تلوث وفوضى وتراكم للنفايات بشكل غير مسبوقة في ميناء آسفي.. والمهنيون يدقون ناقوس الخطر ويُنددون بالصمت الرسمي

 تلوث وفوضى وتراكم للنفايات بشكل غير مسبوقة في ميناء آسفي.. والمهنيون يدقون ناقوس الخطر ويُنددون بالصمت الرسمي

يعيش ميناء آسفي، أحد أبرز الموانئ الوطنية في قطاع الصيد البحري، وضعًا بيئيًا وتنظيميًا مقلقًا، وسط مشاهد يومية من الفوضى وتراكم النفايات، ما يثير تساؤلات جدّية حول نجاعة التدخلات الرسمية ومدى التزام الجهات الوصية بمسؤولياتها في الحفاظ على هذا المرفق الحيوي.

موقع “الجهة24” توصل بعدد من الشكاوى من مهنيين ومرتادي الميناء، عبّروا فيها عن استيائهم من التدهور البيئي الذي يطبع فضاءات الميناء، في وقت يتم فيه تداول هذه المعطيات بشكل متسارع داخل الأوساط المهنية والإعلامية المختصة في الشأن البحري، والتي دقت ناقوس الخطر بشأن ما يصفه البعض بـ”الانهيار التدبيري” للمرفق.

وحسب المعاينات الميدانية، فإن مظاهر التلوث باتت تهيمن على محيط الأرصفة والحوض المائي، حيث تتناثر القنينات البلاستيكية وبقايا الأطعمة وقشور الفواكه بشكل فوضوي، مما يشكل مشهدًا غير لائق بميناء يلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد المحلي والوطني. وتزداد حدة الوضع قرب المقهى المعروف بـ”طهور السردين”، الذي تحول إلى نقطة سوداء بفعل اختلاط الحركة التجارية بمشاهد الأزبال العائمة.

ورغم بعض المبادرات التي تقوم بها جهات مسؤولة في مجال النظافة والمراقبة، إلا أن هذه التدخلات تُوصف من قبل المتابعين بـ”المحدودة وغير المستدامة”، خاصة في ظل استمرار ممارسات عشوائية من قبل بعض الزوار والبائعين الجائلين الذين لا يترددون في رمي النفايات مباشرة في البحر أو على الأرصفة، في غياب شبه تام لأي حملات توعوية أو مراقبة ميدانية منتظمة.

وفي تصريحات متطابقة لمهنيين تحدثوا إلى موقع “الجهة24″، تم التأكيد على أن الحالة الحالية “تجاوزت حدود الإهمال”، وتعكس “فشلًا واضحًا في تطبيق القوانين البيئية”، إلى جانب قصور كبير في العمل التوعوي المفترض أن يساهم في تغيير سلوكيات مستخدمي الميناء.

من جهتهم، حذر نشطاء بيئيون من الانعكاسات الخطيرة لهذا التلوث، مؤكدين أن الممارسات السلبية المتكررة تشكل تهديدًا حقيقيًا للثروة السمكية والنظام البيئي البحري. حيث تُسهم النفايات في تلويث مباشر لمياه الحوض، مما قد يؤدي إلى تراجع مردودية قطاع الصيد البحري، ويُنذر بأضرار بيئية طويلة الأمد.

وفي ظل هذه الوضعية المتدهورة، يُطالب مهنيون وفاعلون مدنيون بـتفعيل آليات صارمة للمراقبة، خصوصًا في النقط السوداء داخل الميناء، مع توفير حاويات أزبال ونظام لفرز النفايات في أماكن استراتيجية. كما دعوا إلى إطلاق حملات تحسيسية منتظمة تستهدف جميع فئات مستعملي الميناء، وفرض عقوبات زجرية على كل من يثبت تورطه في تلويث الفضاء العام أو الإضرار بالبيئة البحرية.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا