نشطاء يدعون للتظاهر غدا الأحد للمطالبة بانقاذ ما تبقى من قصر البحر التاريخي لآسفي

دعا نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عموم سكان آسفي، للتظاهر غدا الأحد للمطالبة بإصلاح وترميم ما تبقى من المعلمة التاريخية قصر البحر لآسفي، بعدما تعرضت للتأكل والانهيار بسبب عوامل التعرية وبسبب الاهتزازات التي يُسببها قطار نقل المواد الخام للمكتب الشريف للفوسفاط.
واطلق نشطاء في مدينة آسفي، حملة واسعة للمطالبة بإنقاذ المعلمة التاريخية قصر البحر، الذي شيد سنة 1515، واكتمل بناؤه سنة 1523 وهو عبارة عن هندسة معمارية عسكرية بالغة الدقة تؤرخ لحقبة الاستعمار البرتغالي لآسفي، وإلى جانب ذلك، يعتزم النشطاء تنظيم وقفة احتجاجية غدا الاحد على الساعة الخامسة مساءا أمام المعلمة التاريخية.
وعرف قصر البحر تصدعات كبيرة، أدت إلى انهيارات واسعة، ومع توالي السنوات بدأ قصر البحر التاريخي يتساقط بشكل تدريجي، وفي بداية مارس من سنة 2021، أعلنت السلطات المحلية والمنتخبة في آسفي عن المصادقة على اتفاقية شراكة لترميم هذه المعلمة تضم وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك ووزارة الثقافة ووزارة الداخلية ومجلس آسفي بميزانية 134 مليون درهم، غير أن تأخر تنفيذ هذه الاتفاقية ووعود عامل الإقليم، أدت إلى المزيد من التآكل والانهيارات بقصر البحر.
وقال طارق مومن، أحد النشطاء في الحملة المطالبة بإنقاذ قصر البحر إن القصور والقصبات والمعالم الأثرية القديمة التي تعود لحضارت غابرة تعاقبت على المغرب تاركة بصماتها المادية، تشكل واحدة من أهم الكنوز التراثية والمعمارية التي أهلت العديد من المدن المغربية لتصنف ضمن التراث العالمي مثل: مازكان، والصويرة، ومراكش، وآسفي وغيرها.
وتابع قوله: “غير أن الأسلوب الذي تُعامل به هذه المعلمة التاريخية الشامخة، وهي تقف صامدة في وجه عوامل التعرية وعاديات الزمن، وتغاضي المؤسسات الوصية عن حمايتها ورعايتها باعتبارها ذخيرة حضارية وطنية وعالمية تؤرخ للوجود الإنساني وعبقريته على مدى التاريخ، يثير شعورا بالمرارة والأسى، ويدفع إلى التساؤل: كيف يمكن أن يكون الإنسان عدوا لنفسه وتراثه المادي وذاكرته الرمزية؟””.
ومن جانبه أوضح الباحث في علوم الاثار والتراث سعيد شمسي أنَّ الأسباب التي أدت إلى انهيار قصر البحر ليست أسباب حديثة الولادة، وأكد أنها أولا أسباب طبيعية بدرجة أولى، ويتعلق الأمر بتسبب الأمواج العاتية والمنكسرة على صخرة أموني التي شيد عليها هذا الحصن في تشققات عمودية بالصخرة.
وأكد شمسي أنَّ تقريرا من السلطات الفرنسية خلال فترة الاستعمار وعبر أحد المهندسين الفرنسيين والباحثين في الآثار أشار إلى حقيقة أن سبب هذا التصدع جاء بعد بناء رصيف ميناء آسفي الذي أحدث سنة 1930 حيث وضعت الحواجز الإسمنتية لتغيير وجهة الأمواج حتى ترسو البواخر والسفن بالميناء وفي المقابل أدى تكسير الأمواج على صخرة أموني التي شيد فوقها الحصن إلى تآكل مستمر مع تكرار الاهتزازات.