الجهة 24 – آسفيفي الوقت الذي كشفَ فيه المدير الإقليمي للتعليم بآسفي، العلامي القريشي ضمن تصريح لموقع “الجهة 24” أن المديرية الإقليمية للتعليم بآسفي لم تُكرم المدير الإقليمي السابق محمد الحطاب الذي جرى عزله من منصبه بناءًا عن تقرير “أسود” من المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، فإن “مسامر الميدا” داخل المديرية الإقليمية للتعليم بآسفي عملت على توريط هذا الرجل وإقحامه في تكريم شخصية جرى عزلها بقرار وزاري، وبعد حضور المدير الإقليمي الحالي للحفل الذي نظمته جمعية مدراء المؤسسات التعليمية، وجمعية لوبي المدراس الخصوصية أمس الثلاثاء، جرى تسويقه كتكريم رسمي للمدير الإقليمي السابق المعزول، من خلال استعمال الصفحة الرسمية للمديرية الإقليمية على الفيسبوك، التي لم تكتفي بنقل الحدث بصيغة إخبارية، بل سطرت عبارات الثناء والتمجيد بإسم المديرية لرجل جرى إعفاءه وعزله من منصبه نتيجة اخطاء وفساد إداري، وهو ما يتنازع مع الموقف الرسمي للوزارة، وكأن مديرية التعليم بآسفي، تحولت إلى “وزارة أخرى” تقود انقلاب ضد الوزارة الأم.ولفهم “هذا الاحتيال” و”الممارسة الإدارية المعيبة” تُشير المعطيات الرئيسية التي يتوفر عليها موقع “الجهة24ّ” أن رئيس مصلحة الشؤون القانونية والتواصل والشراكة داخل المديرية، منير الشرقي، والذي يملك بالمناسبة مدرسة خصوصية، والمحسوب سياسيًا عن حزب الاتحاد الاشتراكي، فهو من يُسيطر على الصفحة الرسمية للمديرية الإقليمية للتعليم بآسفي، وسبقَ وورطها في فضيحة تدنيس العلم الوطني، إذ نشر على صفحتها صور تُظهر العلم الوطني كغطاء طاولة، ومعروف أن المدير الإقليمي السابق، محمد الحطاب يُعد أبرز مقربيه واصدقاءه.وفي سياق أخر، هذه الواقعة تفتح الباب مجددًا أمام إشكالية الولاءات الشخصية وتضارب المعايير داخل قطاع التعليم بأسفي، حيث برزت مفارقة لافتة في سلوك المدير الإقليمي السابق محمد الحطاب المعزول، الذي سبق أن رفض نفسه الانخراط في تكريم مدير إقليمي سابق تمت إقالته محمد زمهار، لكنه عاد اليوم ليكون المستفيد الأول من حفل تكريم مثير للجدل، حضره خلفُه في المنصب، محمد العلامي القريشي، في خطوة تطرح أكثر من علامة استفهام حول المعايير التي تحكم مثل هذه المبادرات الرمزية، خاصة حين تكون لها دلالات إدارية وسياسية ضمنية.واقعة يونيو 2022: حين حمى الحطاب نفسه تعود الوقائع إلى يوم 12 يونيو 2022، حين نظمت جمعية تربوية معروفة بمدينة أسفي حفلًا بهيجًا لتكريم عدد من نساء ورجال التعليم المحالين على التقاعد، بحضور وازن لعامل إقليم أسفي حينها، الحسين شاينان، إلى جانب عدد من رؤساء المصالح الخارجية، في مشهد يعكس أهمية المناسبة ورمزيتها، وهو عكس ما حدث في الحفل الحالي الذي نظمه لوبي قطاع التعليم الخصوصي. وضمن لائحة المكرّمين، كان الاسم البارز هو محمد زمهار، المدير الإقليمي الأسبق لوزارة التربية الوطنية بآسفي، والذي حظي بدعوة رسمية للحضور بصفته متقاعدًا مكرّمًا. غير أن المدير الإقليمي حينها، محمد الحطاب، اختار – وبشكل أحادي – إسقاط اسم زمهار من بين الشخصيات التي كان من المفترض أن يقدم لها عامل الإقليم درع التكريم، مخافة أن يُفهم ذلك على أنه اعتراف أو إعادة اعتبار لمدير سبق أن تم إعفاؤه من طرف الوزارة.