الجهة 24- آسفيأصدرت محكمة النقض بالرباط خلال الشهر الجاري حكمًا نهائيًا حائزًا لقوة الشيء المقضي به، يقضي بتأييد الحكمين الابتدائي والاستئنافي الصادرين في حق المستشار الجماعي عبد الهادي بركة، النائب الثاني لرئيس جماعة آيير بإقليم آسفي والمنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما يعني عزله بصفة نهائية من المجلس الجماعي.ويقضي الحكم بـ ستة أشهر حبسًا موقوف التنفيذ، وغرامة مالية قدرها 500 درهم، مع أداء تعويض مدني قيمته 30 ألف درهم لفائدة المطالب بالحق المدني، الرئيس السابق للجماعة أمبارك الفارسي، إضافة إلى نشر منطوق الحكم في إحدى الجرائد الوطنية.أصل القضية وتعود تفاصيل القضية إلى واقعة شكاية كان قد تقدم بها المستشار عبد الهادي بركة ضد الرئيس السابق أمبارك الفارسي، اتهمه فيها بـ”محاولة تبديد أموال عمومية” في صفقة تتعلق بأشغال تهيئة أحد الشوارع بالجماعة، كانت تشرف عليها شركة مملوكة للبرلماني الاستقلالي هشام سعنان. غير أن الصفقة المعنية تم إلغاؤها من طرف الرئيس السابق بسبب ما وصفه بـ”شروط تقنية وإدارية وقانونية غير مستوفاة”، وهو ما لم يمنع المستشار المذكور من تقديم شكاية لدى الوكيل العام بمحكمة جرائم الأموال بمراكش يتهم فيها الرئيس السابق بـ”نية تبديد المال العام”.لكن محكمة جرائم الأموال برّأت لاحقًا كلاً من الرئيس السابق أمبارك الفارسي والمقاول البرلماني هشام سعنان، معتبرة أن عناصر الجريمة غير متوفرة وأن الصفقة لم تُنفَّذ أصلًا.عقب ذلك، بادر الرئيس السابق إلى رفع شكاية مضادة ضد المستشار عبد الهادي بركة بتهمة الوشاية الكاذبة، وهي القضية التي انتهت بإدانة هذا الأخير ابتدائيًا واستئنافيًا، قبل أن تؤيد محكمة النقض الحكم بشكل نهائي خلال هذا الشهر.ويُنتظر، وفقًا لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات الترابية، أن يتم عزل المستشار المدان من منصبه كنائب ثانٍ للرئيس بقرار من المحكمة الإدارية، بعد التوصل بالحكم النهائي، ما يعني فعليًا نهاية ولايته الانتخابية داخل المجلس الجماعي لآيير.وجدير بالذكر أن عامل إقليم آسفي كان قد استفسر المستشار المذكور في وقت سابق، بعد إقدامه على منح ترخيص لأحد المواطنين سبق أن ثبت في حقه مخالفة في البناء، وهو ما اعتُبر تجاوزًا لمقتضيات التفويض الممنوح له في مجال التعمير.وعلى إثر ذلك، أقدم الرئيس الحالي لجماعة آيير على سحب تفويض قطاع التعمير من نائبه الثاني، في خطوة وُصفت حينها بأنها إجراء تأديبي داخلي لتصحيح الاختلالات في تدبير هذا القطاع الحساس تصفّح المقالاتأوريد: السياسة في المغرب “تشوهت” والاحتجاجات الشبابية “رجة” من شأنها إعادة القطار إلى السكة