أسفي – الجهة 24

كشفت معطيات حصل عليها موقع “الجهة 24 ” عن وقوع ما وُصف بـ”جريمة بيئية” داخل إعدادية بئر إنزران الواقعة جنوب مدينة آسفي، بعد اقتلاع عشرات الأشجار المعمّرة وبيعها بشكل غير قانوني لفائدة حمام تقليدي يوجد بحي المطار، مقابل مبالغ مالية محدودة، وذلك أثناء قيام مقاول بعملية ترميم وبناء سور المؤسسة.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن العملية تمت بإشراف مباشر من مقاول مكلف بأشغال داخل المؤسسة، وبـ”تنسيق” مع رئيس مصلحة داخل المديرية الإقليمية للتعليم بآسفي، حيث تم اقتلاع أشجار نادرة من نوع الكاليبتوس والزيتون، يعود تاريخ غرسها إلى مطلع الثمانينات، أي قبل أكثر من أربعة عقود.

وأكدت مصادر موقع “الجهة24” أن هذه العملية لم تمر عبر المساطر القانونية المعمول بها، إذ تم نقل الأشجار المقتلعة وبيعها لجهة خاصة دون ترخيص رسمي، في سلوك يطرح علامات استفهام حول غياب المراقبة والمحاسبة داخل بعض المؤسسات التعليمية التي تعرف أشغال تهيئة أو إصلاح.

وفي رد رسمي، قال المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بآسفي القريشي العلامي في تصريح لـالجهة 24:

“سيتم إيفاد لجنة بحث وتقصي في الموضوع يوم الإثنين، علما أن دفتر التحملات يتضمن اقتلاع الأشجار لبناء السور باحترام المسطرة المعمول بها”.

غير أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أن البيع لم يكن جزءا من أي دفتر تحملات، بل تم خارج الإطار الإداري، ما قد يشكل شبهة تبديد لممتلكات عمومية ومخالفة لقانون حماية البيئة.

وتعيد هذه القضية إلى الواجهة واقعة مشابهة عرفتها مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية بالمدينة، حيث تم بيع ثمار أشجارها لمعصرة خاصة بحي المطار مقابل مبالغ مالية هزيلة، دون أن يُعرف ما إذا كانت العملية تمت وفق المساطر القانونية أم لا.

وتطالب فعاليات محلية وهيئات مهتمة بالبيئة بفتح تحقيق معمق في هذه الصفقات غير المعلنة التي تمسّ الذاكرة البيئية للمؤسسات التعليمية، وتسيء إلى صورة المدرسة العمومية كمرفق يُفترض أن يكرّس قيم التربية على المواطنة واحترام الطبيعة.