وفاة غامضة لعامل زراعي بضيعة فلاحية بآسفي… أسرته تطالب بالتحقيق وتشريح ثلاثي للجثة

الجهة24- آسفي
طالبت أسرة عامل زراعي بضيعة فلاحية بآسفي الراحل محمد الخنصر،الذي عُثر عليه جثة هامدة داخل ضيعة فلاحية بدوار “الدراوش” قيادة حد حرارة إقليم آسفي، بفتح تحقيق معمق في ظروف وملابسات وفاته، التي وصفتها بـ”الغامضة والمثيرة للشبهات”، مشيرة إلى أنها لا تستبعد فرضية القتل، بالنظر إلى المعطيات التي رافقت الحادث.
الفقيد، الذي يبلغ من العمر 53 سنة، وجد صباح الجمعة 30 ماي 2025 مشنوقًا داخل مقر عمله في ضيعة فلاحية تعرف محليًا بـ”فيرمة مشيش”، وهي نفس الضيعة التي اشتغل بها منذ كان في سن السادسة عشرة، أي لأزيد من 37 سنة، دون أي تغطية اجتماعية أو ضمانات قانونية، وفق ما أكده أفراد أسرته في شكاية موجهة إلى الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بآسفي.
وفي تطور جديد للقضية، دخلت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بآسفي على خط ملف وفاة محمد الخنصر، معبرة عن قلقها البالغ إزاء الملابسات الغامضة التي تحيط بالحادث. وأكدت الجمعية، أنها تتابع الملف عن كثب، وتطالب الجهات القضائية المختصة بفتح تحقيق جاد وشامل يكشف الحقيقة كاملة، ويحدد المسؤوليات المحتملة دون تحيّز، مؤكدة أن ما ورد في شكاية الأسرة من معطيات مقلقة يستدعي تحركًا عاجلًا للنيابة العامة والشرطة القضائية من أجل استجلاء ظروف الوفاة وتوفير الضمانات القانونية للعدالة
خلافات وتهديدات سبقت الوفاة
وتشير الشكاية التي اطلع موقع “الجهة24” على نسخة منها إلى أن الفقيد كان يتعرض لضغوطات واستفزازات متكررة، من قبل أشخاص مقربين من أصحاب الضيعة، حيث وقعت بينه وبين أحدهم مشادات حادة، آخرها كان في اليوم السابق للوفاة، حين جرى استقدام آلة لحصاد الزرع، مما تسبب في نزاع بينه وبين سائقها وبعض الأشخاص المرافقين له. وتضيف الأسرة أن أحد هؤلاء الأشخاص اتصل بالفقيد في وقت مبكر جدًا من صباح ذلك اليوم، قرابة الساعة الخامسة، وطلب منه الحضور الفوري إلى الضيعة، وهو أمر غير معتاد، مما أثار شكوك العائلة حول نوايا المتصل وسياق الدعوة.
معطيات ميدانية تضع فرضية الانتحار محل شك
في يوم الوفاة، توجه الفقيد إلى الضيعة كعادته ومعه مؤونة الإفطار (سكر، شاي، خبز…) التي ظلت في مكانها دون أن يلمسها، وهو ما دفع أسرته إلى التشكيك في رواية الانتحار. ووفقًا للشكاية، فإن الجثة عُثر عليها من قبل شقيقه “عبد الغاني”، الذي يعمل بدوره حارسًا ليليًا في نفس الضيعة، حيث وُجد محمد الخنصر معلقًا بحبل في زاوية من الضيعة، على مسافة قريبة جدًا من الأرض، وهو لا يزال يرتدي نعله، ما لا يتماشى – حسب الأسرة – مع السلوكيات الجسدية المعتادة لحالات الانتحار شنقًا.
وتضيف الأسرة أن موقع الجثة لا يظهر وجود وسيلة استُخدمت للصعود وتنفيذ عملية الشنق، مما يزيد من غموض الحادثة. كما أن أحد الشهود،، صرح بأنه سمع شجارًا قويًا بين الفقيد وشخص آخر في نفس يوم الحادث، مما يعزز – حسب الأسرة – فرضية وجود تدخل بشري.
الأسرة تطالب بتشريح ثلاثي واستماع إلى الشهود
وفي ختام شكايتها، طالبت أسرة الفقيد بإعطاء تعليمات لتعميق البحث، مع الاستماع إلى عدد من الأشخاص الذين تربطهم علاقة بالضيعة، سواء من العاملين فيها أو من المترددين عليها، من بينهم السيدة ر.، التي تشتغل خادمة في الضيعة، وسائق آلة الحصاد، بالإضافة إلى شاهدين أساسيين.
كما دعت إلى التحقيق مع أصحاب الضيعة قصد الوقوف على علاقة العمل التي جمعتهم بالفقيد، ومدى قانونيتها، مطالبة بإجراء تشريح ثلاثي للجثة، التي لا تزال بمستودع الأموات في مستشفى محمد الخامس بآسفي، قصد الوصول إلى الحقيقة وكشف الملابسات الحقيقية لوفاة فقيدها، الذي وصفته بـ”الإنسان البسيط والسوي اجتماعيًا”، والذي لم تظهر عليه أبدًا أي علامات اضطراب نفسي.