خيم الحزن على الوسط الحقوقي بمدينة آسفي عقب الإعلان عن وفاة محمد اليسير، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمدينة وأحد أبرز الوجوه المدافعة عن قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق المستضعفين. الراحل، الذي ارتبط اسمه بتحركات ميدانية متواصلة رغم مرضه ومعاناته الصحية، خلف رحيله صدمة واسعة في صفوف رفاقه وعموم الفاعلين المدنيين.

وقال أعضاء في حزب النهج الديمقراطي بآسفي إن المدينة شهدت “خسارة عظمى في المشهد الحقوقي”، مشيرين إلى أن اليسير كان “صوتاً حراً لا يساوم، حمل هموم الفئات الهشة ودافع عن حقوقها بثبات ونزاهة”. وأكد الحزب في بلاغ رسمي أن مساره النضالي سيظل جزءاً من ذاكرة النضال المحلي التي يصعب تعويضها.

كما نعت جماعة العدل والإحسان بدورها الراحل، معتبرةً أن وفاة محمد اليسير “فقدان لاسم بارز في العمل الميداني المدافع عن قضايا المستضعفين”، ومشيرةً إلى أنه كان “نموذجاً في الالتزام والمروءة ونصرة المظلوم”. وأكدت الجماعة أن المدينة “تفقد أحد أنبل رجالاتها وأكثرهم حضوراً في قضايا الناس وهمومهم”.

وكذلك نعى الاتحاد الإقليمي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بآسفي الراحل محمد اليسير، مؤكداً أن المدينة “تفقد واحداً من الأصوات الحقوقية والنقابية التي لم تتردد يوماً في مساندة قضايا العمال والدفاع عن كرامتهم”. واعتبر الاتحاد أن اليسير كان “شريكاً ثابتاً في نضالات الشغيلة ووجهاً حاضراً في مختلف المعارك الاجتماعية، بما عُرف عنه من صراحة ونزاهة والتزام مبدئي لا يلين”

من جهتهم، نعى أعضاء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الراحل بكلمات مؤثرة، معتبرة أن رحيله “غصّة في القلب”، وأن خسارته “ليست فقط للجمعية، بل لكل من آمن بأن الدفاع عن الكرامة والحرية واجب لا يسقط بالتقادم”. وأشارت إلى أن اليسير كان مثالاً للمناضل الميداني الذي لم يتوانَ عن التنقل بين الأحياء والقرى والمدن، داعماً قضايا المواطنين ومؤمناً بضرورة حضور الجمعية إلى جانبهم في مختلف الظروف.

وتلقى عدد من الفاعلين السياسيين والمدنيين الخبر بأسى عميق، مؤكدين أن الفقيد اشتهر بأخلاقه الرفيعة وصلابته المبدئية، وأنه ترك بصمة لا تمحى في العمل الحقوقي داخل الإقليم.

موعد الجنازة

ومن المرتقب أن يُوارى جثمان الفقيد محمد اليسير الثرى يوم غدٍ الجمعة بمقبرة باديس قرب مرجان آسفي. وستُقام صلاة الجنازة على روحه الطاهرة بعد صلاة الجمعة مباشرة بمسجد السنة بحي البلاطو، قبل أن تنطلق الموكب الجنائزي نحو المقبرة حيث سيُشيَّع الراحل إلى مثواه الأخير.

وتدعو الأسرة الحقوقية كافة الأصدقاء والرفاق وعموم ساكنة آسفي إلى حضور هذا الوداع الأخير، وفاءً لمساره النضالي والإنساني الذي امتد لسنوات طويلة من الالتزام والدفاع عن الحقوق والحريات.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.

إنا لله وإنا إليه راجعون.