تقرير إخباري- “عبدة للنظافة”..مجموعة “شبح” بدون مقر ولا إدارة تصرف الملايير في “الهواء”
جهة24-آسفي
يقود رئيس، من حزب الاستقلال، مجموعة أسمها عبدة للنظافة والتي كُلفت بتدبير ملف قطاع النظافة في خمسة جماعات قروية، وكأنه يُصارع طواحين الهواء، بينما تبدو مجموعته المنتخب بها، عبارة عن شبح، إذ لا تتوفر على إدارة ولا مقر لها، تارة تستلف مكتب بعمالة آسفي، وتارة تستلف مكتب بمقر البلدية، بينما أخر دورة لها عقدتها في مقر قديم لجماعة آسفي يقع جنوب المدينة.
“عبدة للنظافة” هي المجموعة التي دوخت قضاة المجلس الأعلى للحسابات، حينما هموا بافتحاصها عام 2019، ووجدوا صعوبات بالغة في تجميع أوراقها الإدارية بسبب عدم توفر على إدارة ولا موظفين، بينما يتردد على لسان سكان آسفي وجمعة اسحم، إن إدارة المجموعة توجد في “كوفر سيارة 4×4” يقودها الرئيس عبد الرحيم بنحميدة، اما موظفوها المياوميون، فتلك قصة شبيحة برواية “دونكيشوطية” حيث يتقاضى بعضهم أجورا خفية، توجد في الأوراق فقط.
مندوب بمجموعة عبدة للنظافة: بنحميدة خصصَ 80 مليون لآليات لا اثر لها وشاحنات “خردة” تجوب الشوارع
وفي الوقت الذي سارع رئيس مجموعة عبدة للنظافة عبد الرحيم بنحميدة عن حزب الإستقلال المكلفة بتجميع الأزبال بخمس جماعات قروية ضواحي آسفي، إلى دفع عددًا من مقربيه لصرف النظر عن كمية الاموال المخصصة للسفريات داخل وخارج المغرب والتي بلغت 20 مليون سنتيم، بداعي إنها “لم تُصرف بعد” دون نشره بلاغا توضيحيا أو تعليل لذلك، خرج مندوب عن جماعة مساهمة في المجموعة ذاتها، لكشفَ تفاصيل جديدة حول تخصيص ميزانيات ضخمة لا اثر لها في الواقع.
وقال عبد اللطيف موريد، بصفته مندوبا عن المجلس الجماعي لجمعة السحيم بمجلس جماعة عبدة للنظافة، إن تخصيص عبد الرحيم بنحميدة رئيس المجموعة لـ20 مليون سنتيم لقطع غيار الآليات والعجلات المطاطية، يُثير استغرابا كبيرا، وقال أيضًا: “أتحداك توريني أين هم هذه الآليات؟ المجموعة تتوفر على آلية “دانبيرا” يتم نقل منها قطع الغيار لأخرى”.
وأضاف المندوب ذاته في تدوينة نشرها على صفحته بالفيسبوك، أن تخصيص 60 مليون سنتيم للغازوال والزيت يطرح أكثر من تساؤل في الوقت الذي الذي تجوب فيه آليات معدودة منطقة جمعة اسحيم، مبلغ لا يتعدى 50 درهمًا، بينما شاحنة أزبال عبارة عن خردة تجوب شوارع الجماعة، وتعاني عيوب تقنية، وتتقاطر منها كميات الأزبال.
وبخصوص تخصيص مبلغ 37 مليون سنتيم لمواد”ّالبلاستيك” قال موريد: “لو تعرف كون دار ليها تضحك على راسك..”.
وأشار المندوب ذاته إلى أن الأرض التي تسكب فيها النفايات تعود ملكيتها للمجلس القروي، وكذلك “البارك” الواقع بتراب نفوذ جماعة جمعة اسحيم.
وخصصَ عبد الرحيم بنحميدة، عن حزب الاستقلال ورئيس مجموعة عبد للنظافة التي تُعنى بتدبير وجمع النفايات في خمس جماعات قروية بإقليم آسفي، برسم سنة 2021 ما مجموعه 32 مليون سنتيم للسفر خارج المملكة وداخلها رفقة أعضاء مجموعته وأزيد من 110 مليون سنتيم فقط للسيارات والوقود وإصلاحها.
