افتتاحية – من يستهدف أولمبيك آسفي؟

 افتتاحية – من يستهدف أولمبيك آسفي؟

الجهة24- هيئة التحرير

الحملة الواسعة التي يجب إطلاقها هذه الآونة، هي حملة أنقذوا آولمبيك آسفي. يجب أن تتجاوز هذه الحملة أسوار آسفي وتستقطب كل الغيورين عن هذه المدينة وفريقها العريق الذي تمتد جذوره إلى العشرينيات من القرن الماضي.

لقد تعرضَ النادي لعملية اختطاف في واضح النهار وأمام مسامع وأنظار الجميع، ليجري احتجازه رهينة من طرف أيادي غير مسؤولة، تدعي جهرا أنه يهمها مصلحة الفريق، بينما هي أيادي خبيثة، أغرقته في الديون ومنحت له بضع النقاط في سبورة الترتيب، وظنت أنه بهذا يحق لها احتجازه واغتصاب تاريخه وجره إلى اصطدامات ومشاكل صعدت إلى الواجهة في سابقة من نوعها.

إن الاستهداف الحقيقي لنادي آولمبيك آسفي، هو ما يتعرض له الآن، عبر اختزال أزيد من قرن من العراقة الكروية في حملات صبيانية، جرى تسخير فيها مكونات النادي للدفاع عن شخص أخفق سياسيا. لقد جمع آولمبيك آسفي حتى الآن، 30  نقطة في سبورة الترتيب، مقابل أن يتم احتجازه رهينة واختلاق كلمتي “المؤامرة” و”التشويش” للهروب إلى الأمام بفريق باتَ مثقل بالديون وبمصير بات اليوم يكنفه الغموض والمجهول.

كل ما يقوم به رئيس النادي اليوم، المتورط في فضيحة تذاكر المونديال، والمهدد بالعزل من البرلمان، والمتورط في قضية “شراء الأصوات الانتخابية” هو الجدف نحو إغراق النادي بالديون الشخصية لصالحه وهي عملية شبيهة أيضًا باستخدام الفريق لشرعنة رأس مال معين، ومن ثم فرض سيطرته.

لقد كانت ديون نادي آسفي لا تتجاوز 700 مليون سنتيم اتجاه الممولين واللاعبين والمستخدمين قبل مجيء محمد الحيداوي، وبعد مجيئه، صرحَ الناطق الرسمي بإسم الفريق أن الحيداوي يُدين للفريق بـ800 مليون سنتيم لوحده، دونَ الحديث عن باقي الديون الجارية للفريق، وتشير مصادر متطابقة، أن الحيداوي يعتبر نفسه الآن، يُدين للفريق بزهاء مليارين ونصف مليون سنتيم لوحده.

إن الذين يتفاخرون بالحيداوي باعتباره المنقذ ومخلص الفريق من أزماته المالية، عليهم سؤاله مباشرة حتى نفتخر معهم جميعنا ونطبل معهم، “هل أموال الحيداوي هي تبرعات للفريق أم سلف؟”.

وعلى هؤلاء أيضًا إحصاء حجم الأخبار والشائعات والمعطيات المثارة حول الفريق منذ قدوم الحيداوي وما مدى تأثيرها على سمعة النادي، حيث لم يكن في أقرب الأوقات مع رؤساء أكثر اشتباها في الفساد، أن نسمع أن السمسار الفلاني وعده الرئيس بكذا في قضية لاعب فلان للتوسط أو أن الرئيس استقطب الصحافي الفلان وعرضه لعشاء فاخر وحجز له غرفة في فندق مصنف لكنه انقلب ضده لأنه “نكار الخير”.

لقد صنع الحيداوي وأتباعه، هالة جديدة وعرف يقول إن إنتقاذ الحيداوي يعني التشويش على الفريق والمدينة، لقد حولوا الحيداوي في رمشة عين، إلى “رمز يمثل آسفي وفريقها” دونَ أن يدرون مجددا، حجم الاستخفاف بتاريخ الفريق والمدينة معًا.

فحتى هذا الحين، علينا أن نفترض جدلا أنه تمت إدانة الحيداوي في قضية تذاكر المونديال، هل سيخرج منخرطو النادي للتضامن مع الحيداوي مجددا ويقولون إن ذلك تشويش على الفريق ومؤامرة تُحاك ضده؟ أم أنهم سيتمادون في دعم الرئيس ضد إرادة القضاء والقانون؟ لأنه، حتى الآن، الإشارات التي تبعثها بلاغات التضامن وصيغ الحشد على مواقع التواصل الاجتماعي التي جرى توريط النادي فيها، تصور لنا أن الرئيس يتعرض لمؤامرة ما، وكأننا بصدد رواية دونكيشوتية وأنها حملة تبرئة تستبق القضاء قبل أن يقول كلمته الأخيرة.

لقد جمع الحيداوي أشخاص ينتمون سياسيين لأحزاب راكمت فشل ذريع على مستوى التدبير الإقليمي، وهؤلاء جميعًا يمتازون بصفة مشتركة إلا وهي تعويض إخفاقاتهم السياسية على ظهر نادي آولمبيك آسفي. وهم أنفسهم الذين يجمعهم الحيداوي للممارسة “بروبوغاندا” لا أساس لها، أخرها، جمع توقعيات “التضامن مع الرئيس” بينما هذا الأخير، الشيء الوحيد الذي يتعرض له هذه الآونة، هي التحقيقات القضائية في ملفات ذات صلة بالاتجار في تذاكر المونديال، وكأن هذا الرجل يُريد أن يحتمي بأنصار النادي، ليقول للدولة: “ورايا الشعب ولو تفترضون أنني قد أجرمت”.   

لقد تبين الآن أن كل ما يجري داخل النادي سيهدد الفريق والمدينة بفضيحة. لكن يبدو أن المخاطرة بالحصول على سمعة سيئة من الناحية الديمقراطية أمر جدير بالمقامرة، بالنسبة إلى سياسيين ورياضيين متهورين.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا