الصويرية القديمة.. قرية الأشباح المنسية تغرق في الأزبال والإهمال مع اقتراب فصل الصيف

الجهة24- الصويرية القديمة

تتحول الصويرية القديمة، القرية الساحلية الواقعة جنوب مدينة آسفي، تدريجيا إلى قرية أشباح مهجورة، بعدما عجزت السلطات والمنتخبون عن استثمار موقعها الجغرافي المتميز ومناخها البحري الفريد لتعزيز جاذبيتها السياحية، ما تركها عرضة للإهمال وتراكم المشاكل البيئية والبنية التحتية المتدهورة كما أنها غرقت في الأزبال بشكل غير مسبوق.

أكوام الأزبال تلتهم الصويرية

رغم أن قطاع النظافة بالمنطقة يقع تحت مسؤولية مجموعة جماعات عبدة للنظافة، إلا أن أكوام الأزبال باتت تنتشر في كل ركن وزاوية، مشوهة مظهر القرية ومعيقة لنشاطها السياحي. ومع اقتراب فصل الصيف، تتفاقم هذه الأزمة، مما يدفع المصطافين والزوار إلى النفور من الشاطئ، الذي كان يوما مقصدًا للعائلات وهواة السباحة وصيد الأسماك.

ولم تقتصر معاناة السكان على تراكم الأزبال فقط، بل تمتد إلى مشكل انقطاع الماء بشكل متكرر، مما يضاعف من معاناة السكان ويعمق الإحساس بالتهميش، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على المياه خلال موسم الصيف.

كورنيش متصدع وشيخ الجماعات الغائب

أما كورنيش الصويرية القديمة، الذي كان يفترض أن يكون رمزا للجذب السياحي، فقد تعرض لتلف غير مسبوق، حيث انهارت أجزاء منه دون أي تدخل يذكر من طرف المنتخبين أو السلطات المحلية. والغريب أن المنطقة تخضع لنفوذ شيخ رؤساء الجماعات، الذي ترأس جماعة المعاشات لعقود طويلة، والذي يشغل حاليا منصب رئيس الفريق الحركي بمجلس المستشارين. ورغم هذا الموقع السياسي البارز، لم يظهر أي أثر لضغط حقيقي أو مقترحات ملموسة لتحسين وضعية الصويرية، وكأن الإهمال تحول إلى سياسة معتمدة لترك القرية تذبل وتنزوي.

ورغم الإمكانيات الطبيعية للمنطقة، فإنها أصبحت مرتعا لأنشطة مشبوهة، خصوصا فيما يتعلق بسرقة الرمال، ما يثير شكوكا حول وجود إرادة مقصودة لإفراغها من سكانها وتنفير الزوار منها، بهدف الاستفادة من مواردها الطبيعية بشكل غير مشروع.

مطالب بالتحرك الفوري

وأمام هذا الوضع المتردي، يتساءل سكان الصويرية القديمة عن مصير قريتهم وعن دور المنتخبين في وقف نزيف الإهمال واستعادة جاذبية المنطقة، مطالبين بتحرك عاجل يعيد الحياة لشواطئها ويعزز من جاذبيتها السياحية، قبل أن تتحول نهائيا إلى قرية منسية على أطراف الأطلسي.