مواقف دول المغرب العربي من العدوان الإسرائيلي على غزة.. بلاغات محتشمة وأخرى نارية أين تقف الرباط من كل هذا؟
الجهة24
ارخت الحرب الإسرائيلي على غزة، ظلالها على الرباط، التي اعادت علاقتها مع تل أبيب في 10 ديسمبر2020، وأعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. لكن الحرب الإسرائيلية على غزة، وضعت الرباط في موقف صعب، خصوصا مع تزايد الغضب الشعبي والمظاهرات التي تطالب بوقف التطبيع وتدعم القضية الفلسطينية.
بلاغات المغرب.. وسؤال التطبيع
ومنذ بدء الحرب على غزة، أصدرت الخارجية المغربية، 5 بلاغات، لم تحمل كلها إدانة مباشرة للاحتلال الإسرائيلي، لكن هذه البلاغات دعت إلى وقف الحرب وقالت الخارجية: “تتابع المملكة المغربية بقلق بالغ ما تشهده الأوضاع في قطاع غزة من تدهور كبير، نتيجة عودة أعمال العنف والاقتتال وما خلفته من ضحايا وخسائر في الأرواح والممتلكات”.
وأضاف البلاغ “تجدد المملكة المغربية مطالبتها بحماية المدنيين من قبل كل الأطراف وعدم استهدافهم”.
وفي مقابل ذلك، قالت جارة المغرب، الجزائر، عبر رئيسها عبد المجيد تبون، إن “ما يحدث في غزة جرائم حرب مكتملة الأركان” وإن “الفلسطينيين ليسوا ارهابيين لأنهم يدافعون عن وطنهم وحقوقهم”.
وقالت الرئاسة الجزائرية في اعقاب قصف اسرائيل لمستشفى مدني بغزة: “تدين الجزائر بشدة الهجوم المتعمد على مستشفى في قطاع غزة، من قبل قوات الاحتلال الذي أسفر عن مقتل مئات الضحايا والعديد من المصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وتناشد المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والضمير العالمي التدخل الفوري لوقف مثل هذه الأعمال الهمجية التي تنتهك وبشكل صارخ القانون الدولي الإنساني وأبسط القيم الإنسانية”.
ويبدو هذا الموقف، أكثر حدة من نظرائه في المغرب وعددا من الدول العربية، كالسعودية ومصر والإمارات.
أما تونس، فقد أعلنت عن وقوفها الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني، وقال بلاغ الخارجية التونسية: “تدعو تونس كل الضمائر الحية في العالم إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وأن تتذكر المذابح التي قام بها العدو الصهيوني في حق شعبنا العربي في فلسطين بل وفي حق الأمة كلها”.
أما مورتانيا، أدانت بدورها “جرائم الاحتلال الصهيوني” واتخذت موقفا صريحا اتجاه القضية وأعلنت وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني، وقال الخارجية المورتانية: ““تعبر الجمهورية الإسلامية الموريتانية عن إدانتها واستنكارها للجريمة البشعة والمجزرة المهولة التي ارتكبتها آلة الحرب الإسرائيلية هذا المساء بقصفها لمستشفى المعمداني في غزة، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحي من النساء والأطفال والمدنيين العزل”.
وبدورها أدانت ليبيا أعمال العدوان الإسرائيلي التي وصفتها ب “جرائم الحرب والإبادة الجماعية”، حيث قالت “تعرب وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة ليبيا عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات لجرائم الحرب والإبادة الجماعية الذي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة”.
مؤكدة “أن قصف الاحتلال الإسرائيلي المتعمد للمستشفى الأهلي المعمداني، والذي أسفر عن سقوط المئات من الضحايا الأبرياء، هو جريمة حرب وفق القانون الدولي والإنساني يجب أن يعاقب مرتكبيها”.
وأكدت ليبيا على ثبات موقفها من القضية الفلسطينية، حيث قالت “تجدد وزارة الخارجية موقف دولة ليبيا الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
غضب شعبي مغاربي
وبالرغم من هذه التنديدات التي اختلفت صياغتها واتفق مضمونها، لم يرض الشعب المغاربي بشكل خاص والعربي بشكل عام بهكذا خرجات وتنديدات، بل أكدوا على ضرورة مشاهدة نتيجة هذا التنديد والتضامن على أرض الواقع والوقوف جنبا إلى جنب مع الشعب الفلسطيني الذي ترتكب في حقه الآلة الصهيونية مجازر متنوعة بمساعدة غربية كبيرة.
وأرجعت مجموعة من الشعوب المغاربية هذه التنديدات “الصامتة” إلى الخوف من الغرب، فيما أرجع آخرون هذا الخوف إلى حفظ المصالح المشتركة.
وردا على العدوان الإسرائيلي الهمجي الذي يقلق الشعوب المغاربية والعربية، التجأت مجموعة من شعوب الدول المغاربية والعربية إلى توظيف “سلاحها” السلمي لإيقاظ الضمير الإنساني العربي والعالمي.