سابقة.. محكمة بالمغرب تقضي بسجن كاتب بسبب رواية أدبية اعتبرتها “تشهير” بشخص يقطن بدوار حيث تدور أطوار القصة

 سابقة.. محكمة بالمغرب تقضي بسجن كاتب بسبب رواية أدبية اعتبرتها “تشهير” بشخص يقطن بدوار حيث تدور أطوار القصة

الجهة24- متابعة

في حكم أثار ذهول واستغراب هيئة دفاع المشتكى به، ادانت المحكمة الزجرية عين السبع بالدار البيضاء كاتب رواية بالحبس موقوف التنفيذ بعدما تقدم شخص بدعوى ضد مقتطفات منها نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأدانت المحكمة الابتدائية بعين السبع كاتب الرواية المذكور “سفيان.ن” بالحبس موقوف التنفيذ لمدة 4 أشهر، مع غرامة مالية قدرها 80 ألف درهم.

وفي تفاصيل هذه القضية فإن صاحب مسودة رواية “الملعون” كان يقدم على نشر مقتطفات منها على صفحته بموقع للتواصل الاجتماعي، بغاية التعريف بها قبل طبعها، غير أن خصما له تقدم بشكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الزجرية بالدار البيضاء، معتبرا تلك المقتطفات تعنيه.

وتتحدث الرواية التي توجد قيد الطبع، وفق دفاع الكاتب، عن مرحلة تاريخية عاشتها دواوير معزولة في قلب جبال الأطلس، بتفاعل شخوصها وتشابك أحداثها التي جرت في “دوار النصراني” المتواجد بين فجاج ومرتفعات جبال الأطلس.

ولجأ المشتكي إلى تقديم شكايته ضد صاحب هذا العمل الأدبي، معتبرا أنه يحمل تشهيرا، خصوصا أنه يقطن في حي يدعى “ديور النصراني” بالدار البيضاء.

وعند الاستماع إلى الكاتب أمام الضابطة القضائية صرح بكونه اعتاد نشر فقرات من روايته “الملعون” التي ستصدر له، مؤكدا أنها لا تعني المشتكي في شيء، ليقرر وكيل الملك بالمحكمة الزجرية تسطير المتابعة في حقه بالتشهير ضد المدعي، رغم إنكاره تدوينات لم تنشر في صفحته، واعترافه بنشر تدوينات بعضها جزء من روايته، وبعضها رسائل تخصه.

وأدلى صاحب العمل أثناء عرض الملف على أنظار المحكمة الزجرية بالدار البيضاء بمسودة من رواية “الملعون”، ضمها القاضي رئيس الهيئة إلى وثائق الملف، مؤكدا أن روايته عمل إبداعي لا يقصد به أحد، وأنه شتان بين “دوار النصراني” و”ديور النصراني”.

وعبر محمد الشمسي، المحامي بهيئة المحامين بالدار البيضاء، دفاع الروائي المحكوم عليه، عن استغرابه وصدمته من منطوق الحكم، مؤكدا أن الحكم الصادر في حق موكله شكل صدمة نفسية، “على اعتبار أن زمن محاكمة حرية الفكر والإبداع تخلصت منه الإنسانية ولن تعود إليه”.

وشدد الشمسي، ضمن تصريح نقلته جريدة هسبريس الإلكترونية، على أنه تقدم بطعن بالزور الفرعي “في جميع ما بنى عليه المشتكي دعواه”، موردا أن “المحكمة ورغم وجود نزاع حول تلك الحجج التي هي موضوع طعن بالزور الفرعي حكمت بما حكمت، والحال أن الأحكام تبنى على الجزم واليقين، ولا تبنى على حجج هي موضوع طعن وتشكيك”.

وزاد الدفاع موضحا أنه قدم طعنا بالاستئناف في هذا الحكم نيابة عن موكله صاحب الرواية، مثلما طعن وكيل الملك بالاستئناف في الحكم نفسه، قصد تصحيح الوضع، مردفا: “لا يمكن أن يكتب في سجل القضاء المغربي أن محكمة حاكمت رواية حول مضمونها، مقتنعة بأنها تتقصد الطرف المشتكي، رغم البون الشاسع بين محتوى الرواية وما يزعمه المشتكي من مزاعم”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا