الجهة 24- آسفي

أطلقت جمعية حوض آسفي مبادرة مدنية جديدة تدعو إلى إدماج مدينة آسفي ضمن شبكة القطار فائق السرعة بالمغرب، في خطوة اعتبرها القائمون عليها “حلقة أساسية” لتحقيق العدالة المجالية وتعزيز الربط الترابي والاقتصادي على الساحل الأطلسي، ملف المقترح قُدم لعامل إقليم آسفي محمد الفطاح نهاية الأسبوع الجاري. المبادرة جاءت باقتراح من الفاعل الاقتصادي والمدني أحمد غيبي، الذي دعا إلى إعادة النظر في مسار مشروع الـTGV المزمع تمديده بين مراكش وأكادير، حتى لا تبقى آسفي “خارج دينامية التنمية الوطنية”. 

المبادرة، التي رفعتها الجمعية في وثيقة مفصلة يتوفر موقع “الجهة24” على نسخة منها ، تستند إلى رؤية تعتبر أن استثناء آسفي من خط القطار فائق السرعة سيعيد إنتاج “مغرب بسرعتين”، في وقت تراهن فيه الدولة على الجهوية المتقدمة والإنصاف المجالي وربط الأقطاب الإنتاجية الكبرى بشبكات نقل حديثة. الوثيقة تشير إلى أن المدينة تضم قرابة مليون نسمة، وتتوفر على نسيج حضري وصناعي في توسع مستمر، بالإضافة إلى موقع استراتيجي يجعلها حلقة وصل بين وسط المملكة وجنوبها الأطلسي. 

وتبرز الجمعية في هذا النداء أن آسفي أصبحت اليوم أحد أهم الأقطاب الصناعية واللوجستية بالمغرب، بفضل احتضانها لمركب “Safi Phosphate Hub” على مساحة 1300 هكتار، ووجود ميناءين دوليين، ومحطة حرارية توفر حوالي 27 في المائة من الطاقة الكهربائية الوطنية، إلى جانب وحدات صناعية كبرى مثل مصنع Nexans ومناطق صناعية جديدة قيد التطوير، إضافة إلى أكبر احتياطي عالمي من الجبس وقطاع تربية الأحياء المائية المتنامي. 

وترى المبادرة أن ربط آسفي بالـTGV لن يكون مجرد مشروع نقل، بل استثمار بنيوي ذي أثر اقتصادي واجتماعي واسع، يمكنه رفع نسبة النمو الجهوي بما بين 2 و3 نقاط، ودعم السياحة الداخلية والدولية وخلق فرص شغل جديدة، وتعزيز جاذبية الاستثمار. كما يعتبر الربط مع الصويرة عبر خط سككي عالي السرعة عاملاً لتخفيف الضغط على الطرق الساحلية وتعزيز مرونة البنية التحتية أمام المخاطر المناخية. 

وتشير الوثيقة إلى أن موقع آسفي يجعلها محوراً للطاقة البحرية والسياحة والاقتصاد الأزرق، بفضل شريط ساحلي يمتد من الوليدية إلى رأس بدوزة، وواجهة بحرية قابلة للتطوير السياحي والبيئي والثقافي. وتشدد المبادرة على أن تحويل الميناء الحالي إلى منصة لاستقبال بواخر الرحلات البحرية المتوسطة الحجم قد يمنح المدينة دوراً لوجستياً وسياحياً مهماً، خاصة مع اقتراب تنظيم كأس العالم 2030. 

وتقترح الجمعية خلق ربط مباشر بين ميناء آسفي وخط الـTGV، مدعوم بتهيئة طريق مزدوجة حديثة نحو مراكش، بما يسمح بتوزيع الحركة السياحية وتخفيف الضغط على المدينة الحمراء ومطاراتها، وتطوير منظومة نقل تجمع بين البحر والسكك والطرق وتخدم الرؤية الوطنية في أفق 2030. 

وتختم الوثيقة بدعوة مفتوحة إلى صناع القرار والمجتمع المدني والفاعلين الاقتصاديين لدعم هذا المسار، معتبرة أن إدماج آسفي في خط القطار فائق السرعة يمثل “اختياراً استراتيجياً” لترسيخ توازن جهوي حقيقي، وجعل الساحل الأطلسي رافعة للتنمية المستدامة والاقتصاد الأزرق، في انسجام مع التوجهات الوطنية الكبرى.