“الموت لمحمد والعرب” و”لا أطفال في غزة”.. احتفالات مجنونة بالقدس و”هآرتس”: إسرائيل فقدت عقلها

 “الموت لمحمد والعرب” و”لا أطفال في غزة”.. احتفالات مجنونة بالقدس و”هآرتس”: إسرائيل فقدت عقلها

تحوّلت “مسيرة الأعلام” التي نظمها آلاف المستوطنين الإسرائيليين في القدس الشرقية إلى استعراض جماعي للكراهية والعنصرية، حيث صدحت حناجر المشاركين بشعارات متطرفة تمجد القتل والإبادة، من قبيل “الموت للعرب” و”محمد مات”، فيما ردد آخرون أغنية جديدة تقول: “لا توجد مدارس في غزة، لم يتبقَ أطفال هناك”، في مشهد وصفته صحيفة هآرتس العبرية بأنه “احتفال علني بالإبادة الجماعية”.

وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها الصادرة صباح اليوم الأربعاء، إن ما شهدته المسيرة هذا العام يعكس مدى التدهور الأخلاقي العميق والتطبيع العلني مع خطاب الكراهية، مضيفة أن “إسرائيل لم تعد دولة عاقلة، بل تبدو وكأنها فقدت عقلها بالكامل”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الشعارات لم تُطلق في الزوايا أو خلف الكواليس، بل في قلب شوارع القدس، وسط الرقص والطبول ورفع الأعلام، وبرعاية رسمية من شخصيات حكومية، على رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي وصفته الصحيفة بـ”بطل المسيرة وممثل سياسة الموت العنصرية”.

كما رُفعت خلال المسيرة لافتات تحريضية، من بينها لافتة ضخمة لمنظمة “إم ترتسو” اليمينية المتطرفة كتب عليها: “من دون النكبة لا يوجد نصر”، بينما ارتدى العديد من المشاركين قمصانًا تحمل نفس الشعار، في دعوة صريحة لإعادة إنتاج نكبة 1948 كهدف سياسي، لا مجرد ذكرى تاريخية.

وأضافت هآرتس أن الحكومة الإسرائيلية تموّل هذه الفعاليات بشكل مباشر من ميزانيات رسمية، معتبرة أن ما يحدث يعكس تخلي الدولة عن أي شعور بالمسؤولية أو الندم إزاء الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة، حيث تشير التقديرات الدولية إلى مقتل أكثر من 18 ألف طفل منذ بدء الحرب في أكتوبر الماضي.

وفي هذا السياق، استشهدت الصحيفة بتصريح للسياسي المعارض يائير غولان قال فيه: “الدولة العاقلة لا تقتل الأطفال كهواية”، مشيرة إلى أن الهجوم الحاد الذي تعرض له يعكس حجم التوتر الأخلاقي المكشوف داخل المجتمع الإسرائيلي.

وتُنظم “مسيرة الأعلام” سنويا بمناسبة ما يسمى “يوم توحيد القدس”، الذي يوافق ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة عام 1967، وتشهد مشاركة مكثفة من جماعات المستوطنين المتطرفين. وتخترق المسيرة أزقة البلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق، وسط إغلاق شامل للشوارع ومنع الفلسطينيين من الحركة، في مشهد يتكرر كل عام لكنه هذا العام اتخذ طابعًا أكثر عنصرية وتطرفًا.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا