“خربوشة” قصة نضال إمرأة عبدية ضد المستعمر الفرنسي وقياده بالشعر والغناء
تعتبر خربوشة واحدة من النساء الرائدات والقائدات اللائي كافحن ضد الاستعمار والظلم، وهي من النساء الشهيرات في تاريخ المغرب، حيث عاشت في أواخر القرن 19 في منطقة عبدة.
خربوشة المرأة الريفية النضالية، التي واجهت ظلم القائد بالشعر، إذ كانت تنظم القصائد التي تهجوه بها في العلن وتشجع الناس ليواجهوا تسلطه، قبل أن يهاجم قبيلتها ويقتل منها عددا ويسجن آخرين، كانت من بينهم خربوشة، التي انتهى شريط حياتها بشكل محزن ومأساوي.
قالت بعض المصادر فيما يتعلق بشكلها الخارجي، إن جمالها مثير وأخاذ، رغم وضوح الندوب التي خلفها مرض الجدري على وجهها، ما يرجح وصفها بـ “خربوشة”.
وكانت خربوشة تتمتع بموهبة الشعر التي استغلتها في مواجهة ظلم السلطان والقائد عيسى بن عمر، إذ كان هذا الأخير يثقل كاهل قبائل سكان عبدة بالضرائب تزامنا مع سنوات الأمراض والقحط.
وتداولت قصائد خربوشة آنذاك على نحو واسع بين القبائل وحمست الناس لمواجهته، حيث عبرت من خلال شعرها عن استيائها من القائد عيسى الذي كان يتصف بالتجبر والتسلط الدائم.
ويوصف هذا الأخير، حسب ما تشير إليه بعض المصادر نسبة إلى المختار السوسي، الذي وصفه “لا عيب فيه إلا كثرة الفتك بأهل قبيلته فما أسهل إزهاق الأرواح عنده”.
وكانت خربوشة تستنهض همم رجال قبيلتها بواسطة أشعارها التي جاء في إحداها: “سير أعيسى بن عمر وكال جيفة…قتال خوتو ومحلل الحرام…سير عمر الظالم ما يروح سالم..”.
وحسب المعطيات المتوفرة، باغت القائد عيسى زعماء قبيلة ولاد زيان، التي تنحدر منها خربوشة، حينما لبوا دعوة الصلح لكن لم تكن سوى خطة من خططه المعتادة، وقتلهم واحدا تلو الآخر، وقام باعتقال آخرين من القبيلة.
قصة خربوشة ألهمت الكثيرين، وحركت فيهم رغبة النبش في التاريخ والتراث، وأثارت اهتمام كتاب السيناريو، من بينهم الأخوين عبد الباسط وخالد الحضري، وإخراج حميد زوغي الذين أنجزوا عنها فيلم سينمائي يحمل عنوان “خربوشة”.
لم تكن حياة خربوشة سهلة أبدا، ناضلت مع قبيلتها وسجنت في آخر المطاف إلى أن انتهت حياتها بطريقة مأساوية.
وتحظى “خربوشة”، إلى اليوم، بمكانة مميزة في المخيلة الشعبية المغربية بالخصوص، التي توارثت بطولاتها شفويا الأجيال.