موجة هجرة جديدة للشباب المغربي.. السواحل تشهد غليان غير مسبوق ومنظمة الهجرة تؤكد أن مغاربة لقوا حتفهم
في الوقت الذي مازالت فيه عائلات تبحث عن فلذات أكبادها، بعد غرقهم أو اختفائهم نتيجة محاولات العبور للفردوس الأوروبي، شهد ساحل المغرب الجنوبي والشمالي مجموعة من محاولات الهجرة عبر قوارب الموت نحو إسبانيا.
وتشير معطيات مترابطة أن مهاجرين سريين اثنين لقيا مصرعهما غرقا، فيما تم إنقاذ 125 آخرين كانوا على متن زورقين متوجهين إلى ساحل ألميريا، قبل أن يتم إجبارهم من قبل رباني القاربين على القفز في الماء قبل الوصول إلى اليابسة.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن سنة 2022 كانت سنة مأساوية فيما يخص الهجرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث شهدت المنطقة معظم حالات الوفاة أثناء الهجرة على مستوى العالم.
وأحصى مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة 203 حالات وفاة على الطرق البرية في شمال إفريقيا، أكثر من نصفها حدث أثناء عبور الصحراء الكبرى، وحدثت غالبية الوفيات الموثقة في الطرق البرية بشمال إفريقيا في ليبيا (117)، ثم الجزائر (54)، ثم المغرب (13)، وترجع أسباب هذه الوفيات بالأساس إلى حوادث السيارات، ثم الظروف البيئية ونقص الغذاء والماءوالمأوى.
وبخصوص الطرق البحرية، فقد توفي ما لا يقل عن 2406 مهاجرين في البحر المتوسط عام 2022، مما يجعله العام الأكثر دموية منذ 2017، وقد لقي 611 شخصا على الأقل حتفهم غرب المتوسط، في الطريق من المغرب والجزائر نحو إسبانيا.
وبالتحديد، فقد لقي ما لا يقل عن 47 شخصًا مصرعهم في سواحل شمال المغرب، وبالإضافة إلى ذلك، فقد ما لا يقل عن 45 شخصًا حياتهم أثناء عبورهم إلى المدينتين المحتلتين سبتة (16) ومليلية (5)، وكذلك في الفنيدق (1) والناظور (23)، وشهد الطريق بين الناظور ومليلية وفاة مأساوية لمهاجرين أثناء محاولتهم العبور نحو الثغر المحتل في يونيو 2022.
واشارت المنظمة في تقريرها الإقليمي السنوي إلى استمرار نمط الوفيات أثناء العبور لسبتة ومليلية، فقد لقي 45 شخصًا مصرعهم أيضًا على هذا الطريق في 2021.
ومن بين المتوفين في الطريق من غرب البحر الأبيض المتوسط، يوجد 83 جزائريًا و 26 مغربيًا، و40 من إفريقيا جنوب الصحراء، و 26 من الشرق الأوسط.
وبخصوص طريق غرب إفريقيا للمحيط الأطلسي، فقد أبرز التقرير أنه ورغم انخفاض عدد الوافدين عبر الطريق المؤدي إلى جزر الكناري في عام 2022 مقارنة بعام 2021، إلا أن عدد الأرواح المفقودة ظل مرتفعًا، وكذلك التحديات في تحديد مصير القوارب التي تبحر في المعابر المحفوفة بالمخاطر.
وتوفي ما لا يقل عن 559 شخصًا في هذا الطريق خلال عام 2022، بانخفاض عن عام 2021 (1126)، وهو العام الأكثر دموية على هذا الطريق منذ عام 2014، ومن عام 2020 (877).