افتتاحية- “كارتيل” الحسين شيانان للإطاحة بمجلس “كموش”

 افتتاحية- “كارتيل” الحسين شيانان للإطاحة بمجلس “كموش”

الجهة24- هيئة التحرير

بمجرد ما تستتب الأوضاع ومصالح المنتخبين السياسيين والمنعشين العقاريين وذوي المصالح، يشرعون في التخلص من خصومهم الداخليين. في عمالة آسفي، على ما يبدو، هناك «بيريا» (Lavrentiï Beria) واقف خلف الزعيم، متأبطا قوائم الأعضاء الذين ينبغي إبعادهم أو إقصاؤهم. «بيريا» كان اليد الخشنة لستالين في هدر دم كل من يشك في ولائه داخل الحزب. وفي العادة، لا يحتاج «بيريا»، في أي حزب، سوى إلى تغذية وساوس الزعيم.

في حالة عامل آسفي، أبانت تجاعيد وجهه وحركات يديه نية “حقد دفين” وهو يتحدث عن مساهمة المجلس المنتخب الترابي لآسفي في صفقة الكاميرات بـ500 ألف درهما، بينما انشرحت تجاعيد وجهه وهو يتحدث عن 6 ملايين درهم التي سيقدمها مجلس كريم في نفس الصفقة، وبين الاثنين، فرق الأرض عن النجوم.

في آسفي لا يفهم الرأي العام بعد، كيف استفاق نواب رئيس المجلس الترابي لآسفي، وهم يحشدون بعضهم البعض ضد رئيس المجلس، رغم أنهم أنفسهم لا يطيقون بعضهم البعض، لكنهم مستعدون اليوم، بشكل مثير للريبة والذهول إلى التحالف ضد رئيس هذا المجلس، في الوقت الذي وصل بهم الأمر إلى تهديده بالسجن، لأن هذا التهديد خرج أصله من أبواب عمالة الحسين شيانان التي في اعتقادهم أنها ذراع قوي لحمايتهم، والمفاجئ في الأمر، ليسَ نواب الرئيس وحدهم من يحشدون ضد الرئيس، بل استفاق أيضًا 30 منتخبا بعد سبات عميق، لعزل هذا الرئيس.

إن العملية برمتها تبدو كأن “كارتيل” معين يحشد مؤيديه للفتك بخصومه. في الغالب، سينجح هؤلاء في عزل رئيس مجلس منتخب بطريقة ديمقراطية، تبدو هي نفسها الطريقة التي تحدث عنها الكاتب جاك أطالي في وصفه لمشهد إزاحة الإسلاميين من المشهد السياسي بالمغرب، لكن خلفية قضية “الكارتيل” ضد “كموش” لا تُحركها المصلحة العامة، بقدر ما تُحركها مصالح خاصة هدفها مراكمة الثروة والهدايا والرشاوى، والشقق المفروشة.

لكن أسوأ ما قد يحدث لهؤلاء المعارضين هو أن يقودوا الحركات التصحيحية، فمثل ما يحدث في الانقلابات، إذا نجحوا يتحولون إلى قادة، لكنهم قادة، -نواب الرئيس- سينقلبون لاحقًا عن بعضهم البعض فهم بالكاد يطيقون بعضهم، وسيجري تدمير مجلس منهك أصلا، كان فيه نور الدين كموش، أقل الأضرار من غيرهم. هي لعبة “محكمة خاصة” من أبرز ضحاياها المواطنين الأسفيين.

تنشئ “الكارتيلات” محاكمها الخاصة، لكنها تستخدمها، في الغالب، لمحاكمة أولئك الذين يزعجون القيادة. جيش من السياسيين يقبع في السجن بتهم الفساد، أو أدينوا به وهم لايزالون طلقاء، لكنهم محظوظون لأن “كارتيلاتهم” أغفلت إدانتهم أيضا. السبب: إنهم قابلون للتدوير.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا