بروفيل- إدريس بنهيمة.. رحلة إبن آسفي التي انتهت بغضبة ملكية + أنفوجرافيك

 بروفيل- إدريس بنهيمة.. رحلة إبن آسفي التي انتهت بغضبة ملكية + أنفوجرافيك

الجهة24

يُفضل إدريس بنهيمة، الرجل من أبناء بلدة آسفي، أن يقول بنبرة هادئة: “رحلتُ للتقاعد بشكل طبيعي، لكن يمكن للجميع أن يقول ما يريد ويصدق ما يقوله”. لكن ما حدث في بروفيل بنهيمة، يستحق التوقف عنده كثيرا، الرجل الذي برق نجمه، وحينما قرر الظهور مجددا، بدا ذلك محتشما، وقبلها وفي عز حيويته، انتهى به الحال مغضوب عليه فور وصوله إلى مطار العيون حيث كان الملك يعقد مجلسا وزاريا.

في أبريل 2019، سيظهر رجل الدولة الذي كان ضمن 14 شخصية مؤثرة (بجانب عزيز أخنوش، مصطفى تراب، عبد السلام أحيزون، محمد حصاد…) لتقديم المشورة للملك بشأن الإصلاحات التي يجب تنفيذها لإخراج المملكة من أزمتها الاقتصادية والسكتة القلبية، -سيظهر- إلى جانب قادة في حزب الاستقلال قبيل الانتخابات التشريعية ، ومن ثم يعود مجددا للاختفاء والتفرغ للأنشطة الخاصة والتقاعد كما أنه اقتنى قاربًا شراعيًا بطول 12 مترًا.

يصر الرئيس السابق للخطوط الملكية المغربية (RAM)، أنه لم يكن موضوعاً لأي بيان من القصر يُشير فيه إلى أنه من المغضوب عليهم، كما هو متعارف عليه في حالات “الغضب الملكي”.

تروي مصادر مطلعة أن رحيله – الذي صدم الجميع، بدء عندما ذهب إلى العيون في بداية فبراير 2016، حيث كان من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء برئاسة الملك محمد السادس، أُبلغ دريس بنهيمة أنداك عند هبوط طائرته أنه غير مرحب به.

“ما زلتُ الرئيس التنفيذي للخطوط الملكية المغربية أنداك، وبقيت على  هذا المنصب حتى عقد مجلس الوزراء”، سيعلم بنهيمة لاحقا من خلال بيان صدر في 6 فبراير باسم خلفه: “عبد الحميد عدّو مديرا عاما للخطوط الملكية”.

مسيرة مهنية في خدمة الدولة

اضغط على الصورة لمشاهدة الانفوجرافيك بجودة أعلى

تم تعيينه من قبل الملك في عام 2006 – حيث عرف المغرب أنداك اصلاحات ثورية من قبل الملك – نجح هذا الفني في ترميم أعطاب الشركة الوطنية للطيران، التي اقتربت من حافة الانهيار والإفلاس في تلك المرحلة.

بنهيمة سبق وقال عن الشركة التي كان يرأسها: “الحسابات متوازنة بالتأكيد، ولكن هناك تهديدات أساسية،/ هدفي الاستراتيجي هو بالضبط تحقيق تطوير دائم ومستقر. ونحن بعيدين جدًا عن ذلك…”.

هذا كان ختام مسيرة كبيرة لابن محمد بنهيمة، الوالي تحت حكم محمد الخامس وعدة مرات وزيرًا تحت الحسن الثاني – كان أيضًا رئيس الوزراء من عام 1967 إلى عام 1969. أما إبنه إدريس بنهيمة وُلد في عام 1954 في سويلي، ميوز في فرنسا، بدأ دريس بنهيمة مسيرته في عام 1978 في شركة الفوسفاط العملاقة OCP، قبل أن ينضم إلى فرع لشركة Air Liquide كمدير تنفيذي.

في عام 1994، تم تعيين الفني الشاب كمدير عام للمكتب الوطني للكهرباء (ONE)، ثم تحت حكومة فيلالي الثانية، تم تعيينه وزيرًا للنقل والملاحة البحرية والسياحة والطاقة والمعادن في عام 1997. في هذه السنوات الأخيرة من حكم الحسن الثاني، كان دريس بنهيمة جزءًا من مجموعة الـ G14 المتخصصة والمكونة من 14 شخصية مؤثرة (بجانب عزيز أخنوش، مصطفى تراب، عبد السلام أحيزون، محمد حساد…) لتقديم المشورة للملك بشأن الإصلاحات التي يجب تنفيذها لإخراج المملكة من أزمتها الاقتصادية.

تحت حكم محمد السادس، استمر في التنقل في الوظيفة العامة العليا كوالي لمنطقة الدار البيضاء الكبرى (2001)، أو في قيادة إدارة وكالة تعزيز وتطوير أقاليم  الشمال (عام 2004) قبل أن يكلف بقيادة الخطوط الملكية المغربية في عام 2006.

متقاعد بامتياز

على الرغم من أنه لم يعد يعمل في الإدارة العليا منذ عام 2016، إلا أن بنهيمة منشغلا بين العمل والأنشطة الفكرية والرياضة، لديه حياة نشطة بشكل جيد، يقول في هذا الصدد: “لدي أنشطة كسائر المتقاعدين، وبموازاة مع ذلك أنا أقدم خدمات استشارية”.

بنهيمة كان أولًا مستشارًا كبيرًا في وكالة إي إس إل للشؤون العامة في المغرب، وهي شركة تابعة لشركة اللوبي الفرنسية إي إس إل، ثم مديرًا لـ “كامبري أدفوكاسي ماروك” (فرع لشركة “كامبري أسوشيتس”)، مستمرًا في تقديم خدمات استشارية وتولي مهام المدير المستقل داخل شركة نيكسان ماروك والمصرف العام المغربي (SGMB).

انضم الآن إلى تحالف الاقتصاديين الاستقلاليين – تابع لحزب الإستقلال-، وهي مجموعة تفكير تأسست من قبل حزب نزار بركة – هل هو طموح سياسي؟ قال عن ذلك بنهيمة: “المشاركة في مناقشات مجموعة تفكير تنتمي إلى حزب قيمه متطابقة مع قيمي”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا