بروفيل – من بينهم إبن أخنوش الذي أصبحَ “ديدجي”.. نجلة مريم بنصالح فنانة تشكيلة وابن حصاد صحفي وإبن بنجلون عالم وابن أقصبي صانع موسيقى (1)
الجهة24
على غير سيرة أبائهم من رجال المال والأعمال والسياسيين البارزين والمشاهير، كعزيز أخنوش، ومحمد حصاد، ونوال المتوكل، ونجيب أقصبي، والمستشار الملكي أندري أزولاي، وسيرج بيرديغو وعثمان بنجلون وسعيد عويطة، وغيرهم، فإن أبنائهم اختاروا طريق أخرى كالموسيقى والصحافة والفن التشكيلي، ذلك بعيدا عن الأضواء ومكانة والديهم المغيرة تماما، وتسلط “الجهة24” الضوء في هذا الملف، على أبرز أبناء الشخصيات البارزة.
إبن عزيز أخنوش..”سبينز”
وفي هذا الإطار كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية، أن أبناء هؤلاء المشاهير والشخصيات البارزة، مضت في نمط حياة مغاير، وبداية يتعلق الأمر، بإبن رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، ونجله أحمد، الذي لقب نفسه بـ”أحمد سبينز” وتخصص في صناعة الموسيقى وأصبح “ديدجي” ينشط السهرات عبر العالم ويشارك في المهرجانات.
ولد أحمد أخنوش في الدار البيضاء عام 1999، ويحمل اسم جده، رجل أعمال الذي نجح في تأسيس مجموعة أكوا، الرائدة في مجالي الغاز والوقود في المغرب، ولكن اسمه الفني هو أحمد سبينز، وعلى الرغم من أن كل شيء كان قد بدأ بشكل تقليدي بالنسبة لابن واحد من أكبر أثرياء المملكة أكمل أحمد أخنوش دراسته في مدرسة الدار البيضاء الأمريكية، حيث بنى سمعة كشاب “منفتح ومتواضع، لا يتحدث أبدًا عن والده”. ثم حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال (BSBA) بتخصص ريادة الأعمال من جامعة نورث إيسترن في بوسطن.
إلى جانب فإنه يهوى ركوب الأمواج، فإنه دشن مساره المهني بالموسيقى، حيث التقى بغيوم بلانشيه المؤسس المشارك لديب هاوس بيبل، وهي جماعة عاشقي الموسيقى الهاوس. وهو من أصدقائه الأقرب الذي حفزه على نشر قطعته “أفروهاوس أنكور سبوت” (تجاوزت قرابة 18 مليون استماعًا على Spotify).
وفي عام 2021، تم تعيينه رئيسًا لمجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أورتي هولدينغ، هيكل عائلي للمشاركة وإدارة الأوراق المالية، حيث تكونت شقيقتاه سكينة وكنزة في هذه الإدارة (منذ عام 2016).
وأحمد سبينس أحيا مهرجانات الموسيقى الإلكترونية في عدة مناسبات، بما في ذلك مهرجان Burning Man في الولايات المتحدة في عام 2022.
نجل الملياردير بنجلون.. عالم إنتربولوجيا
رغمَ أنه هو الابن الوحيد والوريث الوحيد، للملياردير المغربي عثمان بنجلون، وصاحب علامة “بنك إفريقيا” فإن أحاديث الصالونات الراقية في الدار البيضاء، تقول إنه لا يرغب في تولي مسؤولية أعمال والده، خاصة مع تقدم والده في العمر، أصبحت مسألة خلافته أمرًا هامًا.
وعلى بعد سنوات ضوء من التركيبات المالية، يهتم كمال بنجلون بمجالات مختلفة تمامًا: الأنثروبولوجيا والبيئة ويُعتبر واحدًا من رواد حركة البيئة، في المغرب وحول العالم، حيث عاش لعدة سنوات في أمريكا اللاتينية، بجوار السكان الأصليين وكان مقربًا لدرجة أن الشامان “تاكوما” و”سابايم” جعلاه “باجيه”، أي سيد الشفاء، وهو لقب يمكن أن يكتسبه شخص مقرب لدى سكان الأمازون الهنود.
ومع ذلك، عندما تكون ابن “سي” بنجلون، يكون من الصعب تجنب العالم التجاري تمامًا، إذ يدير كمال عدة شركات في الولايات المتحدة، حيث يمتلك عدة ممتلكات عقارية وشركته الرئيسية، “ستراتيجي ديفينس أوف دي إنفيرونمنت جروب” (SDEG)، المقرة في ديلاوير منذ عام 1992، متخصصة في تحديد مواد البناء البيئية وتسويق النباتات الطبية لصالح المجتمعات الأصلية في أمريكا اللاتينية.
سليم حصاد.. إبن وزير الداخلية صحفي
تقول الدوائر المقربة، أن كل شيء كان يشير إلى أن سليم حصاد إبن وزير الداخلية المغربي السابق، سيتبع نفس المسار الذي اتبعه والده الذي درس في مدرسة بوليتكنيك، إذ أن الشاب بدأ يتبع مسارًا تقليديًا مثل والده بـ: دراسة في السنة التحضيرية للرياضيات العليا – رياضيات خاصة في المدرسة الشهيرة سانت جينيف، الملقبة “جينيت”، في فرساي.
