تيغانيمين… واحة سياحية للأجانب وجحيم معيشي لأهل المنطقة!

لا تزال معاناة ساكنة دوار تيغانيمين، التابع لجماعة سيدي كاوكي بإقليم الصويرة، تثير موجة واسعة من الاستياء الشعبي والحقوقي، وسط صمت رسمي مطبق. ففي الوقت الذي تعرف فيه المنطقة انتعاشًا سياحيًا متواصلاً، خصوصًا من قبل الزوار الأجانب الباحثين عن الطمأنينة وجمال البحر والطبيعة، يعيش أهل الأرض في ظروف مزرية محرومين من الماء الصالح للشرب والكهرباء، وهي أبسط مقومات الحياة.
تمر قنوات الماء بجوار منازل الساكنة دون أن يُسمح لهم بالربط بها، ما يعمّق معاناة الأسر، ويدفع الشيوخ والأطفال والنساء إلى مواجهة العطش بشكل يومي، في منطقة تُسوَّق على أنها “جنة سياحية”. ورغم الوقفات الاحتجاجية المتعددة التي نظمتها الساكنة محليًا، فإن الأبواب بقيت موصدة، ما دفعهم إلى تصعيد خطوتهم هذه المرة نحو العاصمة.
فقد شهدت مدينة الرباط، أمس الأحد، مسيرة حاشدة شارك فيها العشرات من أبناء المنطقة والمتضامنين معهم، رفعوا خلالها شعارات تُدين “الحكرة” و”التهميش الممنهج”، وطالبوا الدولة بالوفاء بالتزاماتها تجاه مواطنيها، وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم.
في هذا السياق، قاد محمد اليسير، رئيس الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأسفي (AMDH)، زيارة تضامنية إلى دوار تيغانيمين، وقف خلالها على جزء من هذه المعاناة الميدانية، وأكد في تصريحات صحافية أن “ما تعيشه الساكنة يمسّ بكرامة الإنسان، ويشكل خرقًا واضحًا للحق في الماء والسكن اللائق، المكفولين بموجب الدستور والمواثيق الدولية”.

كما عبّر عدد من الزوار الأجانب المقيمين بالمنطقة عن استغرابهم من هذا “التمييز المجالي”، مستنكرين أن يُحرم السكان الأصليون من أبسط الحقوق في منطقة غنية بطبيعتها ومؤهلاتها، ويُتركوا لمصيرهم في مواجهة العطش والظلام.
وتعزز هذا الزخم الحقوقي والإعلامي بمجموعة من الأسئلة البرلمانية، كان أبرزها سؤال كتابي من نائبة برلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وجهته لوزير الداخلية، مطالبة بإجابات واضحة عن أسباب هذا التهميش المستمر، ومساءلة عن مآل البرامج التنموية المفترض تنزيلها في هذه المناطق