نقطة نظام.. حصيلة عجاف

محبطا من سنوات توليه المسؤولية، بعدما التفت خلفه وهو يرى أنه ناهز عمر 6 سنوات على رأس هذه السلطة، دونَ أن يترك أي بصمة تنموية حقيقية، تملكه إحساس بالعجز، بعدما غطس الرجل، رفقة مجموع “من بيعوه العجل” و”أطفال إحياء السهرات التي تجذب التنمية” في دوامة كبيرة، حينما أراد الخروج منها وجد سنوات توليه السلطة، عجاف.
إنه السيد الحسين شينان، عامل إقليم آسفي، الذي استفاق من سباته أخيرا، ليتحدث عن سوء المرحلة، ناسيًا أنه المسؤول الأول عنها، بعدما تعطيه كل القوانين والصلاحيات ما يلزمه لتحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنموي والسياحي.
وعوض أن يُبادر عامل الإقليم، في تقييم حصيلته اليتيمة، فإنه أراد أن يلصق حجم الإخفاق لعوامل أخرى كـ”الفيسبوك”، بينما أراد أن يحرم من ينتقدونه من سلطة الرأي، وأن يقول الجميع: “نعم العام زين وأنا زين”.
لقد قال عامل آسفي: “علاش الناس مكيعرفوش آسفي؟ لأنه 20 ولا 30 واحد معندهمش المستوى كايهدموا آسفي في الفايسبوك اعرفهم شخصيا ودبرت ليهم ولكن لي فيه شي فيس راه فيه” ثم أعترف دونَ أن يعي خطورة ما يقول: بأنه تدخل باش اضبر لهؤلاء ولكن لي فيه شي فيس راه فيه”.
ومعنى كلام العامل، فإنه أسس داخل دواليب عمالة آسفي، وكالة للريع والامتيازات وصندوق أسود، يجيد به ببعض الامتيازات عن يطاوعنه و”يطبلون له” ويؤيدون سياساته، وهذا وحده كلام، يستوجب فتح تحقيق من طرف المفتشية العامة لوزارة الداخلية.
يكفي الحسين شينان، أن يراجع فقط المشاريع التي تقع تحت سلطته الرقابية، ليعرف حجم المحنة التي لصقت فيها آسفي، كم من مشروع شابته العيوب وتبخرت فيه الملايين من الاموال العامة، كم من مسجد هدم في عهده ولم يجري إعادة بناؤه، بعدما أمر بهدمهم، لماذا يهرب المستثمرين من آسفي؟ لولا تلك العراقيل التي تفرضها إرادته، كم من جماعة قروية محرومة من مياه الشرب لأن فيها من لم يطاوع صناديق عمالته السوداء؟ كيف تفتقت بنايات وأحياء عشوائية ترسم معالم قرية كبيرة على امتداد آسفي، لولا صمته وتعاونه مع رؤساء الدوائر، أخرهم من رحل إلى الدار البيضاء.. ولائحة طويلة.