رد جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بآسفي على مقال “الجهة 24”: “الاعتراف بتكريم الحطاب” مرفوقا بتعقيب هيئة التحرير

الجهة 24 – هيئة التحرير
أصدرت جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بإقليم آسفي بيانًا توضيحيًا ردًا على المقال المنشور بجريدة “الجهة 24″ يوم 16 يوليوز 2025، والذي تناول ما وصفه بـ”التكريم المشبوه” للمدير الإقليمي السابق محمد الحطاب الذي اعفته الوزارة واحالته بدون مهام إلى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، نافية أن هذا الحفل شكل “انقلابًا على قرارات الوزارة” التي كانت قد أعفته من مهامه، وقالت الجمعية “إنها تحترم القرارات الوزارية” لكنها متشبثة بتكريم المعزول محمد الحطاب المدير الإقليمي السابق، وفيما يلي توضيح الجمعية مع تعقيب “صحيفة 24” على توضيح الجمعية.
والجمعية، في بيانها الصادر بتاريخ 18 يوليوز 2025، عبّرت عن دهشتها مما سمّته “الادعاءات الزائفة” والاتهامات “المجانية التي تفتقر إلى السند الواقعي أو الأخلاقي”، مؤكدة في الوقت ذاته على احترامها الكامل للمؤسسات الرسمية وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية.
أوضحت الجمعية أن الحفل الذي حضره عدد من الفاعلين التربويين والجمعويين، جاء في إطار ثقافة الاعتراف التي تنهجها، وليس نتيجة “ولاءات” أو “أجندات خفية”. وأكدت أن تكريم الحطاب تم بصفته إطارًا قضى سنوات في خدمة الشأن التربوي، وأنه لا يحمل أي أبعاد تصفوية أو سياسية، بل تم في سياق اجتماعي وإنساني محض
ورفضت الجمعية الزجّ باسمها في صراعات محتملة داخل أو خارج المديرية الإقليمية للتعليم، مؤكدة استقلاليتها عن أي تيار أو جهة، وأنها تشتغل في إطار قانوني صرف للدفاع عن كرامة الأطر الإدارية والتربوية.
وأعربت الجمعية عن أسفها لاعتبار النشاط “انقلابًا” على قرارات الوزارة، مشيرة إلى أن الحفل كان راقيًا، شاركت فيه عدة هيئات تعليمية ومجتمعية، ولا يمكن اعتباره بأي حال من الأحوال تمردًا أو استخفافًا بقرارات الدولة.
وفيما يلي رد الجمعية كما توصلت به “صحيفة 24” يليه تعقيب هيئة التحرير
تعقيب صحيفة “الجهة 24”: “اعتراف يستوجب تحقيق إداري”
من منطلق المسؤولية الصحافية، وانطلاقًا من احترامنا لحق الرد والتوضيح، نُثمن توضيحات جمعية مديرات ومديري التعليم الابتدائي بآسفي، ونرحب بانفتاحها على النقاش المؤسساتي.
غير أننا، في صحيفة “الجهة 24″، نعتبر أن اعتراف الجمعية الصريح بتكريم المدير الإقليمي السابق محمد الحطاب، يدخل ضمن مساحات متعددة من التأويل، خصوصًا أنه مسؤول تم إعفاؤه بقرار وزاري معلل بتقرير صادر عن المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، بناءً على اختلالات موثقة. وبالتالي فإن أي تكريم له في هذا السياق يُعد مسًا واضحًا بقرارات السلطة الوزارية، وانقلابًا غير معلن على أسس ربط المسؤولية بالمحاسبة.
إننا نرى في هذا الحفل، كما تم الترويج له بعبارات تمجيد رسمية عبر صفحة المديرية، مناسبةً تستوجب فتح تحقيق إداري من طرف المفتش العام للوزارة، ومن قبل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، من خلال الاستماع إلى أعضاء الجمعية المنظمة، من أجل تعزيز الشفافية وإيضاح ما جرى بوضوح للرأي العام التربوي والمحلي.
والأكثر إثارة للتساؤلات، هو أن نفس الجمعية التزمت الصمت التام إزاء المدير الإقليمي الأسبق محمد زمهار، الذي كان موضوع إقالة مشابهة، بل إن المدير المُكرَّم نفسه – محمد الحطاب – كان قد تحفظ سنة 2022 على مجرد ذكر اسم زمهار ضمن حفل تكريم رسمي، في مشهد حضره عامل الإقليم، مما يعزز فرضية الانتقائية في التكريم، وخضوع المبادرات الرمزية لمنطق العلاقات الشخصية لا المهنية.
وقد تواصلت الجريدة مع مصادرها في وزارة التربية الوطنية، والتي عبرت عن رفضها التام لهذا النوع من السلوكيات، التي تُسهم في تأجيج الأوضاع وتفتح المجال أمام تأويلات تشكك في مصداقية القرارات الرسمية، وتُوحي باستخفاف مدني ومجتمعي بسلطة الوزارة، في وقت تسعى فيه الأخيرة إلى ترسيخ معايير الشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتؤكد جريدة “الجهة 24” على احتفاظها بنشر مزيد من المعطيات التوثيقية حول هذا الموضوع لاحقًا، وتُجدد دعوتها الرسمية إلى وزارة التربية الوطنية لفتح تحقيق إداري شفاف في ظروف وملابسات هذا التكريم المثير للجدل.
وفي الختام، ترحب “الجهة 24” بكل الأجوبة والردود من جميع الهيئات، وتثمن حقها في الرأي والنقد ضمن الإطار المهني الذي يكفله قانون الصحافة والنشر، وتُشيد بمبادرات الحوار والانفتاح، مع تأكيدها في المقابل على التزامها الثابت بمساءلة كل ما يلامس نزاهة المؤسسات العمومية وحيادها.