كاتب إسرائيلي: فقط الأغبياء والفاشيين هم من رحبوا بفكرة هذا الشخص التافه في البيت الأبيض

نكتة قديمة: في الحرب العالمية الثانية فعل أسطول الغواصات النازي العجائب بأساطيل الحلفاء في المحيط الأطلسي. آلاف السفن تم إغراقها.
ذات يوم، جاء شخص إلى البنتاغون وطلب الالتقاء مع قائد الأسطول. قال إن لديه فكرة عن كيفية تدمير أسطول غواصات هتلر. تم توجيهه إلى مكتب الأدميرال المناسب، وهناك كشف عن فكرته. نحن نحتاج فقط إلى غلي كل مياه المحيط الأطلسي، وحسب قوانين الفيزياء ستطفو كل الغواصات، وعندما تكون على سطح المياه، ويمكننا تدميرها بسهولة وكأنها بطات في حقل الرماية. فكرة بسيطة وسهلة.
“جميل جداً”، قال الأدميرال. “كيف سنغلي مياه المحيط؟”.
“هذه مشكلتكم وليست مشكلتي”، قال الشخص. “أنا أقترح الفكرة”.
هذه بالضبط كل خطة وحكمة ترامب: “أن يأخذ أحد ما من غزة الـ 2 مليون شخص، وأن يعطيني الأرض. آمل إقامة لاس فيغاس أخرى”.
كل العالم بدأ في تحريك العيون وتحريك الأصابع باستغراب. هناك مجموعتان في الجمهور قفزتا فرحاً، وهما مجموعة الأغبياء ومجموعة الفاشيين. الأغبياء يمثلهم كالعادة غانتس؛ فقد انفعل من تفكير أصيل وإبداعي لترامب. “الأصيل؟” “الإبداعي؟”. كل الائتلاف، وقسم ممن يعتبرون أنفسهم معارضة، وتقريباً نصف الشعب، وجوقة الحاخامات، وجميع المزروعين وفتيان المهمات في وسائل الإعلام – جميعهم أملوا قدوم الترانسفير منذ سنوات. ترامب هو السارق الأخير لهذه “الفكرة ” الحقيرة. في الواقع، يجب أن تكون غانتس كي تدرك الأصالة والإبداع في هذا الشخص التافه في البيت الأبيض.
انفعال الفاشيين غير مفاجئ. فالتطهير العرقي من مبادئهم. ولكن هناك درجة مدهشة ومكشوفة من النفاق والسخرية في انفعال الفاشيين المتدينين المفرط. هؤلاء يقسمون كل يوم بأنهم يعملون لتحقق الوعد الإلهي، وتطهير وتقديس كل شبر من أرض الميعاد، واستعادة وتأسيس السيادة اليهودية النقية في كل جزء من إرث الأجداد.
ها قد جاء أحد الأغيار، الأمريكي، رجل عقارات متورط بمخالفات جنائية، واقترح بسخاء أن يأخذ لنفسه شريحة ضخمة من “إرث الآباء” لإقامة فيلات استجمام عليها، وبيعها لمن يدفع أكثر. وهم، للدهشة، يستقبلونه بالرقص والغناء، وتقريباً يركبونه على حمار أبيض. فجأة، الله يسمح. فجأة “إرث الآباء” غير مقدس. هو فقط مكان مسموح إعطاؤه لشخص جشع غير يهودي، ومستعد لطرد العرب من هنا. هذا من أجل تعليمنا بأن العنصرية بالنسبة لهم صفة مقدسة أكثر من وعد إلهي لأبينا إبراهيم.
لشديد الخجل، علينا التذكر، وربما من الأفضل أن ننسى، بأنه الصهيونية، حسب أسلوب ترامب، مهدت لنفسها الأرض التي تسيطر عليها: جاءت إلى هنا من وراء البحار بعد أن تم طردها أو قتلها في أرض ولادتها. طردت معظم السكان الأصليين بالدم والنار، وسلبت كل ممتلكاتهم بسرعة وسهولة، وأعلنت عن الاستقلال. ثمن هذه المناورة، بالمناسبة، نحن ندفعه حتى الآن.
ليس لدي شك بأنه إذا عًرض على المقاول من البيت الأبيض قطعة أرض لرفيرا أخرى غير شمال القطاع، لنفترض أسدود، فسيطالب أيضاً بطرد اليهود من هناك. في عالمه الاجتماعي، كما يقولون، الجيران اليهود فقط يخفضون أسعار العقارات.
ب. ميخائيل
هآرتس 11/2/2025
ـ عن “القدس العربي”