مديرة إعدادية بآسفي تُرحل تلميذة بشكل قسري في عز الموسم الدراسي وتتهمها بـ”تحريض التلاميذ على مقاطعة الأساتذة”

صورة تعبيرية
الجهة 24 – آسفي
في واقعة غير مسبوقة داخل المشهد التربوي، أثار قرار تنقيل تلميذة متفوقة من الثانوية الإعدادية فاطمة الفهرية بآسفي جدلًا واسعًا، بعد أن اتُّخذ بشكل انفرادي خلال منتصف الموسم الدراسي، ودون إبلاغ أسرتها أو طلب منها.
وحسب معطيات حصل عليها موقع “الجهة 24” فإن مديرة المؤسسة، سعاد بن الشانع، اتهمت التلميذة “م.و”، الحاصلة على معدل 19.88 في الامتحان المحلي، بـ”تحريض التلاميذ على مقاطعة الأساتذة”، وهو ما نفته التلميذة وأسرتها بشدة، معتبرين أن القرار تعسفي ويهدف إلى إبعادها من المؤسسة دون أي مسوغ قانوني.
أمام هذا الوضع، لجأت أسرة التلميذة إلى الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع آسفي، التي أكدت توصلها بطلب مؤازرة في الموضوع، مشيرة إلى أنها ستكشف تفاصيل القضية لاحقًا.
من جانبها، أقرت المديرة سعاد بن الشانع في تصريح لموقع الجهة 24، بأنها وقّعت قرار تنقيل التلميذة بعد أن “استنتجت شخصيًا”، وبتشاور مع بعض الأطر التربوية، أنها كانت تحرض التلاميذ على الاحتجاج. وأضافت أن بعض أمهات التلاميذ سبق لهن تنظيم وقفات احتجاجية أمام المؤسسة.
وفي سياق متصل، كشفت المديرة أنها أخبرت والد التلميذة بإمكانية التراجع عن القرار بشرط عدم حضور والدتها إلى المؤسسة، مبررة ذلك بكونها “غير صالحة للحوار”، على حد تعبيرها. وأضافت: “لم أقدم التلميذة للمجلس التأديبي، ولم أتخذ أي قرارات قد تؤثر على مسارها الدراسي، لذلك فضّلت تنقيلها”.
مصادر مطلعة كشفت أن المدير الإقليمي للتعليم بآسفي، محمد الحطاب، كان على علم مسبق بجذور المشكلة، التي تعود إلى تكليف أستاذ التكنولوجيا بتدريس مادة الرياضيات، وهو ما أدى إلى اضطراب داخل المؤسسة. غير أن الحطاب، الذي يواجه ملفات شائكة خضعت لتدقيق المفتشية العامة لوزارة التعليم، فضّل التزام الصمت حيال الموضوع، وفقًا للمصادر نفسها.
كما سبق لعدد من أولياء التلاميذ أن احتجوا أمام مقر المديرية الإقليمية للتعليم، حيث استقبلهم منير الشرقي، رئيس قسم التواصل والشراكة والشؤون القانونية، لإبلاغه بتضرر أبنائهم من التغييرات المتكررة في طاقم التدريس، إلا أن احتجاجاتهم لم تلقَ أي استجابة، إلى أن تدخلت لجنة وزارية للتحقيق في الوضع، لتنتهي القصة بالتضحية بتلميذة متفوقة وإرباك مسارها الدراسي.
تلميذة متفوقة وسط صراعات إدارية
وفقًا لمصادر الجهة 24، فإن المديرة أقحمت التلميذة في صراعاتها مع الأساتذة، رغم أنها تعدّ من ألمع تلاميذ المؤسسة، حيث حصلت على معدل 19.88 في المراقبة المستمرة، و19.65 في الامتحان المحلي. كما نالت عدة جوائز، أبرزها الرتبة الأولى في مسابقة فن الخطابة باللغة العربية في نسختها الخامسة، والرتبة الأولى في السنة الأولى إعدادي.
إضافة إلى ذلك، شاركت التلميذة في عدة أنشطة مدرسية، منها تحدي القراءة أربع مرات، وحصلت على شهادات تقديرية متعددة، ما يثير تساؤلات حول خلفيات هذا القرار وتأثيره على مستقبلها الدراسي.
في ظل استمرار الجدل حول القرار، تتجه الأنظار إلى ردود فعل الجهات الوصية على قطاع التعليم بآسفي، وسط مطالبات بالتدخل العاجل لإنصاف التلميذة وضمان حقها في متابعة دراستها دون تعسف إداري.