في الذكرى الخمسين لأحداث فجيج 1973.. نشطاء يُطالبون بالعدالة وتحقيق عدم الإفلات من العقاب
فاطمة أبوعلي- الجهة24
في ذكرى الاحتجاجات الشهيرة التي وقعت في فجيج عام 1973، تجددت الدعوات للقطع مع الإفلات من العقاب والعمل على تحسين نظام العدالة في المغرب. وطالب نشطاء وحقوقيون بوضع استراتيجية وطنية للحد من حالات الافلات من العقاب، والإسراع في إصلاح منظومة العدالة.
ودعا بلاغ “إعلان فجيج” الذي سبقه قافلة للمدينة من طرف كل من المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والانصاف والجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب وسوء المعاملة بتنسيق مع جمعية النهضة بفجيج، إلى بذل المزيد من الجهود في تغيير المسطرة الجنائية والقانون الجنائي وتوافقهما مع المقتضيات الدستورية المتعلقة بتجريم الاختفاء القسري والاعتقال التعسفي، وتوجيه العقاب لجميع الجرائم ضد الإنسانية. واعتبر النشطاء أن هذه الإصلاحات ضرورية لضمان حقوق الفرد وتعزيز العدالة في المجتمع.
وفي إعلانهم الصادر بمناسبة الذكرى الخمسين لأحداث مارس 1973، أكدت الهيئات الحقوقية على ضرورة المصادقة على البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والذي يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام.
بالإضافة إلى ذلك، ينادي الإعلان بتوفير رعاية صحية مناسبة لسكان فجيج. يشير النشطاء إلى نقص عدد الأطباء في المنطقة، حيث لا يوجد أي طبيب تابع لوزارة الصحة العمومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. هذا الوضع يعرض سكان المدينة لصعوبات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وبالتالي يؤثر على حياتهم ورفاهيتهم.
في عام 1973، شهدت مدينة فجيج بالمغرب احتجاجات كبيرة من قبل الطلاب والعمال والنقابيين. كانت هذه الاحتجاجات جزءًا من حركة اجتماعية واسعة النطاق تهدف إلى مطالبة الحكومة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز حقوق العمال.
وفي حالة السخط التي كان يعيشها مغرب السبعينيات، و بعد فشل محاولتين انقلابيتين، كان الخيار الثوري و النضال المسلح من بين الخيارات المتبناة عند بعض الفئات اليسارية في البلاد. من بين المؤمنين بهذا الفكر من التقوووا حول مشروع واحد، ألا و هو مواجهة نظام الحسن الثاني بالسلاح. من بين من التقت أفكارهم محمد البصري، محمد بنونة وعمر دهكون.
وكان من المقرر أن تقوم مجموعة من المسلحين متفرقين في عدة أنحاء من الأطلس المتوسط بهجومات متزامنة يوم عيد العرش 3 مارس 1973. بسبب خطأ في التنسيق قامت فقط مجموعة واحدة بقيادة إبراهيم النمري (الملقب بالتيزنيتي) بهجوم على مولاي بوعزة بينما كانت المجموعات الأخرى قد أجلت هجوماتها لمذة أسبوع. سميت الأحذاث إذا بأحداث مولاي بوعزة نظرا لكون أول هجوم قد وقع في تلك المنطقة. بعد الهجوم الأول علمت قوات الأمن بالمخطط فسارعت بالهجوم و قاتلت عدة خلايا بتنغير و كًلميمة و إملشيل، عرفت وفاة عدة مقاتلين و القبض على المئات.
ولاحقا تجمع الآلاف من الناس في شوارع فجيج، حيث تم إقامة مظاهرات سلمية وإضرابات في المصانع والمؤسسات الصناعية. كان الهدف الرئيسي للمحتجين هو المطالبة بزيادة الأجور وتحسين ظروف العمل.
مع تصاعد الاحتجاجات، قامت قوات الأمن بتدخل عنيف لقمع التجمعات وتفريق المظاهرات. وقعت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، مما أدى إلى وقوع إصابات وحالات اعتقال.