وبعد اجتياز الامتحانات، انضم إلى “سوپلكسوپليك”، إحدى كبار المدارس الهندسية، قبل أن يتوجه إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الماجستير في الهندسة والعلوم في جامعة كولومبيا.
وكان والده، محمد حصاد، وزير الداخلية والتربية الوطنية السابق، قد اتبع نفس المسار الأكاديمي، لكنه قرر في وقت مبكر العودة إلى المغرب والانضمام إلى الوظيفة العامة. أما سليم، فقد فضل الانضمام إلى مؤسسات مالية دولية رائدة، مثل جي بي مورجان في نيويورك، أو مكتب الاستشارات رولاند بيرجير في باريس.
قبل أن يختار أن يعمل كصحافي أعمال على قناة الأخبار الفرنسية المستمرة BFM TV وأخذ إطار إعلامي وصحافي ووراء هذا الستار يكمن أيضًا واحدة من جوانبه الأخرى،فهو شريك رئيسي (منذ عام 2021) في “نيوفاند”، شركة رأسمالية مقرها باريس، والتي تدير محفظة أصول بقيمة 300 مليون يورو.
إبنة “الباطرونا” مولوعة بالفن
إذا كانت مريم بن صلاح، الرئيسة السابقة لشركة مياه أولميس وعضو مجلس إدارة مجموعة هولماركوم ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السابقة، قد استمدت شغفها بالأعمال من والدها، فإن ابنتها، إيناس-نور، كانت بوضوح تأثرت بشغف الفن الذي كان يحمل أجدادها الآباء.
إيناس-نور شقرون، 31 عامًا، هي ابنة رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب السابقة وجمال شقرون، الرئيس الراهن لمجموعة جي دي هولدينج الذي هو نفسه ابن الكاتب والمسرحي عبد الله شقرون وأمينة رشيد، نجمة السينما والتلفزيون المغربي).
وبدلاً من اتخاذ مسار إداري في المجموعة العائلية، التي تمتد أذرعها من البنك إلى العقارات، مرورًا بالتأمين وصولاً إلى الصناعة الزراعية، اختارت الشابة نجلة مريم بنصالح أن تصبح فنانة تشكيلية. وقد كانت دراستها الجامعية (القانون في جامعة أساس، ماستر في التدقيق والتمويل في إنسيك في باريس) وهو ما كان يؤشر أنه توجها نحو دخول عالم الأعمال، انحرفت نحو الفنون الجميلة في فلورنسا وباريس، ثم قضت فترة في إقامة فنية في برلين.
واتخذت هذا الاختيار بدعم كامل من والديها، إلى جانب أختها الكبرى عائدة بنشقرون – بعد حصولها ، على شهادة في المدرسة الحربية الاقتصادية، وقامت بإنشاء أولى دور السينما في الهواء الطلق (كاميو).
إبن مناضل يساري صانع موسيقى
الوجه البارز في حزب الاشتراكي الموحد، والاقتصادي المحلل الذي يتصدر الصحف والمقالات، نجيب أقصبي، لا يُشبه نجله الذي يلقب نفسه بـ”أمين ك” إذ اختار أن يكون دي جيه ومالك مطعم ليلي ضخم، ويبلغ أمين اقصبي 38 عاما من عمره، وهو أب لابنتين.
بدأت علاقته بالموسيقى بعدًا جديدًا، في الموسيقى الإلكترونية، عندما كان يبحث لزملائه في مدرسة ديكارت، في الرباط، على موسيقى يرقصون عليها عندما كان يمزج كدي جي هيب هو، فيما بعد، أصبح أكثر خبرة، شارك في مهرجانات دولية وبنى مجموعات مستوحاة من الموسيقى الكناوية، التقليدية، والتقدمي، أما اليوم، اكتسبت موسيقاه ألوان المغرب واستُلهمت من جميع رحلاته.
في الرباط ، افتتح أمين أقصبي Laô Bar، في الطابق العلوي منGrand Comptoir، مع يان ليشارتييه، وهو شخصية في عالم الطهاة والترفيه في العاصمة، ثم عدة شركات لتنظيم الفعاليات والحجز والاستشارة الفنية، والأهم، أن أمين ك هو أحد مؤسسي جماعة موروكو لوكو للموسيقى الإلكترونية، التي ستطور مهرجانها الخاص وتحقق الرهان في مجالها.
نجلة عويطة التي غنت مع الحمداوية
زينا عويطة، مطربة والدها، أسطورة العدو الريفي المغربي والأفريقي، أما زينة، فهي تُعرف نفسها في وسطها الفني بـ” Xena Aouita” أو ” la guerrière”، شخصية من سلسلة شهيرة بنفس الاسم في التسعينيات. وأصبحت زينا تحث هذا الإسم معروفة، بفضل شعرها المتوهج وإطلالاتها.
تقيم زينة عويطة في هيوستن (تكساس) منذ عدة سنوات، وقد دخلت مجال الموسيقى بجدية وبشكل رئيسي باللغة الإنجليزية، ولكن أيضًا بالدارجة، تكتب وتؤدي قطعًا ملهمة من البوب والآر أند بي وقد أطلقت ألبومًا وإب وعدة أغانٍ فردية، وتتمتع بشعبية نسبية، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي وتتجاوز عدة من مقاطعها المرئية على يوتيوب مليون مشاهدة.
وفي عام 2020، عندما غنت إلى جانب حاجة الحمداوية، نجمة الموسيقى الشعبية المغربية، إعادة للأغنية “حاضية البحر ليرحل” بالإنجليزية وحصلت اغنيتها على اليوتوب (5.4 مليون مشاهدة).
إبن وزير يهودي مغربي سابق يُنتج وثائق حول “حزب الله”
وهنا يتعلق الأمر بوزير السياحة السابق في عهد الحسن الثاني، سيرج بيردوجو، سياسي مغربي يهودي مقيم في مدينة الدار البيضاء، ويشغل اليوم منصب أمين عام مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب، وكان قد عمل مفوضاً بالبنك الوطني المغربي للتنمية الاقتصادية من سنة 1964 إلى 1968 حيث أصبح مديراً عاماً لشركة الأشغال الفلاحية والصناعية والعمومية. وفي سنة 1970 تولى منصب المتصرف الوحيد لشركة الدراسات والتمثيلية والمساهمات الصناعية. ليشغل بعد ذلك، ومنذ سنة 1982، منصب المتصرف المنتدب للشركة الشريفة للأشغال الإفريقية.
أما إبنه، فهو مارك بيردوجو، منتج وثائقي “لواقع أكثر غزارة ودهشة من الخيال” بهذا الشكل يُقدم مارك بيردوجو نفسه، وكان هذا الخمسيني، مراسلاً صحفياً كبيراً في وكالة كابا، وأحد القادة في ماغنيتو بريس، وهي شركة بارزة في عالم الإعلام في فرنسا، حيث يشارك فيها خاصة مع المخرج الشهير لبرنامج “الجميع يتحدثون” تييري أرديسون.
وأنتج بشكل خاص وثائقيات ناجحة تعكس حرية التعبير وروح التنوع، مثل “حزب الله: التحقيق المحظور”؛ “ميلاد السيدة الأولى” (عن كارلا بروني، تم بيعه في عدة دول)؛ “سيلفي، أن تكون في سن 16 عامًا في نابولي”؛ “السيد” (إخراج لوران ديلاهوس، عن الكاتب جان دورميسون)؛ أو “بورنوكراسي”.
نجلة مستشار ملكي في الأمم المتحدة
على غرار باقي البروفيلات، فهي شخصية معروفة انطلاقها من أنها إبنة مستشار ملكي أو في منصبها، ويتعلق الأمر بابنة أندريه أزولاي والكاتبة كاتيا برامي، اللذين هما من أصل سويري، اختارت أودري أزولاي المشاركة في الحياة العامة الفرنسية، بعيدًا عن المغرب، حيث يشغل والدها موقع المستشار لدى الملك محمد السادس، بعد أن شغل نفس المنصب لدى الحسن الثاني.
ولدت في عام 1972 في لا سيل سان كلود (قرب باريس)، نشأت مع شقيقتيها الكبريتين، جوديث وصبرين، في حي بوغرينيل في بيئة متعددة الثقافات.
بعد دراستها في المدرسة العامة، تابعت أودري، الطالبة الجادة، والمشغولة بأدب الأطفال والعلاقات الدولية، دراستها في الجامعة باريس دوفين – بي إس إل، حيث حصلت على ماجستير في علوم الإدارة. تلت ذلك ماجستير في إدارة الأعمال في جامعة لانكستر (المملكة المتحدة)، ثم دبلوم من معهد الدراسات السياسية في باريس ومدرسة الإدارة الوطنية، مصنع الحكوميين الفرنسيين.
بعد أن عملت كمستشارة لفرانسوا هولاند في الإليزيه، ثم وزيرة الثقافة في حكومة مانويل فالس، عملت أودري أزولاي بشكل طبيعي لفرنسا، وهي بلد صديق للمغرب، مع الحرص على الابتعاد عن بلدها الأصلي الذي يشغل والدها فيه منصب المستشار الخاص لمحمد السادس.
لكن منذ انتخابها رئيسة لليونسكو في عام 2017، اكتسبت مسيرتها الدولية، مما يعكس اهتمامها بالجغرافيا السياسية والثقافة والقضايا المتعلقة بالتراث – قليلاً على غرار والدها، الذي أصبح الملاك الحارس والمروج لمدينة الصويرة وثقافتها وتاريخها.
وبإعادتها انتخابها كمديرة عامة لليونسكو في عام 2021، هل ستتجه أودري أزولاي نحو قمم أخرى؟ في غضون عامين من نهاية ولايتها الثانية، تنتشر التكهنات، ويرى البعض أنها قد تخلف بالفعل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس.