قلعة السراغنة …مستشار جماعي بسيدي عيسى بن سليمان يحذر الرئيس من تفاقم وضعية انعدام الماء ويصف إجراءات الرئيس بالعشوائية
وجه يوسف الإدريسي المستشار الجماعي بسيدي عيسى بن سليمان، الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة قلعة السراغنة، رسالة مفتوحة إلى رئيس جماعة سيدي عيسى بن سليمان، يطالبه من خلالها بالعمل على حل مشكل الماء الذي تعاني منه اليوم جميع الدواوير المنتمية للجماعة، منتقدا ما وصفه ب” الآذان الصماء .. والتسيير العشوائي،”.
وجاء في الرسالة، التي توصلت “الجهة 24” بنسخة منها ،والموسومة ب”الساكنة تموت عطشا فماذا أنتم فاعلون”، أنه ” وباعتباري مواطن قبل أن أكون مستشارا بجماعة سيدي عيسى بن سليمان، دعت الضرورة أن أكتب هذه الرسالة المفتوحة لأخلي من خلالها ذمتي ومسؤوليتي مع نفسي وضميري ومع ساكنة جماعة سيدي عيسى بن سليمان من جهة وأمام الله من جهة أخرى”.
وأضافت الرسالة أنه “تكلمنا بصوت عال فأسميتمونا مشوشين، التزمنا الصمت فأصبحا متخاذلين وجبناء، راسلناكم وعبركم جميع الجهات فكنتم أذان صماء لكل مقترح من أجل حل مشكل فرضته الظرفية وفرضه تسييركم العشوائي، مشكل الماء الذي تعاني منه اليوم جميع الدواوير المنتمية إلى الجماعة”.
وتابع المتحدث “فمنذ انتخابنا أعضاء داخل الجماعة ونحن نحثكم على أن تعطوا الاهتمام بهذه المادة الحيوية علاقة بالجفاف الذي يعاني المغرب عامة، سواء من خلال الآليات القانونية التي منحنا إياها القانون عبر التقدم بطلبات من أجل إدراج نقط بجدول الأعمال من خلال مقتضيات المادة 40 من القانون التنظيمي 113-14 وأخرها الطلب الموضوع بشأن دورة ماي العادية الأخيرة الذي تم رفضه كسابقيه-يتعلق بتحويل بالميزانية من اعتمادات أخرى إلى الماء الصالح للشرب-، وذلك بتعليل لا يسعنا الوقت لمناقشته، وكذلك من خلال لجنة الميزانية والبرمجة التي تبقى اللجنة الوحيدة المفعلة نسبيا رغم أن مخرجاتها وتوصياتها تضربونها عرض الحائط لتصفية حسابات ضيقة والضحية دائما هو المواطن مستغلين بذلك أغلبيتكم التي تطرح بدورها العديد من الاستفهامات؟؟؟”.
وأضاف“ذلك أن التوفر على الأغلبية داخل المجلس لا يمكن بأي حال أن تستغل لتصفية الحسابات مع أشخاص اختاروا المعارضة عن قناعة ولم تفرض عليهم لمعاقبة الساكنة، بحيث أنه بالمجلس تجد المعارضة والأغلبية يختلفون ويناقشون بحدة كل حسب نظرته ولا عيب في ذلك، في هذه الحالة يدافع الرئيس عن وجهة نظره ويحرص على إقناع معارضيه بها دون أن يخلق معارك جانبية، وهو ما أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش الأخير بتاريخ 29/07/2023 الذي دعا من خلاله إلى “…الجدية في الحياة السياسية والإدارية والقضائية، من خلال خدمة المواطن، واختيار الكفاءات المؤهلة، وتغليب المصالح العليا للوطن والمواطنين، والترفع عن المزايدات والحسابات الضيقة..”.
وانتقد المستشار صاحب الرسالة، تسيير رئيس الجماعة، منبها إياه، ” إن طريقة تسييركم للجماعة التي تعتبر ثاني أكبر جماعة بالإقليم تسيير عشوائي، ذلك أنكم مباشرة بعد انتخابكم رئيس بالاستحقاقات الأخيرة أصبحتم رئيسا للكل أغلبية ومعارضة، لكن أن تستغلوا منصبكم لمحاباة جهة على أخرى وتجعلوا منه مطية لحملة انتخابية قبل أوانها فذلك ضرب في العمق للعمل السياسي، فالأولى بكم السيد الرئيس أن تتسع صدوركم لما ضاقت به صدورنا وتجعلوا فوق كل اعتبار الثقة التي وضعتها الساكنة في شخصكم لثلاث ولايات على رأس الجماعة تخللتها ولاية برلمانية، فآنذاك سترفع لكم القبعة من العدو قبل الصديق”.
وتساءل، مؤكدا ” كيف يعقل لجماعة تتكون من 23 دائرة انتخابية أن تسير بهذه العشوائية، ست نواب لا يمارسون مهامهم باستثناء نائب واحد ولجان مجمدة لم تجتمع ولو لمرة واحدة، رغم ذلك يتقاضون تعويضات تبقى جد مهمة بالنظر لميزانية الجماعة،…هذا مع معاقبة البعض منهم ممن اختلف معكم في طريقة التسيير بحرمانهم من التعويضات في تحدي لكل القوانين المؤطرة وللجهات الوصية”.
واسترسل محذرا “الرئيس عمل الجماعة لا يقتصر فقط على العمل الإداري وفقط من خلال تمكين المواطن من رسوم الإزدياد والمصادقة على الوثائق، وإنما يتعداه إلى التقرب من المواطن وتدليل الصعاب والتحديات التي تواجهه لعل أبرزها مشكل الماء الذي يؤرق كل دواوير الجماعة، فالمواطن العيساوي يعاني في صمت في ظل غياب دوركم كمسؤول من خلال إيجاد الحلول الأنية والمستعجلة، بحكم أن الماء الصالح للشرب هو اختصاص حصري للجماعة بصريح المادة 83 من القانون التنظيمي 113-14”.
وقال “: السيد الرئيس لقد مرت سنتين من عمر الولاية، والحال باق على ما هو عليه، والمشاكل تتفاقم يوما بعد يوم فماذا أنتم فاعلون، فرجائي أن تبادروا إلى زيارة ميدانية في أقرب فرصة لكل الدواوير التي تعاني من غياب الماء الصالح للشرب، وعدم الاستماع إلى الأعضاء الذين أنستهم التعويضات هموم ومشاكل المواطنين”.
وناشد المعني بالأمر “ورجائي باستغلال تواجدكم بتراب الجماعة بمناسبة تدشين مقرها الجديد الذي عارضنا إصلاحه أمامكم وعبر مراسلة الجهات الوصية للأسباب المشار إليها أعلاه، لزيارة كل دوار لتقفوا على حجم المعاناة حتى تضعوها بين أعينكم وأنتم تلتقطون الصور فرحا بهذا التدشين لمقر لا نختلف على قيمته التي ربما ستكبر فرحته لو أن الساكنة تتوفر على ما هو ضروري مثل الماء الصالح للشرب”.
وخلص المستشار، إلى أنه ” لابد من تذكيركم بأن الديمقراطية إن كانت السبب في تنصيبكم رئيسا بفضل الأغلبية، فلا تعتقد أنها تمثل صوت المواطن الذي يعاني حاليا، ولا تعتقد أن الأقلية لا صوت لها رغم أنها لم تذهب إلى صناديق الاقتراع حتى، وتذكر أنه عندما تغيب المصالح الشخصية ستجد نفسك وحيدا، ساعتها ستدرك أن من كان يطبل لك اليوم من الحاشية سيقتنص الفرصة ليجلدك والعكس صحيح، من كان يعارض عن قناعة ستجده محافظا على موقفه ثابتا لا مصلحة شخصية له في كل ذلك من غير مصلحة المواطن، وهو الموقف الذي أكدناه ونؤكده، لا نشك في نزاهتك وإنما المساهمة في هذه العشوائية التي تعرفها الجماعة تضعك بمثابة الفاعل الأصلي لأنه لكم من الكفاءة والصلاحيات ما يمكن أن يغير الحال إلى الأحسن”.