مفتاح يكتب …”نداء بعد المغادرة”
“…لقد اشتغلت في هذا القطاع لمدة 34 سنة لحد الآن، وعرفت أوضاعا مختلفة كنت فيها دائما متطوعا لأداء واجب المساهمة في الرفع من أداء الصحافة الوطنية، من رئيس للطلبة الصحافيين بمعهد الرباط، إلى المسؤول النقابي بيومية الاتحاد، إلى الكاتب العام للفيدرالية لمدة عشر سنوات، ثم رئيسها لمدة تسع سنوات قبل المؤتمر الاستثنائي. ويؤسفني أن أقول إن ما جرى بعد الجائحة وطريقة معالجتها كان أسوأ سيناريو يتوقعه من جعل من الصحافة سبب وجود مثلي. وإن الألم على هذه الأوضاع لا يضاهيه إلا الألم من جزء من الزملاء الذين يتجاهلون هذا الواقع وينكرون حقيقة الأوضاع المتقيحة ويواصلون رعاية النزيف.
وفي جميع المحطات المهنية، كان طبيعيا أن يعتقد البعض أن المسؤولية التي أتحملها هي تشريف وهدف ومطية لمآرب شخصية، بل توالت الهجومات القذرة دون أن تنال من سمعة مهنية نتمناها دائما نقية، وربما كانت محاولات القتل الرمزية لكل الذين يحلمون بصحافة مرفوعة الرأس كذلك جزءا مما أوصلنا إلى هذا القتل الرحيم الذي يعيشه الإعلام ببلادنا.
أترك اليوم رئاسة الفيدرالية لناشري الصحف في أوج قوة هذا التنظيم وأوج ضعف القطاع، وأوجه رسالة إلى الزملاء بأن الطريق الوحيد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هو أن يعودوا إلى طريق الإصلاح الحقيقي بتوحيد الكلمة، وخلق جبهة ضد التفاهة، والتمسك بالديموقراطية والدفاع عنها، لأنها رئة للصحافة كما هي الصحافة رئة لها، والبداية في التغيير تكون من النفس، بالإخلاص في تمثيلية القطاع بنزاهة ونظافة يد، والابتعاد عن الدسيسة والخداع، وإعطاء الأمل للشباب في المهنة، والسعي نحو القدوة، والترفع عن الكراسي، لأن إدمان السلطة قاتل، والدفاع عن المقاولات الصحافية كمشروع مجتمعي، والدفاع عن الصحافيين كأصوات مستقلة تستحق الكرامة، والتشبث بالاستقلالية والدفاع عن حرية الصحافة.
بكل هذا وغيره، يمكن أن نأمل في الشفاء، لأن المرض استفحل وطريق العلاج طويل. فهنيئا للزملاء في الفيدرالية المغربية لناشري الصحف على نجاح مؤتمرهم، وهنيئا للزميل محتات الرقاص الذي أشهد أنه لم يطمح لهذه الأمانة التي تسلمها كرئيس وهو أهل لذلك، واللهمّ ألهمنا سداد الرأي وصدق القول، والعاقبة للأصفياء”
بقية قراءة ممتعة على الأيام الورقية