هشام العلوي: الشعوب أرهقت لكنها لن تعود إلى الوراء واستمرار المشاكل سيؤدي إلى نهضة شبيهة بـ “الربيع العربي”

Prince Moulay Hicham of Morocco is based at Harvard as a Research Associate at the Weatherhead Center. In 2018, he publicly announced his desire to renounce his royal title and institutionally sever ties with the Moroccan monarch. Photo by Sophie Park
قال هشام العلوي، ابن عم الملك محمد السادس، إن شعوب المنطقة العربية لا يعودون إلى الوراء، حتى ولو أوحت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، على سبيل المثال، بالعودة إلى ديكتاتورية زين العابدين بن علي، وأضاف “نحن لا نعود أبدا إلى الوراء.. حتى ولو أننا نعود قليلا إلى الديكتاتورية، لكن ليس بنفس الطريقة، ربما نتجه يسارا أو يمينا، ولكنا لا نستطيع العودة إلى الوراء”.
وأكد العلوي أن المشاكل المستمرة في المنطقة، سوف تؤدي حتما إلى تعبئة جماهرية أخرى على غرار الربيع العربي 2011، حيث أوضح متحدثا في محاضرة ألقاها بجامعة “لافال” بكندا، أن “شعوب المنطقة ارتبطوا ارتباطا وثيقا بمطالبهم الاقتصادية والاجتماعية، وبعدما اتضح أن الأنظمة القائمة والحكام العرب غير قادرين على الاستجابة لهذه المطالب، كانت هناك حاجة إلى شيء آخر؛ حقوق الإنسان والديمقراطية” .
وأشار الباحث إلى أن هذه النقلة النوعية على مستوى مطالب الشعوب لن تحدث الآن، بل هي تتطلب وقتا ونفسا طويلا،” كما أن الشعوب مرهقة ولكن استمرار المشاكل سيؤدي إلى تعبئة جماهرية، متى وكيف؟ لست أدري”.
وفي ذات السياق، أكد العلوي أن الشبكات الاجتماعية الرقمية كانت مفيدة في وقت مبكر، لكن ما يحدث في هذه الحالات هو أننا ندخل في لعبة متكررة، أي ان الأنظمة تلحق بالركب ثم تتفوق على المعارضين، “بالتالي لم تصبح لدينا تكنلوجيا متحررة، بل على العكس من ذلك أصبحت وسيلة في يد الأنظمة لكي يدافعوا عن أطروحاتهم.. وقد لاحظنا مؤخرا أن الشبكات الاجتماعية أصبحت مغمورة بالأخبار الكاذبة والمعلومات المزيفة ونظريات المؤامرة، من أجل جعل النقاش غامضا، بالتالي نحن في مرحلة تحول فيها ماكان يعتبر ميزة إلى عيب” يضيف هشام العلوي.
وأوضح العلوي أن المواطن العربي حرر نفسه ويريد التحكم في مستقبله، وإذا لم يفعل ذلك اليوم فذلك لا يعني افتقاره للقدرة الثقافية أو الإرادة سياسية على فعل ذلك، لكنه لم يتخذ بعد القرار فيما هو محاصر من طرف الهياكل السياسية،”.
ومن جهة أخرى، يوق العلوي، فإن “استراتيجية تطور الأنظمة لن تعطي أكثر مما أعطت، لأن معرفة النمو مرتبط بمعايير سياسية معينة، المعايير المتواجدة الآن لا تستطيع الوفاء بالمتطلبات الاجتماعية، لهذا سنكون مجبرين على مواجهة اضطرابات شعبية من الآن فصاعدا” على حد تعبيره.
وفيما يتعلق بالأنظمة العسكرية في الوطن العربي، تحدث الباحث عن حالة مصر، التي تعتبر إشكالية كبرى عندما يسيطر الجيش على جزء مهم من الاقتصاد، وتكون سيطرته معلنة، بالتالي فإن إعادة الجيش إلى الثكنة تمر عبر ترشيد الاقتصاد. ثم استطرد العلوي: “مشكلة مصر، ليست هي مشكلة الجيش الجزائري، فهذا الأخير هو حامي الدولة، وعلى هذا الأساس يعتبر نفسه فاعلا أساسيا داخل المنظومة التي عرفت الدولة الجزائرية نشأتها منذ البداية”.
وفي سياق آخر، أشار العلوي إلى أن الغرب كان يخشى الإسلاميين، ويتخوف نتائج الانتخابات، ولم يفهم أن انتصار النهضة في تونس كان نصرا ليس للإسلاميين فقط، بل انتصارا للسياسية ولأولئك الذين كان موقفهم متوحدا حول مقاومة بنعلي، وكل من عانى من نظامه، كما أن هذا النصر يمثل المساواة بين الساحل والداخل في تونس، “لكن الغرب نظر في اتجاه آخر، واعتقد أن نصر النهضة يمثل عودة الخلافة” ثم يضيف العلوي، “ونشأ تحالف جيوسياسي متمثل في الإمارات والسعودية، اللذين فعلا كل ما بوسعهما لكي يخرج الربيع العربي عن مساره، وهذا ما حدث بالفعل”.