المغرب يحتفل بشجرة الأرگان.. جهود تسوقها الدولة والأمم المتحدة للحفاظ على هذه الشجرة يجتثاها مكتب الفوسفاط ضواحي آسفي

 المغرب يحتفل بشجرة الأرگان.. جهود تسوقها الدولة والأمم المتحدة للحفاظ على هذه الشجرة يجتثاها مكتب الفوسفاط ضواحي آسفي

الجهة24- آسفي

في الوقت الذي يحتفل فيه المغرب والأمم المتحدة، أمس 10 ماي الجاري بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، تحت شعار “التنمية السوسيو اقتصادية واستدامة المجال الحيوي للأركان” تكون هذه الشجرة التاريخية مع موعد لإعدام الآلاف منها دفعة واحدة في أراضِ شاسعة ضواحي آسفي.

ويأتي إعدام هذه الشجرة العريقة بسبب سياسة نزع الملكية للأراضي الفلاحية لفائدة المكتب الشريف للفوسفاط الذي يستولي على حصة الأسد من الأراضي جنوب آسفي الممتدة على الساحل، وقد خطط المكتب الشريف للفوسفاط وخصص ملايين الدراهم لآلته الإعلامية والتسويقية في مجال “الإيكولوجية” دونَ أن ينتبه إلى مساهمة الكبرى في إعدام هذه الشجرة واختفاءها من الوجود بعد شراءه لهذه الأراضي وبناء عليها مصانع كيماوية.

وبحسب المعطيات المتوفرة لموقع “الجهة24” فقد أدت عملية نزع ملكية الالاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية التي كانت تحتوي شجرة الأركان إلى اختفاء هذه الشجرة، إذ أن سياسة المكتب الشريف للفوسفاط إزاء هذه العمليات، لا تنص على نقل هذا النوع من الشجر ووضع استراتيجية للحفاظ عليه، فيما يتفاوض عادة مع الملاكين والفلاحين الصغار عن سومة الأرض إذ ما كانت تضم زراعات معينة مقابل تعويضهم فيها باثمنة هزيلة وأنه ما إذ كانت تحتوي شجر الأركان، فإن OCP يشتري الشجرة الصغيرة من الأركان بـ2000 درهمًا والكبرى منهم بحوالي 4000 درهمًا، وفقًا لما يرويه أحد المزارعين الصغار بمنطقة أولاد سلمان ضواحي آسفي.

ونبه مصدر حقوقي إلى ضرورة أن تشمل استراتيجية نزع الملكية لفائدة المكتب الشريف للفوسفاط في المناطق المثمرة وخصوصا تلك التي تضم شجر الأركان، الحفاظ على هذه الشجرة عبر نقلها في ظروف خاص وتخصيص حكامة بيئية لذلك.

ووفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإنَ لشجرة الأرگان أهمية كبرى نظرا لتعدد استخداماتها وبوصفها وسيلة من وسائل الكسب، فضلا عن دورها في زيادة المرونة وتحسين التكيف مع المناخ وتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة – الاقتصادية والاجتماعية والبيئية – على المستوى المحلي.

وتساهم الممارسات المتعلقة بالأرگان وقطاع الإنتاج المستدام للأركان يسهمان في التمكين الاقتصادي والإدماج المالي للمجتمعات المحلية، ولا سيما النساء اللائي يعشن في المناطق القروية. وغيرها من المنظمات الزراعية المدعومة من المجتمعات المحلية والعاملة في مجال الأرگان تقوم بدور أساسي في تعزيز فرص العمل المحلية ويمكن أن تؤدي دورا هاما في الإسهام في تحقيق الأمن الغذائي وفي القضاء على الفقر.

وذكر بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، اليوم الأحد الماضي، أنه منذ الإعلان الأممي عن 10 ماي يوما عالميا لشجرة الأركان في مارس 2021، يتم الاحتفال بهذا الحدث الدولي كل سنة، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بمناسبة لتسليط الضوء على مجهودات المملكة المغربية في المحافظة على هذه الشجرة المتوطنة وتثمين مجالها كمحمية للمحيط الحيوي وتصنيفها كتراث لامادي للإنسانية، واعتبارها مصدرا للتنمية المستدامة ورمزا للتأقلم مع التغيرات المناخية.

كما يهدف هذا الاحتفال العالمي، يضيف المصدر ذاته، إلى إبراز الدور المتميز الذي يضطلع به المجال الحيوي للأركان في تعزيز تأقلم الساكنة المحلية، ومدى مساهمته في تحقيق الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وذلك من خلال إسهامه في الأمن الغذائي (الهدف الأممي رقم 2)، وقدرته على التكيف مع التغيرات المناخية (الهدف الأممي رقم 13)، وكذا الجهود المبذولة لتوفير الظروف اللازمة للعيش في ظل ما يعرفه هذا المجال من شح الموارد المائية (الهدف الأممي رقم 6).

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا