بنكيران يتودد لوزارة الداخلية قبل الانتخابات ويقول إنها تبدي مؤشرات إيجابية قد تمهد لتجاوز أعطاب انتخابات 2021 + فيديو

 بنكيران يتودد لوزارة الداخلية قبل الانتخابات ويقول إنها تبدي مؤشرات إيجابية قد تمهد لتجاوز أعطاب انتخابات 2021 + فيديو

أكد عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، على أهمية التعامل بجدية مع ما وصفه بـ”المؤشرات الإيجابية” التي بدأت تظهر من جانب الدولة، وفي مقدمتها لقاء وزير الداخلية بممثلي الأحزاب السياسية، والتي يرى فيها الحزب فرصة لإصلاح أعطاب التجربة الديمقراطية، بعد ما اعتبره “نكسة ديمقراطية” خلال استحقاقات 2021، وذلك بحسب ما ورد في كلمة مسجلة للأمين العام بثتها قناة “بي جي دي” في الثاني من غشت 2025.

وتوقف بنكيران عند اللقاء الذي نظمته وزارة الداخلية مع ممثلي الأحزاب السياسية، مبرزا أن نائبه في الأمانة العامة شارك فيه، وأن وزير الداخلية تحدث، بحسب ما نقل له، بلغة جدية تبعث على الأمل في تصحيح المسار الديمقراطي. وقال: “اليوم نائب الأمين العام ذهب إلى لقاء مع وزير الداخلية، وتأكد له أن هناك مؤشرات واضحة من كلام الوزير، وأنه تحدث بجدية عن الانتخابات”، مضيفا أن حزب العدالة والتنمية لا يمكنه أن يتجاهل هذه الإشارات أو أن يواجهها بموقف عدائي، بل ينبغي أن ينظر إليها كمقاربة جديدة يمكن الاشتغال في إطارها بما يخدم مصلحة الوطن.

وفي تقييمه لتجربة انتخابات 2021، قال بنكيران إن مخرجات تلك العملية لم تحقق أي عدالة مجالية، ولا أي تقدم سياسي يُذكر، وإنها أظهرت فشلا ذريعا، موضحا: “التجربة التي دُفعت بها بدعوى إقامة العدالة المجالية، والنخب التي فُرضت خلالها، كلها باءت بالفشل. لقد كانت العملية كلها إخفاقا”. ومع ذلك، لم يعف الحزب من المسؤولية، حيث اعتبر أنه يتحمل بدوره جزءا من أسباب الهزيمة، لكنه شدد على أن وسائل متعددة وغير مشروعة استُعملت آنذاك لإقصائه من المشهد السياسي، قائلا: “لم نُمنح حقنا، صحيح أن لنا جزءا من المسؤولية، لكن تم أيضا استخدام كل الوسائل لمنعنا من الحصول عليه”.

ووجه بنكيران انتقادات حادة للطريقة التي أُديرت بها تلك الانتخابات، واصفا النتائج بـ”الكارثية”، ومؤكدا أن الغش لا يمكن أن يُبنى عليه مشروع وطني ناجح، مضيفا: “لا يمكن بناء مؤسسات ناجحة على أساس من التزوير والغش. الدولة هي أكبر مؤسسة، ويجب أن تُبنى على أسس سليمة وصحيحة، وإلا فالانهيار مصيرها، مهما حاولت التجميل”. وشدد على أن الحزب اليوم لا يسعى إلى انتقام أو رد اعتبار، بل إلى استعادة قواعد التنافس النزيه، قائلا: “لسنا هنا لنسترجع ما ضاع منا سنة 2021، بل من أجل تصحيح المسار بما يخدم بلدنا”.

وحث الأمين العام أعضاء حزبه على الانتقال إلى العمل الميداني والتعبئة اليومية، محذرا من التراخي والانتظار، قائلا: “أنتم أمام حوالي أربعمائة يوم، إذا كانت الانتخابات ستُجرى في سبتمبر أو أكتوبر، وهذا يعني أن كل يوم يجب أن يُستثمر في العمل والتواصل والتسجيل في اللوائح الانتخابية”. كما دعا إلى تعبئة المراقبين من الآن وعدم ترك الأمر للحظة الأخيرة، قائلا: “نحن حزب سياسي، ولسنا دولة، لا نملك إمكانياتها ولا أموالها، ولذلك يجب علينا أن نستعد بشكل جيد، وأن نكون قادرين على تغطية كل مكاتب التصويت بمراقبين موثوقين”.

وأشار بنكيران إلى أن الثقة الشعبية لا تُستعاد فقط بتقديم الدعم المادي أو رفع الأجور، بل ببناء الاطمئنان العام إلى أن الدولة تحترم إرادة الناس، قائلا: “المواطنون يريدون أن يشعروا بالاطمئنان، أكثر مما يريدون أن يُمنحوا المال أو الدعم. يريدون أن يعرفوا أن بلدهم يسير على طريق صحيح، وأن أصواتهم تُحتَرم”.

كما شدد على أن حزب العدالة والتنمية سيقبل بأي نتيجة انتخابية إذا توفرت شروط النزاهة، لكنه لن يتردد في التصدي لأي تدخل أو تلاعب، قائلا: “إذا احترمت الدولة قواعد التنافس، فنحن مستعدون للقبول بالنتائج، مهما كان ترتيبنا. أما إذا لم تُحترم، فسنقف ضد الفساد ونفضحه، كما فعلنا دائما”. وأضاف أن ما يهمه اليوم أكثر من الفوز هو أن يستعيد الوطن مصداقيته الديمقراطية، قائلا: “نحن لا نريد أن نربح لأنفسنا، بل نريد أن يُربح الوطن”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا