إلغاء عيد الأضحى في المغرب بسبب الجفاف والحرب وثورة الخبز.. إمارة المؤمنين تتدخل لإلغاءه للمرة الخامسة في تاريخ البلاد

 إلغاء عيد الأضحى في المغرب بسبب الجفاف والحرب وثورة الخبز.. إمارة المؤمنين تتدخل لإلغاءه للمرة الخامسة في تاريخ البلاد

في سابقة لم يشهدها المغرب منذ سنوات، وجه أمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رسالة سامية إلى شعبه حول موضوع عدم القيام بشعيرة ذبح أضحية العيد، والتي تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مساء اليوم الأربعاء خلال نشرة الأخبار الرئيسية للقناة التلفزية “الأولى”

إلغاء عيد الأضحى لسنة 2025 جاءَ بسبب الجفاف الحاد الذي يضرب البلاد، إلى جانب الأزمة الاقتصادية والارتفاع غير المسبوق في أسعار المواشي والمواد الغذائية. هذا القرار يأتي في سياق مشابه لما عاشه المغرب في فترات سابقة، حيث تم إلغاء العيد الرسمي أربع مرات خلال العقود الماضية لنفس الأسباب تقريبًا.

وقالت الرسالة الملكية إن حرصنا على تمكينكم من الوفاء بهذه الشعيرة الدينية في أحسن الظروف، يواكبه واجب استحضارنا لما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية، أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية. ولهذه الغاية، وأخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لاسيما ذوي الدخل المحدود.

📌 كرونولوجيا إلغاء عيد الأضحى في المغرب

🔹 1963 – الجفاف وحرب الرمال


في أول سابقة من نوعها، ألغى المغرب عيد الأضحى سنة 1963 بسبب الجفاف الشديد الذي أثّر على الثروة الحيوانية والاقتصاد الفلاحي، تزامنًا مع حرب الرمال بين المغرب والجزائر، ما دفع السلطات إلى اتخاذ هذا القرار لتخفيف الضغط على المواطنين.

🔹 1981 – الأزمة الاقتصادية وانتفاضة الخبز


في سياق أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع المديونية الخارجية، قررت الحكومة إلغاء عيد الأضحى بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية واللحوم. هذا القرار جاء أيضًا بعد انتفاضة الدار البيضاء الشهيرة في 20 يونيو 1981، والتي اندلعت بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وأسفرت عن سقوط ضحايا واعتقالات واسعة.

🔹 1991 – الجفاف والأوضاع الاقتصادية المتردية


بسبب موجة جفاف شديدة استمرت لعدة سنوات، عانى القطاع الفلاحي من خسائر كبيرة، ما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة. في هذا السياق، قررت الحكومة إلغاء العيد لتخفيف الأعباء المالية على الأسر المغربية.

🔹 1996 – استمرار الجفاف


بعد خمس سنوات من إلغاء العيد سنة 1991، لم تتحسن الأوضاع بشكل كبير، حيث استمر شح الأمطار وتأثر القطاع الفلاحي والثروة الحيوانية، مما دفع السلطات إلى اتخاذ قرار مماثل للمرة الرابعة، مراعاة للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها الأسر المغربية.

🔴 2025 – الجفاف وغلاء الأسعار يدفعان لإلغاء العيد مجددًا

اليوم، وبعد مرور 29 سنة على آخر مرة تم فيها إلغاء العيد، يعود المغرب ليواجه أزمة خانقة بسبب الجفاف الحاد الذي تسبب في ندرة المياه، وارتفاع أسعار العلف، مما أدى إلى تضاعف أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق. إضافة إلى ذلك، تعاني البلاد من تضخم اقتصادي وارتفاع أسعار المواد الأساسية، مما جعل القدرة الشرائية للمغاربة تتراجع بشكل ملحوظ.

وختم الملك رسالته الموجهة للشعب المغربي بـ”ومن منطلق الأمانة المنوطة بنا، كأمير للمؤمنين والساهر الأمين على إقامة شعائر الدين وفق ما تتطلبه الضرورة والمصلحة الشرعية، وما يقتضيه واجبنا في رفع الحرج والضرر وإقامة التيسير، والتزاما بما ورد في قوله تعالى: “وما جعل عليكم في الدين من حرج”، فإننا نهيب بشعبنا العزيز إلى عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة. وسنقوم إن شاء الله تعالى بذبح الأضحية نيابة عن شعبنا وسيرا على سنة جدنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، عندما ذبح كبشين وقال: “هذا لنفسي وهذا عن أمتي”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا