في مسيرة احتجاجية إلى تارودانت ثم إلى أكادير.. متضررون من الزلزال يشتكون الإقصاء
مرت خمسة أشهر على “زلزال الحوز” الذي ضرب عدة أقاليم بالمغرب، ولا يزال المتضررون يطالبون برفع المعاناة التي يعيشونها، وتمكينهم من الدعم المخصص لهم، ومعالجة هذا الوضع غير السليم الذي يعيشونه منذ 8شتنبر الماضي.
وخلال الأسابيع الأخيرة، خرجت عشرات الأسر في مسيرات ووقفات احتجاجية، بعدة مناطق متضررة، تستنكر الوضع المزري الذي تعيش فيه رفقة أبنائها، محاطة بعدة مخاطر، وتطالب بحقها في الدعم، ورفع التهميش.
وخرجت اليوم الأربعاء، عشرات الأسر، تنتمي لدواوير تابعة لإقليم تارودانت، في مسيرة احتجاجية نحو مقر العمالة، حيث طالبت المسؤولين بالتدخل السريع والعاجل، وتمكين المتضررين من حقوقهم، والتمسوا تدخلا ملكيا لرفع المعاناة التي يعيشونها.
وأعرب المشاركون في الاحتجاج عن استنكارهم للطريقة التي تم بها تدبير الدعم المخصص للمتضررين، حيث استفاد أشخاص بعينهم، وتم إقصاء آخرين رغم الاستحقاق، منبهين إلى وجود “فساد” شاب صرف الدعم.
وأكد المحتجون الذين توافدوا على مقر عمالة تارودانت أن الجزء الكبير من التضررين لم يستفيدوا من الدعم، ومنهم من هدم منزله ومات أقاربه ونفقت ماشيته، في حين أن أسرا أخرى تعرضت لشقوق بسيطة استفادت، وهناك ميسورون استفادوا.
واشتكى المتضررون من الجوع والعطش والحاجة، وأكدوا أنهم لولا الضرر الكبير الذي لحقهم وإقصاءهم من حقهم لما خرجوا للاحتجاج، لافتين إلى ما يعيشونه لليوم من معاناة مادية ومعنوية ونفسية.
وأشار المحتجون إلى أنهم قطعوا كيلومترات طويلة للمطالبة بحقهم، وتركوا أبناءهم في الخيم وفي الخلاء يعيشون الرعب، في الوقت الذي أثقل فيه المسؤولون آذانهم بالوعود الكاذبة.
وقال المحتجون إنه في الوقت الذي يرفل فيه المسؤولون في نعيم ويبيتون مرتاحين داخل منازلهم، هناك أسر متضررة تعيش في الخيام وفي العراء وتحت رعب متواصل، بلا طعام ولا أساسيات العيش الكريم، مطالبين بإيفاد مسؤولين مركزيين من الرباط للبت في هذه القضايا.
ورغم صرخاتهم أمام باب عمالة إقليم تارودانت، إلا أن القوات الأمنية منعتهم من الولوج، ما اضطر المحتجين، وهم بالمئات إلى الانطلاق مشيا على الأقدام صوب ولاية الجهة بمدينة أكادير لإسماع صوتهم وللمطالبة بالتدخل العاجل.
وسبق للكثير من الأصوات أن استنكرت الظروف المزرية التي يعيشها المتضررون من الزلزال، وطالبت برفع المعاناة عن الأسر، في حين حذرت أصوات أخرى من التلاعب بأموال الدعم المخصص للضحايا من طرف بعض المسؤولين، وما يمكن أن يشوب صرف الدعم من فساد ورشاوى ومحسوبية، في الوقت الذي يستمر فيه الضحايا الحقيقيون في معاناة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في أوضاع غير إنسانية.