أساتذة مؤسسات الريادة بآسفي يقاطعون وجبات تكوين تُكلف 300 درهم لكل أستاذ بسبب رداءة جودتها وشبهات تحوم حول صفقة مع شركة خاصة
الجهة 24 – آسفي
قاطع عدد من الأساتذة ومديري مؤسسات الريادة التعليمية بآسفي، أول أمس الثلاثاء، وجبات الإفطار والغداء المقدّمة خلال تكوين نظمته المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم الأولي والرياضة بآسفي، والمخصص لأطر مؤسسات الريادة، وتُكلف هذه الوجبات 300 درهم عن كل أستاذ في تكوين مدته 5 أيام.
ووفق معطيات حصل عليها موقع “الجهة 24” من مصادر مطلعة، فإن مقاطعة هذه الوجبات جاءت احتجاجًا على رداءة جودتها، رغم الكلفة المالية المخصصة لها، والتي تصل إلى حوالي 300 درهم للفرد عن الإفطار والغداء. وهي وجبات فوتت في إطار صفقة لإحدى الشركات الخاصة خلال فترة المدير الإقليمي السابق محمد الحطاب.
وأكدت ذات المصادر أن الوجبات المقدمة، سواء في وجبة الإفطار أو وجبة الغداء، لم تكن تليق بمستوى الحدث ولا بالاعتمادات المالية المرصودة لها، مما أثار سخطًا واسعًا في صفوف المشاركين في التكوين، الذين عبروا عن استيائهم مما وصفوه بـ”هدر المال العمومي مقابل خدمات دون المستوى”.
وتساءل عدد من الأطر التعليمية عن المعايير التي تم على أساسها تفويت هذه الصفقة، وحجم الاعتمادات المرصودة لها، خاصة وأن الوجبات لم تُراعِ الحد الأدنى من الجودة والسلامة الغذائية، على حد تعبير بعض المحتجين، معتبرين أن هذا السلوك يُفقد التكوين قيمته التربوية والمهنية، ويُعكس غياب رقابة حقيقية على تنفيذ الصفقات العمومية في القطاع.
هذا، ولم يصدر لحد الساعة أي توضيح رسمي من طرف المديرية الإقليمية للتعليم بآسفي بخصوص ما وقع، وسط مطالب بضرورة فتح تحقيق إداري في الصفقات المتعلقة بخدمات التغذية داخل التكوينات، ومراجعة شروط التعاقد مع الشركات المكلفة، بما يضمن احترام المال العام وكرامة الأطر التربوية.
وقررت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إطلاقَ برنامجٍ لتكوين نحو 30 ألف أستاذٍ للتعليم الابتدائي، يستهدف 2000 مدرسة ابتدائية ستُضمّن ضمن مشروع “مؤسسات الريادة”، بدءًا من الدخول المدرسي 2025-2026. يأتي ذلك لضمان انطلاق السنة الدراسية في ظروفٍ جيدة، وتأهيل الأطر التعليمية في مجال مقاربة الدعم التربوي وفق المستويات المطلوبة، كما ورد في التوجيهات الخاصة بالبرامج التكوينية لمعلمي التعليم الابتدائي بالمغرب.
وبحسب المصدر ذاته، تتم التكوينات على مستوى المديريات الإقليمية؛، وتهم هذه المحطة المرحلة الأولى من تكوين أساتذة هذه المؤسسات حول برنامج الدعم وفق المستوى المناسب، سيتمحور التكوين بالأساس حول الإطار العام لنموذج مؤسسات الريادة ومحور تمرير الروائز، مع عروض التكوين سيتم تقاسمها مع المنسقين الجهويين، فيما ستبرمج المحطة الثانية من التكوين، والتي تهم تقديم الأنشطة بداية شتنبر )من 01 إلى 04 شتنبر (2025.
وتأتي هذه الواقعة في سياق حساس يشهده قطاع التعليم بالإقليم، يشار إلى أن مجموع مؤسسات التعليم الابتدائي المحتضنة لنموذج مؤسسات الريادة بلغت خلال الموسم الدراسي الجاري 2024/2025 ما مجموعه 2626 مدرسة ابتدائية، على أن تضاف إليها 2000 مدرسة جديدة خلال العام الدراسي المقبل 2025/2026 لتصير 4626 مؤسسة ابتدائية عمومية، وهو ما يعادل نحو نصف مدارس المغرب العمومية الابتدائية.
