويرة المغربية، باعتباره أبرز اجتماع دولي يضم ممثلي المدن المصنفة.

وشددت اليونسكو في رسالتها على أن المرحلة المقبلة تتزامن مع تسريع تنفيذ أهداف أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، خصوصاً الهدف 11 المتعلق بـ”مدن ومجتمعات مستدامة وشاملة وآمنة”.

ويمكّن هذا التصنيف مدينة آسفي من تعزيز حضورها الدولي في مجال الصناعات الحرفية والفنون الشعبية، لا سيما الخزف والفخار. فتح مجالات للتعاون والتمويل والشراكات مع مدن ومؤسسات ثقافية دولية. دعم الحرفيين والفنانين المحليين، وتثمين التراث الثقافي المادي وغير المادي.

بهذا التصنيف، تلتحق آسفي بمجموعة من المدن المغربية المنضوية تحت لواء الشبكة، مثل فاس (الصناعات التقليدية)، مراكش (فنون الطهو)، الصويرة (الموسيقى)، والرباط (الفنون الإعلامية)، لتشكل معاً جزءاً من خريطة ثقافية عالمية تعترف بدور الثقافة كرافعة للتنمية.