قرار الحطاب هذا خلف استياءً عارمًا في صفوف الأسرة التربوية، خاصة أن الجميع يدرك أن زمهار كان صاحب الفضل المباشر في صعود الحطاب السريع داخل السلم الإداري، إذ انتقل في فترة وجيزة من أستاذ منسي في إحدى فرعيات العالم القروي إلى مدير إقليمي، دون أن تستند تلك الترقية إلى معايير واضحة للكفاءة، بقدر ما استندت إلى شبكة من العلاقات والدعم الداخلي.2025: الحطاب في موقع المكرَّم… والعلامي القريشي في موقع المتورِّطاللافت في هذا السياق، أن الحطاب الذي تحصّن في 2022 وراء “منطق احترام قرارات الإعفاء”، هو نفسه الذي قبل في يونيو 2025 أن يُكرَّم في حفل حضره المدير الإقليمي الحالي محمد العلامي القريشي، رغم أن الحطاب لا يزال موضع مساءلة داخل الوزارة، بعد أن تم إعفاؤه بناءً على تقرير المفتشية العامة للوزارة، وتأكيد وزير التعليم في البرلمان أن حالته “فريدة من نوعها” من حيث حجم الاختلالات التي رُصدت في تدبيره.تكريم الحطاب جرى هذه المرة بتنظيم من جمعية التعليم الخصوصي وجمعية مديري المؤسسات التعليمية العمومية، في حضور رسمي للمدير الحالي القريشي، الذي لم يُعلّق على مشاركة اسم الحطاب رغم صدور قرار الإعفاء في حقه، ما دفع بعدد من المتابعين إلى اعتبار هذا الحضور تواطؤًا ضمنيًا مع أجندة محسوبة على الحطاب نفسه، الذي لا يزال يحظى بدعم من بعض رؤساء المصالح داخل المديرية.ازدواجية في المعايير أم رسائل مشفّرة؟هذا التضارب الصارخ في مواقف الحطاب نفسه – بين رفضه سابقًا تكريم زمهار المعفى، وقبوله اليوم تكريمًا لنفسه في وضع مشابه – يكشف عن ازدواجية صارخة في المعايير، ما يعزز الرواية المتداولة بشأن تحكم الولاءات الشخصية والعلاقات غير الرسمية في توجيه بعض القرارات داخل القطاع.كما أن تورط المدير الحالي محمد العلامي القريشي في هذه المبادرة – سواء عن قناعة أو تحت تأثير بعض الوجوه النافذة داخل المديرية – يطرح تساؤلات مشروعة حول حدود استقلالية قراراته، وقدرته على التماهي مع توجهات الوزارة، لا مع توازنات محلية ذات خلفيات مشبوهة.بين حادثتين تفصل بينهما ثلاث سنوات فقط، تتجلى مفارقة صارخة تعكس تأثير منطق “الانتقائية” في التعامل مع قرارات الإعفاء والمحاسبة داخل بعض المديريات. وإذا كانت الوزارة قد اختارت الوضوح في موقفها من محمد الحطاب، فإن الرأي العام المحلي يترقب اليوم موقفًا مماثلًا من المدير الإقليمي الحالي، لإثبات استقلاليته المهنية، وفك الارتباط بما بات يُوصف بـ”النفوذ الظلّي” لبعض المسؤولين السابقين، الذي لا يزال حاضرًا رغم الإعفاءات الرسمية. تصفّح المقالاتتمرد ضد الوزارة في مديرية التعليم بآسفي: الشرقي يورط المدير الإقليمي الجديد في انقلاب ضد برادة من خلال تكريم صديقه المعزول عامل آسفي محمد الفطاح يشرف على رفع اللواء الأزرق بشاطئ الصويرية القديمة الذي تحتضنه مجموعة الفوسفاط