مكتب الفوسفاط يُحاكي شركات البرمجة من خلال “يوكود آسفي” ويستهدف شباب من مختلف ربوع المملكة
الجهة24- آسفي
في خطوة نحو تطوير مهارات الشباب وتأهيلهم لسوق الشغل الرقمي، أصبحت مدرسة “YouCode” في مدينة آسفي واحدة من أبرز المبادرات التعليمية المبتكرة التي تهدف إلى تعليم البرمجة وتقنيات المعلومات بأسلوب غير تقليدي ومجاني. وقرر هشام أوباها، شاب مغربي من مدينة حد السوالم، السنة الماضية، ترك مقعده الجامعي بشعبة الأدب الإنجليزي، ومطاردة شغفه في مجال البرمجيات وعلوم الحاسوب.
ولم يتردد الشاب المذكور في قصد مدرسة “Youcode” المتخصصة في مجال البرمجة، بمدينة آسفي؛ فهي الوحيدة بالمغرب التي لا تجعل طبيعة التكوين الدراسي أو الجامعي أدبيا كان أم علميا يقف عائقا يصد الراغبين في تملك تكوين رصين في هذا المجال عن ولوجها؛ بل إنها إلى جانب ذلك، وبخلاف السائد، تمنحهم فرصة “تكوين أنفسهم بأنفسهم”.
رحلة طالب من الأدب إلى البرمجة
اختار هشام أوباها، شاب مغربي من مدينة حد السوالم، أن يترك دراسته الجامعية في شعبة الأدب الإنجليزي ليطارد شغفه بمجال البرمجة وعلوم الحاسوب. توجه هشام إلى مدرسة “YouCode” التي لا تشترط خلفية علمية معينة، بل تتيح للطلاب من مختلف التخصصات الفرصة لدخول عالم البرمجة من أوسع أبوابه، معتمدة على منهجية “البيداغوجيا النشطة” التي تركز على التعلم الذاتي والعمل الجماعي.
مؤسسة تعليمية بآفاق تشغيل واعدة
تأسست “YouCode” عام 2019 في إطار شراكة بين المكتب الشريف للفوسفاط ومؤسسة “Simplon” الفرنسية، وتهدف إلى دمقرطة الوصول إلى المهارات الرقمية في المغرب. تقدم المدرسة برامج تكوينية تمتد على عامين، يتعلم فيها الطلاب أساسيات البرمجة خلال السنة الأولى، ثم يتخصصون في تقنيات متقدمة خلال السنة الثانية، مثل “Full Stack Java Angular” و”Full Stack JavaScript”، بناءً على متطلبات سوق العمل.
تأهيل للمستقبل
أوضح عادل بلخدير، مسؤول المشاريع بـ”YouCode”، أن المنهجية التعليمية تركز على الكفاءة بدلًا من المعرفة التقليدية، مما يضمن تأهيل الطلاب للعمل مع أحدث تقنيات البرمجة. وأضاف أن أكثر من 94% من خريجي المدرسة تم إدماجهم في سوق الشغل خلال عام 2023، وهو مؤشر قوي على نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها.
وحاليا فإن متكوني هذه السنة، وفق مسؤول المشاريع بـ”Youcode”، يتوزعون على تخصصات تهم أساسا لغتي البرمجة “full stack java angular” و”full stack javascript”؛ بالإضافة إلى تخصص “Data”، “وجميعها اختيرت بناء على حجم الطلب عليها من قبل المقاولات الناشطة في الميدان المعلوماتي”، مشيرا إلى أن “رهان المدرسة ليس كم من متكون دربت، بل كم من متكونيها نجح في الحصول على عمل”، ومؤكدا أنه “تم سنة 2023 إدماج ما يصل الى 94 في المائة من الخريجين في سوق الشغل”.
شراكات مع الشركات لتعزيز فرص العمل
تعمل المدرسة بشكل وثيق مع الشركات من خلال وسيط متخصص في ربط الطلاب بسوق الشغل. وأفادت هند البرنوصي، مديرة التواصل بالمدرسة، بأن الشركات باتت تبادر إلى انتقاء طلاب من السنة الأولى لتدريبهم وتوظيفهم بعد التخرج.
شهادات من داخل المدرسة
أكد حسني مشتاد، أستاذ مكون بالمدرسة، أن البيئة التكوينية تحاكي واقع العمل الفعلي في شركات البرمجة، حيث يتم التركيز على المشاريع العملية بدلًا من الأساليب التقليدية. وأعرب هشام أوباها، الطالب في السنة الأولى، عن تطلعه لاكتساب الخبرة اللازمة لتأسيس مقاولته الخاصة. من جانبها، أشارت الطالبة خلود صناك إلى أن المدرسة تمثل تجربة عملية فريدة تتيح للطلاب العمل على مشاريع واقعية.
استقطاب الطلبة الأفارقة
تسعى المدرسة أيضًا إلى استقطاب الطلبة من خارج المغرب، مثل السنغالي موسى نياي، الذي وصف تجربته في “YouCode” بالفرصة الاستثنائية للتعلم والتطوير المهني.
وكشف المتكون السنغالي أن “المدرسة تتيح حرية تامة للمتكون في إنجاز مشاريع البرمجة وتطوير مهاراته في هذا المجال، ما يجعل الكثير من الفرص الواعدة تنتظره”، وزاد: “سأقوم بعد حصولي على شهادة التخرج بالتنقيب عن عمل بإحدى الشركات الرائدة في المغرب؛ قبل أن أعود إلى وطني للاشتغال به فترة ما، ثم الهجرة إلى إحدى الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة الأمريكية؛ هناك سأتقاسم ما اكتسبته من مهارات وسأتزود بأخرى، فمجالنا لا يعرف الحدود”.