فوضى التنظيم بمطار مراكش الدولي
يعبر مطار مراكش الدولي ما يناهز خمسة ملايين شخص سنويا، ما يجعله يحتل المرتبة الثانية وطنيا بعد مطار محمد الخامس، إلا أنه يشهد فوضى وعبت في التنظيم المتعلق بالنقل الجماعي من سيارات الأجرة ومشاكلها التي وصل صيتها للعالمية، وصراعاتها الدائمة مع شركات النقل السياحي التي تحاول جاهدة تلميع صورة السياحة من خلال تجديد اسطولها كل ما دعت الضرورة وتكوين مستخدميها في مجال السياقة المهنية المحترفة، أو الصراع الازلي بين شركات كراء السيارات الدولية و الأخرى المحلية، باعتبارها المنافس الأول من حيث جودة السيارات وسلاسة الخدمات المقدمة.
وأفادت مصادر “الجهة24″،الشركات الدولية تسعى جاهدة إلى القضاء على المقاولات المحلية التي تقدم خدمة شاملة في سعر واحد دون اللجوء إلى الحيل الابتزازية التي تنتهجها الأولى. والتي تتجلي في عرض سيارات بأثمنة بخسة، بعدها تقوم من خلال مستخدميها إلى محاولة بيع باقات مختلفة من التأمين وما إلى ذلك. وحسب مصادر مقربة فإن أحد السياح اضطر لأداء مبلغ لا يقل عن 300 درهم مقابلة ارجاع السيارة في الساعات الأولى من الصباح، بحجة أن المكاتب تفتح أبوابها مع الثامنة صباحا. الشيء الذي يدفعه السياح إلى اللجوء إلى الشركات المحلية في رحلاتهم الموالية للمملكة.
و كباقي الشركات، فإن مسيرها دائمو البحث عن زبائن جدد بمختلف الوسائل القانونية مما يجعل بعضهم يعرض خدماته بجنبات مطار مراكش الدولي، الشيء الذي يثير حفيظة المؤسسات الدولية التي رسخت بداخلها فكرت إن هذه النقطة الاستراتيجية ملكا لها لا لغيرها، وأنها الوحيدة القادرة على اقتناء مكتب في مطارات المملكة، لكن المشكلة الأكبر وهو كونها غير قادرة عن الدفاع عن حقوقها في المطالبة بمكتب داخل قبة المطار وليس في موقف السيارات. فبالرجوع إلى كبرى مطارات العالم، نجد الشركات المتعددة الجنسيات دائما بقلب المبنى وليس مركون بالخارج دون أدنى شروط الخدمة المتواضعة، كتوفير مرافق صحية تليق بمستوى الزبون الذي ينتظر مركبته، أو شمسية تقيه من حرارة شمس مراكش المرتفعة، بحيث أن هذه المكاتب لا يمكن أن تستوعب اكثر من ثلاث زبائن.
مطار مراكش منذ أزيد من سنة، شهد حملات أمنية، حيث انه تم القضاء على كل سماسرة كراء السيارات، و سماسرة النقل السري، وأيضا المتسولين الذين كانوا يتربصون ضحاياهم، ذلك بدليل تدني عدد إشكاليات المقدمة بهذا الصدد، إلا أنه هناك من يحاولون زعزعة استقرار النظام الجاري به العمل، لغاية اولأخرى، وهذا ما يحدث عند بداية كل موسم منخفض، مع العلم أن هناك شركات سياحية تتخذ مكاتب لها بقلب المطار ولا من يناقشها.