ويتوفر بنحميدة الذي انتخب وحيدا لهذه المجموعة على أربعة نواب له، ويتعلق الأمر بـ: “بالياس لبداوي ونور الدين سبيسي وعبد الحق التريعي وعبد الرحيم أمزال، وكاتب المجلس، فيصل الزرهوني، ونائب كاتب المجلس وحسن عدنان.
وتُعد مجموعة عبدة للنظافة، مجموعة احدث بقرار من وزارة الداخلية بعد اقتراحها من طرف خمس جماعات ترابية المساهمة فيها وهي: جماعة آسفي، والسبت جزولة، وجمعة اسحيم، وثلاثاء بوكدرة، والبدوزة.
اتهامات تُلاحق بنحميدة إلى القضاء
ووجهت اتهامات لرئيس مجموعة عبدة للنظافة من قبل النائب الأول لمجلس جمعة اسحيم، بخصوص تبديد أموال عمومية وضعت تحت يده لشراء حاويات أزبال بلغت قيمتها 140 مليون سنتيم وتعثر مشروع تهيئة المطرح القديم.
وجاءَ في نص الشكاية التي حصلت “جهة24” على نسخة منها، أن النائب الأول للمجلس وقفَ على اختلالات مالية تتعلق بتخصيص 140 مليون سنتيم خصصت لشراء حاويات أزبال إلا أنها بقيت نفس الحاويات القديمة دون تغيرها، وكذلك فيما يتعلق بتخصيص 80 مليون سنتيم مخصصة لشراء مواد تعقيم في ظرفية جائحة كوورنا، إذ سلمت الصفقة لأحد قاطني نفس الدائرة الإنتخابية التي ينتمي إليها رئيس المجموعة.
وأوردت نفس الشكاية، أنه تم تخصيص 340 مليون سنتيم لتحويل مطرح النفايات لبلدية جمعة سحيم إلى حديقة عمومية حيث تنص دفاتر على تحملات على نهاية الأشغال به في سنة 2019 غير أنه لم يُنجز من المشروع سوى الحائط والسياج.
خلاصات تقرير مجلس الأعلى للحسابات قد تعصف ببنحميدة
وعلمت “جهة24” من مصادر رفيعة المستوى، أن تقرير مفصل أعده المجلس الأعلى للحسابات عن مجموعة عبدة للنظافة قبل سنتين، ستعرض خلاصاته الدورية، وسيُرفع إلى النيابة العامة في حالة تأكد وجود خروقات تستدعي ذلك.
وفي ديسمبر 2019، أجرى قضاة المجلس الجهوي الأعلى للحسابات بجهة مراكش آسفي، أول عملية افتحاص شامل لمجموعة “جماعات عبدة للنظافة” بآسفي منذ تأسيسها عام 2007.
واستغرق قضاة المجلس أنداك زهاء ثلاثة شهور من الافتحاص، بعدمَا وجدوا صعوبات بالغة في الوصول للوثائق المطلوبة، وأكد مصدر “جهة24” أنّ عدم توفر المجموعة على مقر قار زاد من صعوبة المأمورية وأثار استياء قضاة المجلس الأعلى للحسابات، كما لاحظوا غياب أطر إدارية وموظفين مكلفين بالمهام الإدارية ومدير المصالح، نظرًا لغياب المقر، وفي مقابل ذلك تتوفر المجموعة على سيارات خاصة إحداها “رباعية الدفع” اشتريت مؤخرًا وموارد مالية مهمة.
ووفقًا لمعطيات ذات صلة، فإنّ قضاة جطو ركزوا البحث أيضًا على أهم الصفقات التي تعمل عليها مجموعة “عبدة للنظافة”، أبرزها أشغال إغلاق مطرح النفايات العشوائي بمنطقة “جمعة السحيم”، وصفقة المطرح الجديد لآسفي وإعادة تأهيل أرضية المطرح القديم لتحويلها إلى مساحة خضراء وتجمع سكني غير أن كل من هذا لم يتم.
ومن جهة أخرى، استغربَ قضاة المجلس الأعلى للحسابات، كيفَ برمج رئيس المجموعة السابق صفقة إنجاز مطرح جديد دونَ اعتماد مالي، إذ رفضته آنذاك مصالح وزارة الداخلية، وتحوم شكوك حول أوراق وبعض السندات المبرمة، سواء في عهد رئيسها السابق بين فترة (2007) – (2015) أو الحالي. وانتقل القضاة إلى مقر عمالة آسفي للاستماع لعبد لله كريم، الرئيس السابق للمجموعة.