هل تتحول سواحل آسفي إلى بؤرة للهجرة السرية بعد غلق المنافذ في الشمال؟ تفاصيل معارك سرية في الجنوب
الجهة24- آسفي
في الوقت الذي تسير فيه محكمة الاستئناف بآسفي إلى الباب المغلق في ملف مفقودي الهجرة، وذلك” لغياب” الشهود الناجين من حادثة الغرق في عرض البحر منذ يوم 07 دجنبر 2022، على متن زورق، يحمل 46 راكبا المتراوحة اعمارهم مابين 15و17سنة ينحدرون من منطقتي السراغنة وسطات وآسفي، فإنّ أنشطة غير اعتيادية عادت للظهور في سواحل آسفي، وتحديدا المنطقة الجنوبية على الشريط الساحلي اتجاه الصويرية القديمة والصويرة المدينة.
في هذا الصدد تقود عناصر الدرك الملكي لآسفي، معارك في سرية تامة ضد بارونات الاتجار في البشر، غير أن الشبكات المذكورة تتخذ حيل جديدة لإعادة الظهور، لتستمر معركة الكر والفر بين الطرفين. في هذا الصدد قبل أسابيع ضبطت عناصر الدرك الملكي قارب صيد، كان قد سرق من ميناء الصويرية، واعتقل شخص على خلفية الملف، فيما تم إيجاد لاحقا عددا كبيرا من مخزون البنزين معبئ ومخزن ضواحي منطقة “سيد الغزية” الجنوبية بآسفي.
وقبل أسبوعين، طاردت عناصر الدرك الملكي في ساعات الصباح الباكر، حوالي 30 مهاجرا بينهم قاصرين وفتاة، فيما تشير مصادر أنه جرى توقيف جميع المهاجرين بعد حملات تمشيط بين الصويرية القديمة وآسفي، فيما سُجلت حالتي وفاة.
مصدر جيد الإطلاع أفاد لموقع “الجهة24” أن أغلب عمليات التوقيف الذي تفتقت مؤخرا في سواحل آسفي، لا يبقى لها اثرا لاحقا، وبالرجوع إلى الإحالات على محكمة الاستئناف بآسفي أو المحكمة الإبتدائية فإن عدد الموقفين الذين تتم إحالتهم لا يعكس عدد العمليات أو الأشخاص الذين تم ايقافهم فعلا، مما يطرح تساؤلات جديدة في القضية.
وفق المعطيات التي قدّمتها وزارة الداخلية الإسبانية، فقد ارتفع إجمالي عدد المهاجرين الذين يصلون إلى إسبانيا عن طريق البحر والبر بمقدار 3885 شخصًا أي ما يعادل 17.9 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وهو ما يعني أنه تم بالفعل تجاوز الرقم الخطير المتمثل في 25000 دخول غير قانوني وذلك بمعدل 25992.
وبناء على هذه المعطيات الرقمية، قالت تقارير إسبانية إن المغرب “لم يتمكن من السيطرة على الزوارق المنطلقة من بره الجنوبي صوب جزر الكناري”، وهو ما يعني بحسبهم “فشل التنسيق المغربي الإسباني بهذا الخصوص بما فيه ما وصف بتعهد الرباط بالسيطرة على الهجرة غير النظامية”.
وفي السياق ذاته، ارتفع إجمالي الإدخالات عن طريق البحر بما يقرب من 5000 شخص حتى الآن هذا العام: +4890، أي بزيادة قدرها 25 في المائة، وذلك في وقت “كان بإمكان المغرب ممارسة سيطرة أكبر على غالبية الزوارق” وفق صحيفة “ليبيرتاد ديجيتال” الإسبانية، التي نقلت عن تقرير الداخلية، رصده دخول هذه السفن عبر جزر البليار أو شبه الجزيرة بمقدار 2063 شخصا، أي بزيادة قدرها 26.2في المائة، وفي جزر الكناري، دخل 2837 شخصًا، بزيادة قدرت بـ 24.6في المائة.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن المنطقة الوحيدة حيث تشدد المراقبة الأمنية وتوجد سيطرة أكبر، هي عند المداخل البرية في كل سبتة ومليلية، بحيث سجل 1055 مهاجرا، أي أقل بنسبة 56في المائة.
وفي مليلية، انخفض عدد المهاجرين في التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، بـ 1034 شخصا، أي بنسبة 90,2 في المائة، وهو ما عزته الصحيفة الإسبانية إلى تقييد القفزات من على السياج وتشديد الضوابط الأمنية على المداخل عن طريق البحر، التي تسبب أكبر عدد من الوفيات.
ومن المهم الإشارة، إلى أنه غالبا ما تتسبب محاولات الهجرة غير النظامية من سواحل المغرب الجنوبية نحو الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي، في حوادث دموية وقتلى بالألاف، إذ يلقى واحد من أصل 24 مهاجرا حتفه على هذه الطريق، وفق أرقام منظمة الهجرة الدولية.