الجهة 24-آسفيشهدت ثانوية الجاحظ التأهيلية بمديرية أسفي حادثًا غير مسبوق أثار صدمة كبيرة في الأوساط التعليمية، بعدما اعتدى جسديا مفتش لمادة التربية البدنية -ويشغل في الآن نفسه عضوية بالمكتب الإقليمي لنقابة المفتشين بأسفي- على أستاذ لمادة التربية الإسلامية أمام قسمه، في مشهد يعكس تصدعًا مقلقًا في العلاقات المهنية داخل المؤسسات التعليمية.وتعود تفاصيل الحادث، حسب مصادر متطابقة، إلى شبهة خلاف بين زوجة المفتش التي تشغل مهمة حارسة عامة للقسم الداخلي بذات المؤسسة مع الأستاذ المعتدى عليه، وهو الخلاف الذي يعزى إلى تقاطعات مرتبطة بالمسؤوليات الإدارية اليومية، وليتوجه المفتش “الملاكم” مباشرة في خطوة غير مبررة صوب الأستاذ بحجرة فصله ويوجه له لكمات مباشرة على وجهه، أدت إلى إسقاط إحدى أسنانه، استدعت شهادة طبية تثبت عجزًا لمدة 15 يومًا، وليعبر أساتذة المؤسسة عن تنديدهم وامتعاضهم من هذا السلوك الأرعن عبر تنظيمهم لوقفة احتجاجية تضامنية مع زميلهم الأستاذ الضحية يوم الأربعاء 30 أبريل الجاري.ورغم فداحة الواقعة، تشير المعطيات إلى تدخل عدد من الأطراف الإدارية وفصيل نقابي محسوب على المديرية في محاولة لاحتواء الأزمة و”تهدئة الوضع”، إلا أن هذه الوساطات وُوجهت بانتقادات حادة من أطراف حقوقية وتربوية ونقابية رأت فيها محاولات “للتستر على الجريمة” بدل تمكين الضحية من حقوقه القانونية والإدارية.وتأتي هذه الواقعة في سياق مشحون داخل المنظومة التعليمية، حيث تعرف الساحة التربوية في المغرب تصاعدًا لافتًا في مظاهر العنف، خصوصًا ضد الأطر التربوية من طرف بعض التلاميذ، كما حدث مؤخرًا في حالات مأساوية وصلت إلى استخدام السلاح الأبيض ووفاة أستاذة للتكوين المهني. لكن ما وقع في ثانوية الجاحظ يُسلّط الضوء على شكل آخر من العنف؛ عنف صادر من داخل الجسم التربوي نفسه، وفيه خرق فادح لأخلاقيات المهنة ومكانة الأستاذ داخل المؤسسة. وتطالب أصوات نقابية وحقوقية بفتح تحقيق عاجل ومستقل في النازلة، وضمان عدم إفلات المعتدي من المساءلة القانونية والإدارية، باعتبار أن الحادث لا يتعلق بخلاف شخصي، بل بجريمة عنف جسدي داخل مؤسسة تربوية. كما يشدد العديد من الفاعلين التربويين على ضرورة صون استقلالية المؤسسات التعليمية عن أية تدخلات تفوح منها رائحة المحسوبية أو خدمة أجندات انتهازية، حفاظًا على هيبتها وانضباط سيرها التربوي، وهو ما يضع المدير الإقليمي الجديد أمام امتحان حقيقي حول مدى تفعيله للنصوص القانونية ذات الصلة ضد المفتش المعتدي، خاصة وأن الأمر يتعلق بشخص يتقاسم معه الانتماء إلى الإطار نفسه (التفتيش)، وكذا كان يشتغل معه سابقا في المديرية نفسها (قلعة السراغنة).وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات المحتملة، يظل الأستاذ المعتدى عليه رمزًا لصمت عدد من ضحايا العنف غير المعلن داخل المؤسسات، الذين يترددون في كشف معاناتهم مخافة الانتقام أو الضغط، في وقت تحتاج فيه المدرسة المغربية إلى المزيد من الأمن الوظيفي والاحترام المتبادل بين جميع الفاعلين. تصفّح المقالاتآسفي تنقذ إسبانيا من الظلام… وبيدرو سانشيز يشكر المغرب على الدعم السريع دراسة علمية: كنوز مخفية في أعماق الأطلس: الأقمار الصناعية تكشف احتياطيات ضخمة من الذهب والنحاس والزنك