حصري- “الجهة24” تنشر ملخص دراسة علمية أجراها علماء في سواحل آسفي على الطحالب تؤكد انهيار التوازن الإيكولوجي بفعل صناعة الفوسفاط
الجهة24- آسفي
في دراسة رائدة ومعمقة نُشرت أخيرا، وبدأت الابحات بها منذ عام 2008 وأجراها سبعة علماء، وألقت الضوء على التأثيرات البيئية الخطيرة الناجمة عن التلوث في المناطق الساحلية لمدينة آسفي بفعل أثر صناعة الفوسفاط، تُعتبر هذه الدراسة، التي قادها فريق من العلماء بما فيهم الدكتور محسن الحسني والباحث يونس بوندير والدكتورة نادية بوحمو، والدكتورة حسناء الصباري بشراكة مع مختبرات علمية تابعة لكليات مغربية، بمثابة إنذار حيوي حول تدهور النظم البيئية البحرية في المنطقة.
الدراسة التي أجريت على مدار عام 2018، وانتهت عام 2021، ونُشرت عام 2022، استهدفت تحليل التنوع البيولوجي للطحالب وقياس مجموعة من المؤشرات البيئية في ثلاث محطات مختارة على الساحل: المحطة المرجعية في شاطئ بدوزة، المنطقة الصناعية في آسفي (حيث موقع تصريف نفايات المكتب الشريف للفوسفاط).
قياس التلوث وتأثيره
وفي الدراسة العلمية تم قياس عدة مؤشرات مثل درجة الحرارة، الرقم الهيدروجيني (pH)، ومستويات الأوكسجين المذاب لتقييم الظروف البيئية في كل محطة. وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ في تنوع الطحالب وانتشار أنواع معينة مقاومة للتلوث في المحطتين S2 وS3، مقارنةً بالتنوع البيولوجي الغني الموجود في المحطة المرجعية ( البدوزة).
أهمية الطحالب كمؤشرات حيوية
الدكتور محسن الحسني والباحث يونس بوندير أكدا على أن الطحالب تعمل كمؤشرات حيوية فعالة، حيث يمكنها كشف التغيرات في النظم البيئية البحرية بسبب التلوث. “الطحالب تكشف تفاصيل لا يمكن ملاحظتها بسهولة عن الأنظمة البيئية المتأثرة بالتلوث”، يشرح الحسني.
النتائج البحثية
تم تحديد 164 نوعًا من الطحالب وأجريت عليها اختبارات علمية دقيقة، وأظهرت النتائج انخفاضًا في التنوع البيولوجي والغلبة النوعية لأنواع الطحالب التي تتحمل التلوث في المحطات S2 وS3، وهو مؤشر واضح على التأثير السلبي للتلوث الصناعي والحضري على هذه المناطق.
التأثيرات البيئية الواسعة
تبرز الدراسة أهمية التنوع البيولوجي للطحالب كدليل على صحة النظم البيئية البحرية. كما تؤكد على الحاجة الملحة لتحسين إدارة النفايات الصناعية والحضرية للحفاظ على هذه النظم البيئية الحرجة.
ويقترح الباحثون تطبيق سياسات فعالة للحد من التلوث وتعزيز الجهود لحماية النظم البيئية البحرية. يؤكد يونس بوندير على أن “الدراسات المستقبلية يجب أن تركز على تطوير استراتيجيات للحفاظ على التنوع البيولوجي البحري واستعادة المناطق المتضررة”.
وتُعد هذه الدراسة خطوة مهمة نحو فهم أفضل للآثار البيئية للأنشطة البشرية على السواحل التي لطالما ظل المكتب الشريف للفوسفاط ينفيها دونَ تقديم أي دلائل علمية على اثره، وتبرز الطحالب كأداة قيمة لتقييم جودة المياه والنظم البيئية. مع تزايد الوعي البيئي، تُظهر هذه الأبحاث أهمية العلم في توجيه السياسات البيئية وتعزيز الجهود الرامية لحماية البيئات البحرية الهشة.
تأثير التلوث على السواحل
الدراسة المفصلة تكشف أن التلوث له تأثيرات بيئية خطيرة على السواحل في آسفي. إذ تعد السواحل موطنًا للعديد من الكائنات البحرية والنباتات البحرية، وتعد طحالب البحر أحد العناصر المهمة في هذه النظم البيئية. ومع ذلك، توضح الدراسة أن التلوث يؤدي إلى تدهور هذه البيئة البحرية المهمة. يتمثل التأثير الرئيسي في زيادة نسبة العناصر السامة والملوثة في المياه، مما يؤدي إلى تراجع تكاثر الطحالب وتقلص مساحة انتشارها. وهذا يؤثر بشكل سلبي على السلسلة الغذائية في البحر، حيث يتأثر الكائنات البحرية الأخرى التي تعتمد على الطحالب كمصدر غذاء رئيسي. بالإضافة إلى ذلك، ينتج التلوث عن تغيرات في جودة المياه وتدهور جودة الهواء المحيط بها، مما يؤثر على الحياة البحرية والنظام البيئي العام في السواحل. لذا، تعد دراسة تأثيرات التلوث على السواحل ضرورية لوضع
منظر مجهري للطحالب
وتسلط الدراسة المفصلة على منظر مجهري للطحالب الضوء على الأهمية الكبيرة لهذه الكائنات في البيئة البحرية. بفضل التكنولوجيا المجهرية المتقدمة، تمكنَ الباحثين من استكشاف الهياكل والتراكيب الدقيقة للطحالب بشكل مفصل. وقد أظهرت الصور المجهرية تنوعًا هائلا في أشكال وأحجام الطحالب الموجودة في سواحل آسفي. وعلاوة على ذلك، يمكن أن يكشف التحليل المجهري عن تأثيرات البيئة والتلوث على هذه الكائنات الحيوية. فعلى سبيل المثال، قد يكشف استخدام المجهر عن تغيرات في هياكل خلايا الطحالب أو تلوثها بمواد غير مرغوب فيها. ويقول العلماء: “يعتبر منظر مجهري للطحالب أداة قوية لفهم تأثيرات التلوث على البيئة البحرية واتخاذ إجراءات وقائية للحفاظ على توازن النظام البيئي وتعزيز الاستدامة في سواحل آسفي”.
الكشف عن عواقب التلوث
ويمكن للتحليل المجهري أن يكشف عن تلوث الطحالب بمواد ضارة تؤثر على النظام البيئي البحري بشكل عام. هذه الدراسة المفصلة توفر فهمًا عميقًا للتأثيرات البيئية للتلوث في سواحل آسفي وتساعد في اتخاذ إجراءات مناسبة للحفاظ على التوازن البيئي والاستدامة في المنطقة.
إجراء بحوث موسعة حول التلوث الساحلي
وفي مقابل ذلك، دعا الباحثين إلى إجراء بحوث موسعة حول التلوث الساحلي لفهم تأثيراته البيئية بشكل أعمق. ويمكن لهذه الدراسات أن تساهم في تحديد مصادر التلوث وتقييم مدى تأثيره على النظام البيئي الساحلي. يمكن أن تشمل البحوث الموسعة على سبيل المثال دراسة تركيبة الملوثات البيئية في المياه الساحلية والتربة، وتقييم تأثيرها على الحياة البحرية والنظم الإيكولوجية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكشف هذه البحوث عن العوامل المسببة للتلوث الساحلي مثل الصناعات البحرية والزراعة غير المستدامة، وتوفر توصيات هامة للتخفيف من التأثيرات السلبية للتلوث والحفاظ على صحة النظام البيئي الساحلي في منطقة سواحل آسفي. إجراء بحوث موسعة حول التلوث الساحلي يعد خطوة أساسية نحو حماية المحيطات والحفاظ على الثروات البحرية للأجيال القادمة.