لماذا لا يزور أزولاي محفل يهود آسفي ويغيب عن “الهيلولا”؟
الجهة24- هيئة التحرير
يبدو أن عناية المستشار الملكي أندري أزولاي باليهود بالمغرب لا تستثني قطب منهم، وكان دوره رئيس في جلب الالاف من اليهود نحو مدينة الصويرة وتنظيم هيلولا الحاخام الأكبر حاييم بنتو، غير أنه كان لافتا على مدى السنوات الماضية، غياب هذه الشخصية الوزانة عن يهود آسفي، الذين يحتفلون بالهيلولا بضريح بن زميرو، ويبيتون في فندق لا يرقى حتى إلى “إسم فندق”.
واحتفل يهود آسفي الأسبوع الماضي، بطقوس الهيلولا في صمت مريب، رغمَ الزيارة الرسمية التي خصصها عامل إقليم آسفي الحسين شيانان وبعض المسؤولين المنتخبين، إلا أنه يبقى فرق كبير، بين احتفالات يهود آسفي وبين تلك العناية التي يحضى بها يهود الصويرة.
وكان أزولاي مستشار الملك محمد السادس قال أنه في هذه الظرفية العالمية “يبعث بلدنا للبلدان الأخرى هذه الصورة، وهي صورة تجميع كل تواريخنا والحصيلة الناجحة والصافية لكل روحانياتنا”.
أما التاريخ، وبحسب مراجع باحثين، فإنه يشهد أن مدينة آسفي الوحيدة في المغرب التي فتحت اذرعها لليهود ونسجت علاقة انسانية كبيرة معهم، تؤكد عمق ما جاء به أزولاي، إذ على عكس باقي المدن التي عرفت تواجد “أحياء الملاح” فإن آسفي لم تكن تتضمن أحياء “الملاح”.
والملاَّح هو بالأساس شكل معماري خاص باليهود داخل العواصم التاريخية للمغرب، ولكنه من خلال تجسيده لوضعية أهل الذمة كان يتمتع بالاستقلال النسبي في تسييره وإدارته وقضائه، مما يسمح لليهود بحرية ممارسة شعائرهم داخل الملاح وتنظيم حياتهم الاجتماعية وفقها. فماضي المغرب الغني يشمل فترة طويلة من التسامح الديني بين المسلمين واليهود حيث عملوا معا على ازدهار تجارتهم؛ فعيش اليهود داخل حي منفصل يعني أنهم محميون داخل جدران القصبة وأنهم يؤدون الضرائب إلى الحكومة.
أزولاي أكثر الشخصيات المؤثرة في الحياة اليهودية عالميا
واختير المستشار الملكي المغربي، أندري أزولاي، كواحد من أكثر الشخصيات المؤثرة على نحو إيجابي في الحياة اليهودية على صعيد العالم.
وورد اسم أزولاي إلى جانب أسماء شخصيات بارزة من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف المجالات، وذلك ضمن نسخة عام 2020 للقائمة التي تعدها صحيفة “The Algemeiner” حول أكثر 100 شخصية تؤثر إيجابا على الحياة اليهودية.
واستحضرت الصحيفة زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لـ”بيت الذاكرة” في مدينة الصويرة، في يناير من السنة الجارية، وقالت إن أزولاي كان من بين الشخصيات التي استقبلت الملك حينها.
وقال المصدر إن “بيت الذاكرة”، الذي يضم كنيسا صغيرا ومتحفا ومركز أبحاث، والموجود في مدينة الصويرة، هو “من بنات أفكار أزولاي”.
وكان أزولاي قد أوضح في كلمة له خلال زيارة الملك لـ”بيت الذاكرة” بأن “هذا البيت هو بيت للذاكرة والتاريخ”، كما أنه يعد، وفقه، “بمثابة تلك البوصلة المغربية، التي يحتاجها العالم اليوم، عالم يبحث عن مرجعيات، عالم يدير ظهره لكل القيم، التي هي في الأصل قيم بلدنا”.
وقد تم تصنيف أزولاي في نسخة هذه السنة لقائمة أكثر مئة شخصية مؤثرة على نحو إيجابي في الحياة اليهودية إلى جانب عدد كبير من الشخصيات البارزة من مختلف أنحاء العالم، ومن مختلف المجالات (السياسة، الفن، الرياضة، الإعلام…).