الرباط- الجهة24

تفجّر جدل جديد داخل أروقة المجلس الوطني للصحافة عقب إعلان النقابة الوطنية لأطر ومستخدمي المجلس، المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، عن ما وصفته بـ”الطرد التعسفي” في حق مستخدمتين تنتميان إلى صفوفها، وهما وئام الحرش وهدى العلمي، وسط تصاعد التوتر بين الإدارة والمكتب النقابي.

النقابة، في بلاغ توصل موقع “الجهة24” بنسخة منه، عبرت عن استنكارها الشديد لما اعتبرته “نهجًا انتقاميًا” يستهدف الأصوات النقابية داخل المؤسسة، خاصة بعد فصل وئام الحرش يوم الجمعة 23 ماي، في ما اعتبرته “خرقًا صريحًا لمقتضيات مدونة الشغل، وتجاهلًا لحق الدفاع والاطلاع على مضمون الاتهامات”، وفق تعبير البيان.

وحسب المعطيات التي أوردتها النقابة، فإن المعنية بالأمر تم استدعاؤها لجلسة استماع بتاريخ 16 ماي الجاري، دون إبلاغ مسبق بطبيعة التهم الموجهة إليها، كما لم يُتح لها الاطلاع على محضر الجلسة أو الحصول على نسخة منه، وهو ما تعتبره النقابة “خرقًا للفصل 62 من مدونة الشغل” الذي يضمن للأجير حقوقًا إجرائية أساسية في مثل هذه الحالات.

وتعود جذور التوتر داخل المجلس إلى واقعة سابقة تتعلق بطرد هدى العلمي، وهي عضوة أخرى في النقابة، حيث سبق أن أصدرت المحكمة المختصة حكمًا لصالحها، أكدت فيه الطابع “غير القانوني” للفصل، وقضت بتعويضها عن الضرر.

وتتهم النقابة رئيس اللجنة المؤقتة لتسيير المجلس بـ”ممارسة أساليب سلطوية تهدف إلى ترهيب المستخدمين والتضييق على العمل النقابي”، محذرة من “استمرار هذا النهج الذي من شأنه أن يعمق مناخ الاحتقان داخل مؤسسة يُفترض أن تكون نموذجًا في احترام الحقوق والحريات”، على حد قولها.

مطالب وتداعيات

المكتب النقابي، في بلاغه، طالب بالإرجاع الفوري وغير المشروط للمطرودتين، وفتح تحقيق إداري مستقل في ما سماه بـ”الخروقات المتكررة” داخل المؤسسة. كما دعا النقابيين والهيئات الحقوقية إلى التعبير عن تضامنهم الميداني مع مستخدمي المجلس.

في المقابل، لم تصدر لحدود الساعة أي توضيحات رسمية من طرف إدارة المجلس الوطني للصحافة بشأن هذه الوقائع أو خلفيات قرارات الطرد، ما يترك المجال مفتوحًا أمام مزيد من التأويلات وردود الأفعال داخل القطاع.

السياق الأوسع

يأتي هذا التطور في وقت تعرف فيه مؤسسات الصحافة بالمغرب نقاشات واسعة حول شروط الاشتغال واحترام حقوق الأطر والمستخدمين، خاصة في ظل الأوضاع المهنية الصعبة التي يعاني منها العديد من العاملين في الحقل الإعلامي