جدل بسبب طريقة تعاطي الحكومة مع اسئلة النواب وعدم حضور أخنوش للبرلمان بشكل منتظم
اثار موضوع عدم انتظام حضور رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في إطار المساءلة الشهرية بمجلس النواب، وضُعف تفاعل الحكومة مع الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة التي يتم رفعها إلى مكتب مجلس النواب، ومع مقترحات القوانين التي تقدمها الفرق النيابية، جدلا واسعا، وطالبت فرق المعارضة بحل هذه المسألة.
واستغلت فرق المعارضة حضور رئيس الحكومة في مجلس النواب، اليوم الإثنين، لطرح الموضوعين المذكوريْن، حيث انتقد الفريق الحركي عدم تفاعل الحكومة مع الأسئلة الموجهة إلى رئيسها، مشيرا إلى أنها تفاعلت مع سؤال واحد فقط خلال الدورة الحالية.
واعتبر الفريق ذاته، على لسان رئيسه، إدريس السنتيسي، أن الأجوبة التي تقدمها الحكومة عن الأسئلة الكتابية “تبقى في الغالب بلغة خشب، في وقت هي مُلزمة بتقديم أجوبة لكي يعرف الرأي العام ما يجري”، مطالبا رئيس الحكومة ببذل مجهود لتجاوز هذا الإشكال.
في الإطار ذاته، اعتبر فريق التقدم والاشتراكية أن طريقة تعاطي الحكومة مع الأسئلة الكتابية “فيها تبخيس للعمل البرلماني”، مضيفا: “هناك عدم احترامِ للآجال المنصوص عليها من الحكومة في الرد على الأسئلة الكتابية، فيما الأسئلة ذات الطابع المحلي تُعطى عنها أجوبة ذات الطابع عام”، مشيرا إلى أن مقترحات القوانين في الدورة الحالية “صفْر”.
وبخصوص حضور رئيس الحكومة إلى البرلمان، قال رئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد الحموني: “نقدّر مسؤوليات رئيس الحكومة، ولكن ليس ضرورة أن تكون الأسئلة يوم الإثنين. يمكن أن نختار أي يوم من باقي أيام الأسبوع، لأن من واجب الحكومة ورئيسها احترام الدستور، ومن واجب البرلمان احترام الحكومة، ومن واجب هذه الأخيرة احترام البرلمان”.
وانتقدت المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بدورها عدم تفاعل الحكومة مع الأسئلة المتعلق بالسياسة العامة الموجهة إلى رئيس الحكومة، التي ترفعها الفرق النيابية إلى مكتب مجلس النواب، رغم المجهودات التي يبذلها هذا الأخير للتنسيق مع الحكومة، داعيا إلى احترام الدستور، وقرار المحكمة الدستورية بهذا الشأن.
وطالب رئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، عبد الله بوانو، رئيسَ الحكومة بوضع برمجة على غرار برمجة المنتديات الجهوية التي ينظمها حزب التجمع الوطني للأحرار مع أعضائه، وهو ما أثار حفيظة نواب الأخير، داعيا رئيس الحكومة إلى “رفع هذا الحرج”.
وردّا على بوانو قال محمد غيات، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار: “إن حضور رئيس الحكومة في الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلته يحددها مكتب المجلس”، مشيرا إلى أن “رئيس الحكومة لم يحضر بسبب تمثيله الملك في قمة إيطاليا”.
وذهب غيات إلى القول، تعليقا على مطالبة فرق المعارضة بتنظيم وتيرة حضور رئيس الحكومة إلى البرلمان: “هذه أصبحت أسطوانة مشروخة”، معتبرا أن “الأسَر المغربية تنتظر الاستماع إلى مداخلة رئيس الحكومة في البرلمان”، وأن “140 ألفا من الأساتذة الذين فُرض عليهم التعاقد ينتظرون أن يعطي رئيس الحكومة موقفه مما وقع، وننتظر منه أن يعطينا موقفه من الإصلاح الذي تنتظره الأسر المغربية”.
من جهته قال سعيد بعزيز، عضو الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية، إن “رئيس الحكومة كان من المفترض أن يحضر إلى جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب خلال الدورة الحالية أربع مرات على الأقل، في حين أنه لم يحضر سوى مرتين”، معتبرا ذلك “هدرا للزمن النيابي”.
وردّ بعزيز على غيات بالقول: “اعتبروا هذه أسطوانة، أو في أي سياق أردتم، فهذا التغول العددي لا يجب أن يكون تغوّلا على المؤسسات وعلى المؤسسات الدستورية”.
وتدخّل رئيس مجلس النواب، الطالبي العلمي، ليوضح أن الجلسة التي كانت مخصصة لرئيس الحكومة في 6 نونبر تزامنت مع عيد وطني، والأمر نفسه بالنسبة لجلسة 6 يناير، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع رؤساء الفرق على تأجيل الجلسة، ومعتبرا أن تأجيل حضور رئيس الحكومة تم من طرف مكتب مجلس النواب ثلاث مرات، بعلم رؤساء الفرق، في حين أن أخنوش طلب التأجيل مرة واحدة، معتبرا أن حضوره “تعذّر لأسباب خارج إرادة الجميع”.