يتجنبون الاستثمار في أمريكا وأوروبا بسبب العراقيل.. منتجو بطاريات السيارات الصينيون يراهنون على المغرب بشراكة مع الهودينغ الملكي

 يتجنبون الاستثمار في أمريكا وأوروبا بسبب العراقيل.. منتجو بطاريات السيارات الصينيون يراهنون على المغرب بشراكة مع الهودينغ الملكي

تتجنب الشركات الصينية أو تؤجل الاستثمارات المباشرة في الولايات المتحدة وأوروبا بسبب التوترات الجيوسياسية والانتظار الطويل للحصول على تصاريح، وفقًا لتقرير نشرته Financial Times في 27 شتنبر، وتلجأ بدلاً من ذلك إلى المغرب لبناء مصانع لتزويد تلك الأسواق، إذ تم الإعلان عن استثمار بقيمة 2 مليار دولار في المغرب.

وذكر ذات التقرير أن شركة CNGR Advanced Material الصينية أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستقيم مصنعًا لمواد القطب في المغرب لضمان تزويد أسواق البطاريات في الولايات المتحدة وأوروبا، وبذلك يبرز المغرب كمستفيد من التوترات بين الولايات المتحدة والصين.

وأوضح تورستن لارز، الرئيس التنفيذي لشركة سي إن جي آر أوروبا، في مقابلة مع فاينانشيال تايمز أن المغرب قد أصبح مكانًا مناسبًا لمنتجي الصين الذين يرغبون في خدمة الأسواق الأمريكية والأوروبية.
وأوضح أنه يمكن بناء المصانع بشكل أسرع في المغرب منها في الأسواق المستهدفة، التي تستلزم عمليات ترخيص طويلة، وأنه يعتبر فضاء للاستثمار أقل خطورة لأنه يمكنهم التحول لتصدير منتجاتهم إلى أماكن أخرى في حالة فرضت الولايات المتحدة أو أوروبا سياسات حمائية جديدة.

وأضاف لارز لفانايشنتايمز : “أن تكون صينيًا يعني أن تكون مرنًا”، مشيرًا إلى أنه يتطلب الأمر وقتًا أطول بكثير لبدء شيء ما في أوروبا. وأضاف: “السياق في الولايات المتحدة يلعب دورًا بسبب التوتر الذي نشهده اليوم بين الصين والولايات المتحدة، لذا إذا لم تذهب مباشرة إلى الولايات المتحدة، فإن ذلك يقلل من المخاطر”.

وبذلك بدأ المغرب يستفيد كجسر بين الشركات الصينية والأسواق الغربية بينما تتسابق البلدان لبناء صناعات البطاريات التي ستحدد شكل مستقبل صناعة السيارات والطاقة النظيفة.

وأضاف ذات المصدر أن المغرب حصل على دعم إضافي يوم الأحد بعدما أعلنت الشركة الكورية الجنوبية LG Chem وشركة Huayou Cobalt الصينية أنهما ستقيمان مصفاة لليثيوم ومصنعًا لمواد الكاثود في البلاد.

وأرجع المعنيون اختيار الاستثمار في المغرب لكونه تربطه اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة، ما يجعل مواده الخام تحتسب من الأهداف المطلوبة للمركبات الكهربائية المباعة في أمريكا، لتلقي دعم بلغ ما يقارب 7500 دولار بموجب قانون خفض التضخم الذي أصدره الرئيس جو بايدن.

قال كيفن شانج، كبير محللي البطاريات في شركة استشارات وود ماكنزي لصحيفة فايناشن تايمزأن : “قانون خفض التضخم هو لعبة مغيرة للوضع نحو الاستدامة والشركات الصينية لا ترغب في أن تفوت هذه الفرصة على الرغم من صعوبة الاستثمار المباشر في سوق الولايات المتحدة”.

وأرودت الصحيفة أن المغرب، الذي تربطه أيضا علاقات تجارية راسخة مع أوروبا، ويمتلك 70 في المائة من احتياطيات العالم من الفوسفات، وهو مكون رئيسي في البطاريات ذات التكلفة الأقل والتي تتصدرها الصين في الإنتاج العالمي.

وذكر ذات المصدر أنه إلى حدود الآن، كانت إندونيسيا هي البلد الرئيسي الغني بالموارد المعدنية اللازمة للبطاريات الذي استطاع جذب استثمارات في مجال معالجة الموارد ومصانع البطاريات والسيارات الكهربائية. غير المغرب يقدم مسارًا مفيدًا للمجموعات الصينية للوصول إلى أسواق الولايات المتحدة وأوروبا.

وأوضحت الصحيفة أن مصنع مواد الكاثود في سي إن جي آر ، الذي ستستثمر فيه المجموعة الصينية بالتعاون مع الهولدينغ الملكي الذي تمثله شركة المدى القابضة، التي تعود ملكيتها إلى العائلة الملكية في المغرب، من المقرر أن ينتج ما يكفي من المواد لمليون سيارة كهربائية في السنة.

تحظى بطاريات الفوسفات الحديدية الليثيوم (LFP) بشعبية متزايدة بسبب تكلفتها الأقل وأمانها الأفضل وعمرها الأطول مقارنة بالبطاريات التي تحتوي على الكوبالت.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا