للمرة الخامسة ومنذ ترأس أحيزون لجامعة القوى.. “القوى المغربية” بدأت تنهار في أولى أيام أولمبياد باريس رغمَ صرف الملايير
الجهة24
بينما تنحدر ألعاب القوى في المغرب إلى الدرك الأسفل، ويُشاع هذا الفشل مع كل مناسبة قارية أو أولمبية عالمية، كما يحدث اليوم في باقي الرياضات خلال أولمبياد باريس 2024، يواصل عبد السلام أحيزون مسيرته دون كلل أو ملل على رأس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى لولاية خامسة، بعدما أعيد “تعيينه” منتصف السنة الجارية رئيسا.
اليوم الثاني من الألعاب الأولمبية “باريس 2024″، شهد هذا الصباح، دخول مجموعة من الرياضيين المغاربة في أجواء المنافسة، وجميعهم فشلوا في تحقيق المبتغى.
ولعبت مجدولين العلوي، الدور الاستدراكي في رياضة التجديف، إلا أنها فشلت من جديد في التأهل لربع النهائي، بعد أن احتلت المركز الأخير في سلسلتها، والآن ستلعب دورا إقصائيا جديدا.
وفي رياضة المسايفة، انهزمت يسرى زكراني ضد البولندية مارتينا جيلينسكا، بنتيجة 15-3، نفس الشيء بالنسبة لحسام الكرد، الذي خسر في دور 32 ضد روسلان كوربانوف من كازاخستان.
أما في رياضة الجودو، فإن سمية إيراوي خسرت أمام القبرصية صوفيا أسفيستا، في وزن -52 كلغ، وأيضا خسر عبد الرحمان بوشيتا ضد باروش شمايلوف، في وزن -66 كلغ.
وفي السباحة، لم تنجح إيمان البارودي في بلوغ نصف نهائي 100 متر على الصدر، رغم احتلالها المركز الثاني في سلسلتها خلال الإقصائيات، إلا أن التوقيت الذي حققته، لم يسمح لها ببلوغ الدور الموالي.
أحيزون باق هنا.. قصة إخفاق
وفي مقابل هذه حصيلة التي بالكاد تراوح الصفر، فإن مداخيل جامعة ألعاب القوى تبلغ سنويا ما يفوق 86 مليون درهم، كما هو الحال بالنسبة للسنة الماضية؛ مقسمة عبر مساهمة الدولة كما جاء في تقريرها السنوي بما مجموعه 83,07 مليون درهم، ودعم الشركاء حوالي 3,51 ملايين درهم، في حين بلغت السنة قبلها 85,53 مليون درهم، 80,23 مليونا مساهمة من الدولة و5,30 ملايين من دعم الشركاء.
من جهة ثانية، بلغت تحملات الاستغلال ما مجموعه 62,21 مليون درهم، بزيادة 8,25 ملايين درهم عن الموسم الذي سبقه، حيث نال مجال تكوين العدائين النصيب الأكبر بحجم مصاريف موسمي بلغ 25,19 مليون درهم، وأزيد من 8,54 ملايين درهم على دعم العصب والأندية وتنظيم الملتقيات الوطنية والدولية.
ورغم الملايين التي تصرف على التكوين (25.19 مليون درهم)، عجزت جامعة أحيزن حتى الآن على “تفريخ” عدائين قادرين جعل راية المغرب ترفرف في سماء مختلف المحافل الدولية، باستثناء سفيان البقالي، العداء الوحيد الذي يحفظ ماء وجه ألعاب القوى المغربية في بطولات العالم والألعاب الأولمبي والملتقيات الماسية.
وفقد المغرب، في حقبة عبد السلام أحيزون، سطوته على العديد من السبقات، على رأسها 1500 متر، التي ما يزال رقمها القياسي مسجلا باسم البطل المغربي السابق هشام الكروج منذ ربع قرن، كما لم يعد يضرب للمغرب حساب في سباقات كان رقما صعبا فيها من قبيل سباق 400 متر حواجز للنساء، الذي صالت وجالت فيه البطلتان المغربيتان، نوال المتوكل ونزهة بيدوان، و5 آلاف متر، التي تألق فيها البطل المغربي سعيد عويطة، إضافة إلى سباق الماراثون رفقة جواد غريب.
ويترأس عبد السلام أحيزون الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ سنة 2006، وتعد ولايته الحالية الخامسة تواليا، ونالها دون منافسة تذكر بعدما عمد إلى القضاء على أخر منافسيه وهو البطل العالمي والأولمبي السابق، هشام الكروج، في الجمع العام الاستثنائي الذي انعقد في يوليوز 2019، وشهد احتجاجات من الأخير بسبب عدم قانونية ترشح أحيزون لولاية رابعة.
وأصبح أحيزون أكثر الرؤساء الذي تعاقبوا على رئاسة الجامعة وعمّروا طويلا بـ18 عاما حتى الآن، متجاوزا الراحل الجيلالي العوفير الذي ترأس جامعة القوى في الفترة ما بين 1957 و1971 (14 سنة(.
قبل سنة 2006؛ أي تاريخ تولي أحيزون دفة قيادة ألعاب القوى المغربية، لم يغب المغرب عن بطولة العالم منذ أول دورة أقيمت سنة 1983 في هلسنكي سوى في نسخة واحدة كانت بشتوتغارت سنة 1993، وأحرز المغرب فيها، إلى غاية سنة 2005 ما مجموعه 25 ميدالية (10 منها ذهبية.
وتعد دورة “إشبيلية 1999″ الأكثر تميزا وحصادا لألعاب القوى المغربية بذهبيتين لهشام الكروج في 1500م وصلاح حيسو في 5000م، وفضيتين لنزهة بيدوان في 400م حواجز وزهرة واعزيز في 5000م، وبرونزية لعلي الزين في 3000م موانع، احتل بها المغرب المركز الخامس عالميا.
وإضافة إلى نسخة 1999، فقد تألق المغرب في دورات 1997 و2001 و2003 بحصوله على ذهبيتين في كل منها، وذهبية واحدة في نسخة 2005.
لكن بعد تسلم أحيزون دفة القيادة، ستنقلب موازين ألعاب القوى المغربية رأسا على عقب، وتراجعت بشكل ملحوظ في الدورات الموالية لسنة 2006، إذ اكتفت بفضية حسناء بنحسي في سبقا 800م بأوساكا سنة 2007، لتغيب عن دورات برلين 2009 ودايغو 2011 وموسكو 2013، قبل أن تعود بخجل لتحقق برونزية سباق 1500م لعبد العاطي إيكيدر بـ”بكين 2015” وفضية وبرونزية سفيان البقالي في 3000م موانع تواليا في نسختي “لندن 2017″ و”الدوحة 2019”.
وفي الدورة الأخيرة “يوجين 2022″، أهدى البقالي ألعاب القوى المغربية أول ميدالية ذهبية في عهد أحيزون، بفوزه بسباق 3000م موانع، بعد 17 سنة من الغياب عن منصات التتويج العالمية، علما أن جواد غريب كان آخر من حقق المعدن النفيس في بطولة العالم بهلنسكي عام 2005، في سباق الماراطون.
وبدأ المغرب المشاركة في الأولمبياد منذ سنة 1960، وخاض حتى الآن 12 دورة، وخلال جميع هذه النسخ، فاز بـ24 ميدالية، منها 7 ذهبيات، إضافة إلى 5 فضيات، ثم 12 برونزية، حصة الأسد منها كانت قبل إشراف أحيزون على الجامعة الملكية لأم الألعاب.
ومنذ نسخة 1960 بروما وإلى غاية 2004، حصد المغرب في 7 نسخة أولمبية 19 ميدالية، 6 ذهبيات و4 فضيات و9 برونزيات، وفي أربع نسخ التي سبقت قدوم أحيزون للمشهد، حاز المغرب 13 ميدالية بواقع 3 ذهبيات، و3 فضيات و7 برونزيات.
ولازم سوء الطالع الرئيس المُعمّر في الألعاب الأولمبية، فتراجعت الحصيلة بشكل مهول، إذ حققت ألعاب القوى الوطنية في 4 نسخ (2008، 2012، 2016، 2020) 5 ميداليات فقط، واحدة منها ذهبية ومثلها فضية وثلاث برونزيات.
وبدأ اندحار العدائين المغاربة منذ نسخة 2008 ببكين، إذ شارك المغرب بوفد ضم 74 فردا في مختلف الأنواع الرياضية، 26 منهم في ألعاب القوى، واكتفوا حينها بميداليتين، الأولى فضية كانت لجواد غريب في سباق الماراثون، والثانية برونزية للعداءة حسناء بنحسي في سباق 800 متر.
وفي النسخة الموالية بلندن سنة 2013، شارك المغرب بـ30 متسابقا خيبوا كل الآمال بفوز يتيم بميدالية برونزية أحرزها عبد العاطي إيكيدر في سباق 1500 متر.
الانتكاسة الكبيرة كانت في “أولمبياد ريو 2016” عندما خرجت ألعاب القوى المغربية بخفي حنين، وهي المرة الأولى التي لا يحرز فيها المغرب أي ميدالية منذ نسخة 1984.
وأنقذ سفيان البقالي ماء وجه رئيس جامعة ألعاب القوى في أولمبياد “طوكيو 2020″ الأخيرة، عندما أحرز الذهب” في سباق 3000 متر موانع، علما أن 15 عداء مثلوا المغرب في هاته النسخة دون أن يفلحوا في إضافة ميداليات أخرى.