افتتاحية- عزاؤنا في وزارة الداخلية يا سيد الحسين شاينان
بشكل غير مسبوق، كشف عامل إقليم آسفي الحسين شاينان، عن جرأة في شخصنة الأمور وتسخير مصالح وزارة الداخلية في خدمة أشخاص معينين تربطه معهم علاقات شخصية وطيدة، وفي خدمة تيار سياسي معين، بعدما قاد مؤخرا، موكب رسمي، يضم سرب من المسؤولين ورؤساء الإدارات المحلية والمصالح الإقليمية، والدرك والقوات المساعدة، نحو منزل عائلة “آل كريم” المعروفة بالإقليم والتي تنتمي سياسيا لحزب الأصالة والمعاصرة، وذلك لتقديم العزاء في وفاة شقيق هذا القيادي السياسي.
بعد الزيارة “المثيرة والرسمية” التي قادها عامل إقليم آسفي إلى منزل عائلة القيادي المحلي البارز في “البام” عبد الله كريم إلى السبت جزولة، لتقديم واجب العزاء في وفاة شقيقه، تطرح اسئلة من عينة إن كانت هذه الزيارة الاستثنائية خاصة بمن لهم مكانة ومقربة من العامل؟، وربما تخفي وراءها مصالح مشتركة لا نعلمها ولا تعلمها الإدارة وربما تكون من بين هذه المصالح “حفظ النظام العام ومصالح الإقليم؟” أم أن مصالح عمالتكم، خصصت موكب رسمي لكل سياسي في الإقليم أصابه جلل أو مرض أو وفاة أحد اقاربه، وعلى اثر ذلك سينتقل عامل الإقليم إلى منزله، رفقة سرب من المسؤولين ورؤساء الإدارات المحلية والمصالح الإقليمية، والدرك والقوات المساعدة، كما فعلت مع عائلة “آل كريم؟”.
لقد زار عامل إقليم آسفي، عائلة طرحت حولها العديد من الاستفسارات والتساؤلات في خضم انتخابات 08 شتنبر الماضية، ويفترض أن وزارة الداخلية والعمالة التي يرأسها العامل، قد فتحت تحقيق في شبهات تزوير أصوات الناخبين، فكيف يمكن أن يبني عامل الإقليم علاقة مقربة وشخصية مع أطراف سياسية هي طرف في نزاع سياسي؟
ألا يرى عامل إقليم آسفي الذي يفترض أنه كسب تجربة نضج سياسي وتدبيري بعد مكوثه في هذا المنصب لأزيد من 8 سنوات، خروج عن الصواب وعن احترام لهبة الإدارة وكسر للمساحة التي يفترض أن تقوم بها وزارة الداخلية مع كل الفرقاء السياسيين دون تمييز، لأن علاقة وثيقة بين عائلة معروفة ومسؤول إقليمي يمكن أن تطرح تساؤلات حول الشفافية والنزاهة في العمليات الانتخابية والإدارية المقبلة أو الماضية. ألا يرى أنه فبمجرد أن تتعاون عائلات ذات نفوذ مع مسؤولين حكوميين في سياق غير شفاف، فإن ذلك يفتح المجال للعديد من الاستفسارات حول مشروعية الممارسات السياسية والإدارية التي تعمل عليها عمالة هذا الإقليم، ويستدعي الأمر مراجعة جادة لضمان أن الإداراة تخدم المصلحة العامة وليس المصالح الخاصة؟.
يبدو أن العزاء الوحيد الذي نحضره الأن، هو عزاؤنا في وزارة الداخلية إن هي سكتت فعلا عن مثل هذه الممارسات الصبيانية التي تمس بهبة الداخلية، بحيث يبدو أن عائلة معروفة تطرح حولها مئات الأسئلة حول فوزها في الانتخابات، وشبهات التزوير، والفساد السياسي، تبني أيضًا علاقة وطيدة مع عامل ممثل الحكومة في الإقليم، وذلك، دون أدنى خجل، وعلى المكشوف أيضًا، وبتالي نفهم اليوم، أن هذه العائلة تمد يدها على العمالة وتجعلها في خدمتها إن صح القول، وذلك على وزن ما كانت تقوم به المافيات الإيطالية، وكبار بارونات المخدرات، مثل بابلوا إسكوبار، حيث جعلوا في مرحلة متقدمة، مسؤولين وإدارات كبرى، تخضع لسلطتهم.