نقطة نظام-ما بين تربية السباعي وتربية أوريد

 نقطة نظام-ما بين تربية السباعي وتربية أوريد

من سخرية القدر، أنَّ يخرج المفكر والوالي السابق، والناطق الرسمي بإسم القصر الملكي سابقا، حسن أوريد، ليقول إن مآزق في الحياة تعرض لها، وهي التي دفعته للاهتمام بالتربية، قبل أن يصف نفسه بـ”المتطفل” على حقل التربية والتكوين.أوريد وهوَ يقول ما قال، بالكثير من الخجل، والتواضع، وهو مؤلف روائي داعَ صيته بفضل ترويضه للغة من خلال روايات وكتب تاريخ كثيرة، إضافة إلى أنه خبر دواليب السياسة من داخل أسوار صناعة القرار، لم يكن يعلم أن مجلس المستشارين دفع ببرلماني من إقليم آسفي يجد صعوبة في تكوين جملة مفيدة ولازال بكل أمانة، يتلعثم في قراءة ما يُكتب له على الورق، ممثلا له في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وهكذا بدونَ أدنى خجل نقرأ الخبر: “السباعي في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وأوريد يجد نفسه متطفلا على حقل التربية”. فتعيين أمبارك السباعي، الذي بسط سيطرته على جماعة قروية أسمها “المعاشات” منذ أزيد من ربع قرن تنام على مخزون مهم من الرمال الذهبية، وتُذر أموالا طائلة في بعض الصناديق السوداء، لم يُذكر أنه جنى تحصيلا دراسيًا، أو شهادة ابتدائية كاملة، أو قدم رؤية، أو أطروحة، يُناقش فيها “جوع جماعته” فمبالك، بأن نتساءل عن التحصيل العلمي والجامعي لهذا الرجل، حتى يكون ممثلا لغرفة المستشارين في المجلس الأعلى للتربية والتكوين، وذلك فقط من باب واجب الاحترام والتقدير، لأدوار هذا المجلس الذي يُنضر في استراتيجية ثمينة تبني أجيال ومصيرهم من المغاربة.وحتى أولئك الذين يسخرون من السباعي اليوم، ومن مستواه التعليمي، وقد نكون من بينهم. عليَّنا أن نكون موضوعيين جميعًا، ونطلب من السباعي، أن يُقدم لنا رؤيته لقطاع التربية، وأفاق مهمته التمثيلية، فربما، قد نكون ظلمنا الرجل.وحتى ذلك الحين، نتوقف عند حديث أوريد، الذي قال نهاية الأسبوع، بعدما حلّ ضيفا على مؤسسة كريمة النميري بمؤسسة لابيل إكسلانس في مكناس، لمناقشة إصدار جديد في التربية لصاحبه رشيد جرموني، أنه لابد من وضع اليد في اليد لإصلاح المدرسة، لأن أزمة التربية معقدة، وليس كما يبدو للكثيرين، وهذا ما دفعه للتأكيد على أن ”التربية ليس أن أجمع الحطب وإنما أن أوقد النار “، في إشارة إلى ضرورة بذل الجهود لتمكين المدرسة من الاطلاع بأدوارها.ولم يفوت الوالي السابق على جهة مكناس تافيلالت الفرصة للتأكيد على أن المدرسة المغربية لم تعد تنتج نخبها، لأن هناك تصحرا معرفيا لا من حيث الكم ولا من حيث النوع، ما دام أن التربية تظهر في مسألة جني الثمار، وكل مراهنة على المبادرات التنموية في غياب التربية، هو نوع من ” الانتحار التنموي “.

هيئة التحرير

أخبار ذات صلة

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة الجهة24 لتصلك آخر الأخبار يوميا