مراسلون بلا حدود: أخنوش يستخدم أمواله للسيطرة على الإعلام والصحافيون المستقلون يتعرضون لضغوط مستمرة

 مراسلون بلا حدود: أخنوش يستخدم أمواله للسيطرة على الإعلام والصحافيون المستقلون يتعرضون لضغوط مستمرة

 قالت منظمة مراسلون بلا حدود، اليوم الجمعة، إن الصحافيين المستقلين في المغرب يتعرضون لضغوط مستمرة، كما أن الحكومة الحالية، بقيادة رجل الأعمال النافذ عزيز أخنوش، شددت سيطرتها على وسائل الإعلام.

ونبهت المنظمة في تقريرها السنوي حول مؤشر حرية الصحافة إلى أن التعددية الصحافية المغربية ليست سوى واجهة، ولا تعكس تنوع الآراء السياسية في البلاد، وأكدت أن الحق في الحصول على المعلومات يتم سحقه بواسطة آلة قوية للدعاية والتضليل، تخدم الأجندة السياسية للمقربين من السلطة.

وتوقفت المنظمة الدولية على الضغوط الممارسة على وسائل الإعلام المستقلة، وهو ما أدى إلى تخلي صحيفة “أخبار اليوم” عن نضالها، ويعود تاريخ آخر إصدار لها إلى أبريل2021.

وأبرز التقرير أنه ومنذ فوز حزب التجمع الوطني للأحرار في الانتخابات التشريعية لسنة 2021، رفع رئيس الحكومة عزيز أخنوش العديد من الشكايات القانونية ضد الصحفيين الناقدين. كما أنه يستخدم نفوذه المالي للتأثير على الخطوط التحريرية لوسائل الإعلام الأكثر نفوذاً، في حين يواجه أولئك الذين يعارضون حكومته قيوداً مالية.

واعتبرت “مراسلون بلا حدود” أن هذا التحالف بين المال والسلطة يعيق قدرة الصحافة على تناول قضايا الفساد المرتبطة بإدارة الشؤون العامة، مما يحول أي إدانة للفساد إلى مخاطرة مالية وقضائية.

وأكدت المنظمة أنه و منذ عدة سنوات، تعاني مهنة الصحافيين من العرقلة في العديد من المواضيع، مثل الصحراء، والملكية، والفساد، والإسلام، والأجهزة الأمنية، وقمع المظاهرات.

وتوقف التقرير على كون الدستور المغربي يضمن حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات، ويحظر أي رقابة مسبقة، ويضمن “هيئة عليا للاتصال السمعي البصري تضمن احترام التعددية”، كما تم اعتماد قانون جديد للصحافة في يوليوز 2016 يلغي عقوبة السجن في جرائم الصحافة، لكن المنشور الذي يعتبر ناقداً يمكن مقاضاته بموجب قانون العقوبات. كما تم استبدال المجلس الوطني للصحافة بلجنة مؤقتة في عام 2023، وهو ما يعد خطوة إلى الوراء في عملية التنظيم الذاتي للصحافة المغربية.

وحذر ذات المصدر من أن الافتقار إلى الضمانات القانونية لحرية التعبير والصحافة، وضعف استقلال القضاء، وزيادة الملاحقات القضائية ضد الصحفيين، يدفع المهنيين نحو الرقابة الذاتية.

وعلى المستوى الاقتصادي، سجل التقرير أن البيئة الاقتصادية ليست مواتية، ووسائل الإعلام غير قادرة على جذب المعلنين. وتواجه وسائل الإعلام المستقلة، التي أصبحت نادرة بشكل متزايد، صعوبة في الحصول على الاستقرار المالي الذي يسمح لها بالتطور. وتستفيد وسائل الإعلام الموالية للحكومة من نماذج أكثر استقرارا بفضل الموارد المالية المتاحة بسهولة أكبر.

ورصدت “مراسلون بلا حدود” أن المجتمع يستهلك الصحافة المستقلة دون أن يكون مستعداً للدفاع عنها. كما يتفاقم التضليل الإعلامي السائد بسبب الميل نحو الصحافة المثيرة التي لا تحترم الخصوصية وتعمل بشكل عام على إهانة صورة المرأة.

وسجل التقرير أنه جرى في السنوات الأخيرة، استخدام قضايا الاعتداء الجنسي الملفقة، بما في ذلك اتهامات الاغتصاب والاتجار بالبشر والعلاقات الجنسية والإجهاض غير القانوني، ضد الصحفيين المستقلين. وتترافق المحاكمات مع حملات تشويه يتم تنظيمها في وسائل الإعلام الموالية للحكومة.

وقالت المنظمة إن عمليات الإفراج الأخيرة عن الصحفيين، ومن بينهم  توفيق بوعشرين، وعمر الراضي، وسليمان الريسوني، بموجب عفو ملكي صدر في 30 يوليوز 2024، أثارت الآمال. ومع ذلك، وباقتراب موعد الانتخابات في عام 2026، تتزايد الضغوط على الصحفيين الناقدين. ويستخدم رئيس الحكومة سلطاته لتقييد الصحافة، في حين كثف وزير العدل عبد اللطيف وهبي ملاحقات الصحفيين هذا العام.

ويشار إلى أن تصنيف مؤشر حرية الصحافة لسنة 2025 كشف عن تقدم المغرب من الرتبة 129 إلى 120 من أصل 180 دولة، كما كشف عن وجود صحافي واحد معتقل في المغرب.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا