أراء شبه استخباراتية مغربية تُحذر أخنوش من جرّ المغرب إلى تكرار سيناريو 1965 عبر “أخطاء صغيرة” في قضية “التعليم”

 أراء شبه استخباراتية مغربية تُحذر أخنوش من جرّ المغرب إلى تكرار سيناريو 1965 عبر “أخطاء صغيرة” في قضية “التعليم”

الجهة24

المغرب هذه الآونة على صفيح ساخن، المظاهرات لا تتوقف وتملء شوارع العاصمة الرباط والمدن الصغيرة، نهارا تعج بشعارات المطالبة بإسقاط النظام الأساسي الموحد الذي سنه شكيب بنموسى كوزيرا للتعليم، وتتزامنا هذه المظاهرات مع إضرابات عارمة تشل أزيد من 12 ألف مؤسسة تعليمية عمومية، وليلا تمتلء الشوارع بحشود بشرية تُطالب النظام السياسي بإسقاط التطبيع مع إسرائيل، نتيجة العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

أمام هذه المعطيات، طفت إلى السطح قراءة بين السطور، نُشرت في منابر مغربية، تُعتبر عادة أو على الأرجح أنها منابر مقربة من جهزة في الدولة، وتكتب بحساسية عالية، إحدى هذه القراءات تتحدث عن “الغراب” المجهول الذي يتربص من زاويته العليا بمصالح النظام السياسي في المغرب الذي يُديره الملك محمد السادس بإحكام، وتُفتح فيه أوراش كبرى لن ينكرها جاحد.

تستمد هذه القراءة شرعية موقفها من أنه في سنة 1965 أصدرت وزارة التعليم مذكرة تسقّف الدراسة الإعدادية بسن 16، مقترحة التكوين المهني على الفاشلين في التعليم العمومي. ورأت أن ذلك كان يبدو مثيرا للاحتجاج لدى فئة فتية من التلاميذ، وفي الغالب لن يخرج إلى الشارع سوى تلامذة “الكوليج”، لكن المعارضة التي كانت قوية في البرلمان وفي الواقع أيضا، وعبر ذراعها القوي “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب” (طلبة الجامعة والمعاهد العليا لا الإعداديات والثانويات)، وهي مؤسسة عتيدة عنيدة الإيديولوجيا، قامت بتأطير التلاميذ في المغرب كله، وأطلقت-عبر تلامذة الثانوي خاصة-احتجاجات الشوارع في الدار البيضاء ثم مراكش ثم في المغرب كله.

ويقول الراوي إن ذلك الخطأ الصغير، تحول إلى مجزرة كبرى من الجماجم بعد أن تدخل الجيش لقمع المظاهرات، وبعدها أعلن الملك الحسن الثاني حالة الاستثناء، وتعطلت الحياة السياسية إلى ما بعد المسيرة الخضراء.

في نظر كاتبي هذه القراءة، أن وزارة بنموسى، ارتكبت “خطأ صغيرا”، حين حرمت المدرس من الزيادة في الأجرة، إسوة ببقية أطر وزارة التعليم، وخصصت تعويضا تعجيزيا سنويا قدره عشر آلاف سنتيم للمدرسين العباقرة الذين يتميزون بالعطاء الأدبي والفني والتنشيطي.

وتقول: إن “النسور والغربان فوق الأشجار الميتة تنتظر، لا يهمها المدرس الحانق ولا التلميذ الضائع، لكن يهمها إعادة أحداث 1965، أي إخراج الجماهير الشعبية إلى الشارع ورمي فتيلة الفتنة في كل مكان”.

وبصيغة الجمع، جاء في نفس القراءة: “حن نعرف اليوم أن جهات معينة بلغ من حقدها على هذا النظام أنها أصبحت لا تخفي نيتها في ذلك بمناسبة وغير مناسبة، وقد جربت ذلك مرات ولم تحصد سوى أخفاف حُنيْن”.

وتختم: “لكن التعليم هو أخطر مبرر لإشعال البلاد نيرانا لا مطفئ لها. وإذا استمرت الحكومة في إنتاج الأخطاء، فإن هذه الجهات ستستمر في حصد التأييد، حتى لا مفر من المصائب لا قدر الله”.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا