التحولات السياسية في المغرب منذ الاستعمار: الباحث أحمد الحاقي يكشف عن بنية “الاستبداد الهجين” التي صاغها الاستعمار الفرنسي

 التحولات السياسية في المغرب منذ الاستعمار: الباحث أحمد الحاقي يكشف عن بنية “الاستبداد الهجين” التي صاغها الاستعمار الفرنسي

في مؤلف جديد، صدر عن دار النشر “افريقيا الشرق” للمؤلف الباحث أحمد الحاقي، فكك بنية الاستبداد الهجين الذي اضحت عليه السلطة السياسية في المغرب انطلاقا من الاستعمار الفرنسي للمغرب، متتبعا مسار التحولات السياسية  منذ الغزو الأوربي نهاية القرن التاسع عشر.

وجاء في المؤلف أنه يمكن القول إن الاستعمار تمكن من انتزاع هذا المجتمع (يقصد المغربي) من تاريخه وإلحاقه بمتطلبات سيرورة التحديث الأوربي الغربي، ما جعل هذا المجتمع غير قادر على انتزاع الاستعمار من تاريخه. وأهم مظاهر هذا الاقتلاع هو إعادة تشكيل السلطة السياسية المعاصرة في أثناء فترة الاستعمار، وفقًا لطبيعة وعمق التحولات الاجتماعية والسياسية التي تسبب فيها.

ووفقا للمؤلف، ستنتقل السلطة وتصير مستقلة أمام حاجات وصراعات المجتمع، وليست مجرد امتداد لنفوذ الجمهورية الفرنسية، تصير انعكاسًا للمصالح وللصراعات الاجتماعية والسياسية الداخلية التي انفجرت مع استقلال المغرب عام 1956. ومن هذه الزاوية تُرَى السلطة السياسية ببساطة بوصفها ممارسة سياسية، سوى أنها الممارسة الأكثر نوعية في المجتمع، ولا تتحقق إلا تحت إكراه الموازين الداخلية والظروف الدولية. هذا الإكراه، بين الداخل والخارج، تبلورت شروطه الراهنة في لحظة فارقة هي التدخل الاستعماري؛ العنف الحديث الذي غيَّر المسار بأن رجَّ البناء الاجتماعي التقليدي وفككه.

وأورد الحاقي في مؤلفه أنه منذ ذلك صار المجال السياسي مجالا مُرَكِّزًا للصراع الاجتماعي، ومهيمنًا على مجالات المجتمع كافة، بوصفه مجالًا متضخمًا. فحين تدخل الاستعمار في السيادة المغربية، وبنى من أعلى دولة عصرية، قبل تطور المجالات الأخرى، ألحق المجتمع المدني (المجتمع) بالمجتمع السياسي (الدولة). وعليه تبدوا لنا التحولات السياسية والاجتماعية عاجزة عن النفاذ إلى مستويين وتحويلهما: مستوى طبيعة السلطة أي القوى التي تحوزها، ثم مستوى ممارسات السلطة، أي الممارسات الهجينة بين الهيمنة التقليدية والهيمنة الحديثة. وتلك هي السمات العامة للمجتمعات التي خَلَّفَهَا اصطدام الاستبداد الأوربي بالاستبداد السلطاني، طيلة القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، في إطار حركتين تاريخيتين إحداهما كانت صاعدة أمام تراجع الأخرى. ففي حين كانت الأولى تحقق الغزو كانت الثانية تعيش النزع الأخير من وجودها. وهجمة الرأسمالية وتوسعها العالمي عبر الاستعمار، سيدمج المسارين، مخلفًا أنظمة استبداد هجينة يؤطرها غلطًا كثيرون بازدواجية التقليد والتحديث.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا