بأي وجه تتظاهر النقابات التعليمية بمديرية آسفي الغارقة في الريع خلال فاتح ماي؟

 بأي وجه تتظاهر النقابات التعليمية بمديرية آسفي الغارقة في الريع خلال فاتح ماي؟

يُعتبر الاحتفال بالعيد العمالي كل سنة من تاريخ فاتح ماي، محطة عالمية للتذكير بوضعية الطبقة العمالية، وبمدى تحقق المطالب المشروعة التي ترفعها النقابات، حيث تعرض فيها رؤيتها التضامنية مع الطبقة العملة، فتحشد لها من كل القطاعات تمثيلية لتبرز قوتها، كشكل من شكل الضغط على الحكومات للاستجابة لمطالبها المشروعة.

غير أن فاتح ماي في بعض المدن، ومنها آسفي ينظم على وقع ريع نقابي يمتد إلى سائر المرافق العمومية والشبه العمومية، يستفيد منه قادة ومسؤولون نقابيون وذويهم ومن يدور في محيطهم، في صفقات مشبوهة يكون ضحيتها العمال.

ونمثل لذلك بما يجري في مديرية التربية الوطنية، حيث بسط النقابيون نفوذهم على كثير من المصالح والمناصب ضدا على القانون والمذكرات الوزارية المنظمة لها. فمهمة التسيير المادي والتدبير المالي له أهل الاختصاص ممن تكون تكوينا جامعيا وحصل على إجازة أو ماستر في العلوم الاقتصادية أو القانونية، وخضعوا لتكوين بمراكز التكوين، ليجدوا أنفسهم في التعيين خارج مدينة أسفي، لأن مناصبهم محتلة من نقابيين استغلوا نقاباتهم لينتقلوا من الأقسام إلى التسيير الاقتصادي الذي لا يفقهون فيه شيئا، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر نقابي محسوب على نقابة العدالة والتنمية مكلف بالاقتصاد في إعدادية الفهرية، ومن قبل ولسنوات طويلة بثانوية الإدريسي، حيث يشتكي عدد من المقتصدين والممونين من الحيف والظلم في احتلال مناصبهم ممن لا أهلية له. بل إن بعض المتتبعين للشأن النقابي يوجهون أصبع الاتهام للمديرية في تواطؤ مفضوح في التستر على هذا المنصب.

ينضاف لذلك تواجد عدد من النقابيين سواء ممن لهم ملفات مفبركة في الاعفاء من مهام التدريس ويتواجدون بمؤسسات تعليمية كثانوية ابن مولاي الحاج التي أصبحت مقبرة لكل معفى، بمؤسسة الأقسام التحضيرية حيث يوجد بها مكلفون نقابيون يحرصون على مصالح أبنائهم ومعارفهم، أو ممن تواطأت نقاباتهم مع المديرية ليتواجدوا بمكاتبها ومصالحها دون تحديد مسبق لنوع المهام، ليشكلوا تهديدا أمنيا على مصالح نساء ورجال التعليم. مما يضع أكثر من سؤال عن هذا الريع النقابي؟ ومن له مصلحة في التستر على الوضع المقلق بالمديرية التي أصبحت عنوان الفساد الإداري والتربوي.

فهل يتصدى المدير الإقليمي الجديد لهذا الريع النقابي، فيقطع مع التسيب الذي أصبح عنوان المديرية؟  أم أنه بدوره ستلتهمه آلة الفساد الجبارة ومنظومة الريع المتجذرة وتسيطر عليه وتجعله خاضعا لارادتها وتهدم الأماني والامال التي يحملها بصبر أيوب؟

فبأي وجه يخرج مثل هؤلاء النقابيون يحتجون على الحكومة في فاتح ماي وهم المستفيدون من ريع نقابي. وما رأي المنخرطين في صفوف هذه النقابات وعموم الطبقة العمالية من هذا الاستغلال النقابي لمطالبهم المشروعة.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا